التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 10:58 م , بتوقيت القاهرة

«هيومان رايتش ووتش» منظمة الشيطان

لم يخالجني أدنى شك في طبيعة الدور الذي تلعبه منظمة «هيومان رايتس ووتش». هذه المنظمة المشبوهة، التي تخلت هدفها الرئيس المعني بحقوق الإنسان لتتحول إلى أداة لممارسة الضغوط السياسية على مصر لصالح بعض الدول المعادية، أو لخدمة أهداف ومخططات خبيثة.


منظمة الشيطان طالعتنا، الأربعاء 6 سبتمبر، بتقرير، أقل ما يقال عنه أنه ينضح إفكًا، ادعت فيه «تعذيب» مَنْ أسمتهم بـ«بالمعتقلين السياسيين» بشكل روتيني، وبأساليب تشمل «الضرب والصعق بالكهرباء وأحيانا الاغتصاب»، بحسب زعمها.


التقرير المؤلف من 44 صفحة استند- وفقًا للمنظمة- إلى شهادات لأشخاص «مجهولين»، ومصادر معلومات، أقل ما توصف به، أنها «انتقائية»، ومعروفة بتوجهاتها وانحيازاتها ضد الدولة المصرية. واعتمدت المنظمة على فرضيات واهية، وبيانات غير رسمية، كتلك البيانات التي تصدرها جهات ومراكز ومنظمات معروفة بخدمة الأجندات والتنظيمات الإرهابية.


ولعل التعذيب عن طريق «الاغتصاب»، الذي أورده التقرير ضمن صفحاته، يذكرنا بالادعاءات والشائعات التي حاول قيادات الإخوان تروجيها للنيل من النظام المصري، عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية في 30 يونيو 2013.


نتذكر ادعاءات القياديان الإخوانيان، عصام العريان ومحمد البلتاجي، بأنهما تعرضا لـ«الاغتصاب» داخل محبسهما، عقب القبض عليهما في 2013، وحاولت الجماعة الإرهابية وأذرعها الإعلامية الترويج لمثل هذه الأكاذيب داخليًا وخارجيًا، لممارسة حرب نفسية ضد الشرطة المصرية، ووضعها في موضع الدفاع عن النفس، إضافة إلى ابتزاز النظام المصري سياسيًا؛ لإيجاد ذريعة للتدخل في الشأن الداخلي المصري، بحجة «حماية حقوق الإنسان».


ولعلنا نتذكر أيضًا احتفاء منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بالأكاذيب التي يطلقها الإخوان وأنصارهم، بينما أصيب هذه المنظمات بـ«الخرس» حين ثبت كذب هذه الاتهامات وتراجع «البلتاجي» عن تلك التصريحات، وعدم موافقة «مدعي الاغتصاب» على توقيع الكشف الطبي عليهم. إضافة إلى تأكيد حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، على أنه زار سجن طرة ضمن وفد حقوقي، وأن الوفد لم يتلق أي شكاوى من «انتهاكات جنسية»!


أتذكر حين إدلاء «العريان والبلتاجي» بهذه التصريحات لوسائل الإعلام الغربية، أثناء مثولهما مع الرئيس المعزول محمد مرسي، لأولى جلسات المحاكمة في قضية قتل المتظاهرين، خلال أحداث الإتحادية التي وقعت في 5 ديسمبر 2012، أنني كتب مقالا طالبت فيه بتوقيع «الكشف الطبي»، ليس على القياديين الإخوانيين، بل للتأكد من «سلامة القوى العقلية» لمن أقدم على تلك الفعلة!


باختصار.. لم يعد خافيًا على أحد أن «هيومان رايتس ووتش» تتجاهل أي تقدم تحرزه مصر في مجال حقوق الإنسان. تغض الطرف عن جرائم الإرهابيين ضد رجال الأمن والمدنيين الأبرياء. وتقاريرها إما «مفبركة»، أو «مكذوبة»، أو تفتقر للدقة والموضوعية، إضافة إلى أنها «مسيسة وممولة» من بعض القوى الإقليمية المحرضة ضد مصر.


 وإذا كانت «منظمة الشيطان» معنية حقًا بحقوق الإنسان، فلتخبرنا لماذا تصمت عن حقوق الإنسان في سجون جونتنامو وأبوغريب؟ وماذا عن حقوق الإنسان في بورما وما يحدث فيها من مجازر جماعية في ظل صمت دولي رهيب؟ وماذا عن حقوق الإنسان في فلسطين؟


لقد بات واضحًا لكل ذي عينين أن تقارير «منظمة الشيطان» وأخواتها من المنظمات التي تدور في فلكها، تقارير «انتقائية» ضد مصر وبعض الدول العربية التي تتخذ مواقف ليست على هواها، وأنها تتزامن مع موقف الإدارة الأمريكية تجاه مصر، ففي الأوقات التي يكون فيها القرار مصريا مستقلا ولا يحقق رغباتها تسن سكاكينها ضد مصر، وتعزف على وتر حقوق الإنسان!


اقرأ أيضا:


«هيومان رايتس ووتش».. كبيرة كهنة التخريب تتلو آيات الضلال


«هيومان رايتس ووتش» تهاجم مصر وتدعم حرق المسلمين.. من أنتم؟


«هيومان ووتش».. تاريخ من دعم الإخوان والابتزاز لمصر بزعم حقوق الإنسان


«هيومان رايتس ووتش».. أداة قطر والإخوان لتشويه الدول العربية