التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 11:36 م , بتوقيت القاهرة

"اتمخطري يا حلوة يا زينة " قصة زفة مصرية غاب عنها أصحابها

فرقة عوالم
فرقة عوالم

منذ الثلاثينات ولا يخلو زفاف أو خطوبة أو أي ارتباط من اغنيتها، تلك الأغنية التي طافت كل احياء مصر بلا استثناء، ودخلت كل البيوت بلا مبالغة، الأغنية التي اشتهرت ولكن صاحبتها ظلت مجهولة حتى وفاتها، اغنية "اتمخطري يا حلوة يا زينة".


في الثلاثينات كان "كار العوالم" موجودا وبقوة قبل أن تتحول "العالمة" وفرقتها إلى "دي جي"، كان شارع محمد على هو مركز تواجدهم، حيث يذهب كل صاحب حفل زفاف أو مناسبة سعيدة إلى هذا الشارع ليتفق مع فرقة "تحيي" الحفل، من بين هؤلاء "العوالم" كانت هناك المطربة "سيدة حسن.



في البداية "العالمة" ليست الراقصة، "العالمة" هي مطربة وراقصة وصاحبة فرقة موسيقية ومدربة رقص أيضا، باختصار "العالمة" هي فرقة متنقلة، بجوار موهبتها في الرقص كان لابد أن تكون ذات صوت جميل يطرب من يسمعه، ومن أشهر "العوالم" شفيقة القبطية ونعيمة المصرية وبمبة كشر وسمحة المصرية وأسماء الكمسارية وسيدة حسن.


في الثلاثينات خرجت من شارع محمد على أشهر أغنيات الزفاف أشهرها كان " اتمخطري يا حلوة يا زينة" خرجت تلك الأغنية من فرقة وبصوت "العالمة" سيدة حسن، ومن ألحان الموسيقار المجهول "أحمد الشريف".



احمد الشريف كان أحد أهم ملحني الأغاني الشعبية في مصر، بدأ حياته عازف عود ومطرب في كازينو "بديعة مصابني" وسرعان ما تحول إلى ملحن ذاع صيت ألحانه دون أن يعرفه أحد، الشريف لم يكن مجرد ملحنا لبديعة وفرقتها، بل كان أبرع من لحن " الديالوج الغنائي" وهو الحوار الغنائي الذي يمكن أن يؤديه مطربين أو ثلاثة أو أكثر، وقدم لبديعة العديد من الأعمال في عصرها الذهبي، إضافة لأنه كان مدير فرقتها.


موهبة أحمد الشريف لم تتوقف في محطة بديعة بل تخطتها بعد ذلك إلى "اسطوات" الأغنية الشعبية في هذا الوقت، ومن غير "العوالم" يمكن أن يستفيدوا من بساطة وعذوبة ألحان الشريف، بالفعل قدم الشريف العديد من الألحان لفرق محمد على وفرقة سيدة حسن بالتحديد.



قدم الشريف لسيدة حسن ألحان مثل "اتمخطري يا حلوة يا زينة" و"مبروك عليكي عريسك الخفة" و"السبوع" وغيرها من الألحان، ولكن أشهر ألحان أحمد الشريف على الإطلاق، هو لحن أغنية "وحوي يا وحوي" والتي غناها المطرب أحمد عبد القادر وكتبها حسين حلمي المانسترلي، ولكن على الرغم من هذا ظلت الشهرة بعيده عنه حتى توفي في 5 يونيو 1969.


أما سيدة حسن فقد حققت انتشارا واسعا في الثلاثينات بسبب أغاني "الزفة" التي لحنها لها "أحمد الشريف" لدرجة دفعت شركة "أوديون" للأسطوانات – وكانت أهم شركة لإنتاج الأسطوانات في مصر – للتعاقد معها لتسجيل أغنياتها، وباعت اغنية "مبروك عليكي عريسك الخفة" 20 ألف أسطوانة بعد أسبوع واحد من تسجيلها، ولكن يبدو ان هذا اللحن حمل في داخله لعنة ما، فسيدة حسن أسدل عليها الستار وعاشت مع زوجها بعيدا عن الشهرة والأضواء حتى وافتها المنية.