التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 10:23 م , بتوقيت القاهرة

أعز الناس حليم

"على قد الشوق" اللي واخدنا و الحنين لعبد الحليم في ذكراه، على قد ما هو عايش معانا و مماتش بالنسبة لنا. في كل وقت بتطلع النتيجة بنقول "وحياة قلبي و أفراحه"، و"الناجح يرفع ايده". مع كل نبتة حب أو مشاعر بتتولد "أول مرة تحب يا قلبي"، بتعبر عن كل حاجة و تفصيله بتحصل جوانا. مع كل خلاف او خصام بيقول لنا: "بلاش العتاب"، أحاسيس كتير عبر عنها بدالنا أو بمعني أصح، كان الأداة اللي بتعبر عننا . 
 


طيب هو ليه كده؟.. كتير مغنيين عندهم أحاسيس و بيعبروا عن اللي جوانا، اشمعني حليم بالذات؟ هل لأنه ولع مشاعرنا بـ "نار يا حبيبي نار" ؟ ولا حيرنا بـ "حاجة غريبة" ؟ هل نشط الشجن جوانا "بأمر الحب" ؟   

كاريزما حليم كاريزما تُدرس، كاريزما مستمرة بنفس السحر حتي بعد موته.. هل كان "حلو و كداب"؟ تعالوا ناخد النصف الاول ، هو كان حلو؟ بمقاييس الجمال في الوقت ده كان الدونجوان عمر الشريف، البودي بيلدنج أحمد رمزي، والرومانسي شكري سرحان. يعني مكانش "كامل الاوصاف".


تركيبة جسم عبد الحليم حافظ مكنش فيها مقومات الدون جوان و بالرغم من كدة معجباته كانوا مجانين بيه، وانا شايفة ان الكاريزما دي ترجع لتركيبة شخصيته لانه شخصية حسية سمعية.. و النمط ده من الشخصيات بيكون هادئ الاعصاب، انفعالاته و احاسيسه ظاهرة علي وجهه و جسمه، عنيه كانت بتتحرك في مستوى الأذن لأنه شخصية سمعية و ساعات كتير كانت عنيه للأسفل ناحية القلب للجزء الحسي في شخصيته. ممكن يكون اللي جذب الناس ليه انه كان موعود بالعذاب والشجن و القصص المأسوية، ومرضه و عدم زواجه.
 


كاريزما حليم هي كاريزما الحواس والمشاعر اللي بتتحرك مع نبرة صوته، النبرة الموسيقية اللي بتتماشي مع موجة الشعب العربي العاطفية و الوجدانية. و بتكلم هنا علي النبرة مش حلاوة الصوت، في لغة الجسد النبرة المموجة بتجذب المستمع، فما بالك بقي بنبرة مموجة و كمان احساس عالي فأكيد كل ده مش محض صدفة ، وانه فعلاً كان يستحق كل الحب ده.
 


حليم لازمنا في كل مناسبة وبعد موته بأربعين سنة بنسمعه مع كل عيد نصر أو ثورة،"بالأحضان" بيشحن مشاعرنا ببلدنا و بنبقى كلنا كده عايزين صورة.


كان و سيظل حليم في قلوبنا و مشاعرنا و مش هيكون مجرد نوستالجيا او حنين لماضي، بالعكس هو معجزة عصر فات مستمر لحاضر ومستقبل، و مع كل حدث أو حالة بتملاها كلمة من عبد الحليم وبتشبعها. 


حالة نادرة من الحزن و الشجن و الدموع وعدم الارتباط طول حياته بانسانة زيه زي أي راجل، يمكن كان دايما بيقول لنفسه :"خايف مرة احب" و بالرغم من ده كله ، كل كلمة قالها، كان شخص تاني بيستخدمها جواب ببساطة ممكن يوصله لقصة حب و ارتباط.  


زمن جميل لفن جميل، مشاعر هتفضل تتحرك مع كل اغنية بنسمعها لحليم ورسالة أخيره منه لو جات سيرته  "أي دمعه حزن لا لا لا".