التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 03:55 ص , بتوقيت القاهرة

إلغاء الإجازات الرسمية!!

عطلة رسمية بمناسبة "شم النسيم"، وإجازة رسمية بمناسبة "عيد تحرير سيناء"، ثم عطلة رسمية بمناسبة "عيد العمال".. ثلاث عطلات في أقل من أسبوعين، إضافة إلى يومي الجمعة والسبت إجازة أسبوعية، حصل عليها بعض العمال والموظفين!


ظني أن الشعب المصري من أكثر شعوب العالم حصولًا على إجازات رسمية، وغير رسمية. على الرغم من أننا في أمس الحاجة إلى كل ساعة بل دقيقة عمل من أجل النهوض بالإنتاج، وتحسين وضعنا الاقتصادي الذي لا يخفي على أحد. فماذا لو قررت الحكومة إلغاء هذه الإجازات الرسمية، وإجازة السبت، والاكتفاء بالإجازة الأسبوعية يوم الجمعة؟


في يناير 2015، أعلنت اليابان- وهي من كبريات الدول الاقتصادية- عن قوانين جديدة تهدف إلى "إجبار العمال على الحصول على إجازة"! وبررت ذلك بأن العمال أخذوا أقل من نصف إجازاتهم المستحقة في 2013، وأنها تريد أن ترفع من إجمالي الإجازات التي يحصل العمال عليها لتصل إلى 70% بحلول عام 2020.


والشركات اليابانية، تطالب العمال بالعمل أكثر وأكثر، بمعدلات قد تصل إلى 100 ساعة أسبوعيًا، خاصة مع الاقتصاد "غير المستقر" في المرحلة الراهنة!


الوضع في مصر مختلف تمامًا. فكما يؤكد خبراء الاقتصاد أن خسائر مصر السنوية "بسبب الإجازات" تتجاوز "1.4 تريليون جنيه"؛ لأن أيام العمل الرسمية 250 يومًا في السنة.


لكن العمال والموظفين، خاصة في الحكومة، يحصلون على أكثر من 150 يومًا إجازة في السنة.. وتعال نحسبها.. "جمعة وسبت" في 52 أسبوعًا = 104 أيام.. و22 يومًا إجازات أعياد ومناسبات رسمية، يكون عندنا نحو 130 يومًا.. فإذا ما أضفنا الـ30 يومًا التي كفلها القانون للعامل ما بين إجازة مرضية، او اعتيادية، يكون الإجمالي 160 يومًا إجازة في السنة، ويتبقى نحو 90 يومًا هي عدد أيام العمل الفعلية.


لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي دراسة أعدتها أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة آية ماهر، العام الماضي، تبين أن الموظف المصري يعمل لمدة "نصف ساعة فقط" من إجمالي 7 ساعات، وعلى الرغم من ذلك يحصل 95% من الموظفين على امتياز في تقاريرهم السرية.


معنى ذلك أننا شعب يموت في الكسل.. يعشق "الأنتخة".. يسن التشريعات والقوانين، ويرفع الشعارات ولا يلتزم بها.. يهتف: "حي على العمل"، وإذا ما ذهب إلى "الشغل" كان أول "المزوغين"، وآخر الشهر يشكو للناس من أن "المرتب مفيهوش بركة"!


ونكاد نتفرد من بين شعوب العالم في فن "تجميع الإجازات". فإذا تصادف وحصل العامل، على إجازة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، بمناسبة عيد الفطر، مثلًا، فإنه لا يهدأ له بال إلا بـ"ضرب" يوم الخميس أيضًا؛ ويعاود العمل يوم الأحد؛ لأن "الجمعة والسبت" إجازة رسمية!


طيب.. إذا كان الموظفون والعمال "المحظوظون" يحصلون على هذا الكم الهائل من الإجازات، ففي أي وقت يعملون؟ وكيف تتقدم مصر بسواعد أبنائها "المأنتخين"؟!


إن أكثر الدول رفاهية وتقدمًا لم يحصل عمالها وموظفوها على هذا الكم الهائل من الإجازات، بل إن العمال اليابانيين خرجوا في مظاهرات، ونظموا وقفات احتجاجية ضد قرار الحكومة بـ"تخفيض ساعات العمل"!.. أي والله "زمبؤلك كده".. ولو كان هؤلاء العمال عندنا في مصر لأقاموا الاحتفالات وصنعوا التماثيل لكل من اتخذ هذا القرار، ولطالبوا بجعل يوم إصدار هذا القرار "إجازة رسمية"!


أيها المسؤولون.. إن وضعنا الاقتصادي المتدهور لم يعد يتيح لنا رفاهية "الأنتخة"، والمطالبة بزيادة المرتبات دون الإجادة والاجتهاد في العمل، لذا فما الذي يمنع "إلغاء إجازة السبت" والاكتفاء بـ"الجمعة" فقط إجازة أسبوعية؟ ولماذا لا نلغي إجازات بعض المناسبات والأعياد الوطنية؛ لنزيد الإنتاج ونحقق التقدم والرفاهية المنشود، على الأقل في الفترة الحالية، وحتى يسترد الاقتصاد عافيته.. وإذا ما تحقق ذلك، ساعتها سنطالب بمزيد من الإجازات.. "مش كده ولا إييييه؟!".