التوقيت الثلاثاء، 21 مايو 2024
التوقيت 05:07 م , بتوقيت القاهرة

في 4 نقاط.. هل تنجح المصرية للاتصالات في تقديم خدمات المحمول؟

شبكة محمول المصرية للاتصالات.. أيام قليلة تفصلنا عن بدء تشغيل الشبكة الرابعة للمحمول والتي تحمل شعار TE، وسيبدأ رقم الخط بـ 015.


وانطلقت الحملة الدعائية للشركة المصرية للاتصالات منذ ساعات قليلة لتملأ شوارع القاهرة، حاملة مجموعة من الشعارات التشويقية، منها "إحنا أكتر حد طمنك" و "إحنا أقرب حد ليك" و "إحنا قبل الكل عندك".


اقرأ أيضا: صور| المصرية للاتصالات تتألق في الساحل "بثوب جديد"


ولعل السؤال الأهم الذي يدور في أذهان المهتمين بقطاع الاتصالات هو: ما هي فرص وحظوظ المصرية للاتصالات للمنافسة بسوق المحمول؟


الجميع يعلم أن سوق المحمول المصري يضم 3 لاعبين كبار، وهم: فودافون - أورنج - اتصالات، وهو ما يجعل فرصة المصرية للاتصالات ضعيفة من الجانب النظري، ولكن من الجانب العملي، دعونا ننظر للنقاط التالية وبعدها يمكننا أن نحكم بشأن هذا الأمر.


أولا: لغة الأرقام


لنبدأ بتحليل لغة الأرقام والإحصاءات الرسمية، من واقع المؤشرات الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سنجد أن عدد مشتركي الهاتف المحمول في يوليو 2017 بلغ 100.31 مليون خط، في حين كان عدد الخطوط 96.22 مليون خط في يوليو 2016، وهذا يعني أن هناك ما يقرب من 4 ملايين خط جديد دخلت الخدمة خلال عام واحد فقط.


إحصائية صادرة عن وزارة الاتصالات


وتلك الإحصائية ترد على الأقاويل المتعلقة بوصول سوق المحمول المصري لمرحلة التشبع، بدليل دخول 4 ملايين خط جديد في 12 شهرا فقط.


إحصائية أخرى تتعلق بعدد مستخدمي الإنترنت عبر المحمول، سنجد أن مصر تضم 33.07 مليون مستخدم للإنترنت عبر المحمول بنهاية يوليو 2017، مقابل 27.37 مليون مستخدم بنهاية يوليو 2016، وهذا يعني أن هناك ما يقرب من 6 ملايين مستخدم جديد للإنترنت عبر المحمول.


وتلك الإحصائية تؤكد لنا مدى الاهتمام لدى مستخدمي الإنترنت بالدخول على الشبكة العنكبوتية عبر المحمول، وهو ما سيجعل المستخدم يبحث عن السرعة والجودة، وذلك يمثل فرصة عظيمة للمصرية للاتصالات بكل تأكيد.


ثانيا: الكنز البشري


ظل الرئيس التنفيذي الأسبق للشركة المصرية للاتصالات المهندس محمد النواوي، يردد كثيرا كلمة "الكنز البشري"، معه كل الحق بالتأكيد، فالشركة تضم ما يقرب من 50 ألف موظف، ما بين وظائف فنية وأخرى إدارية، ولنا أن نتخيل أن عدد موظفي الشركة المصرية للاتصالات يساوي حوالي 6 أضعاف عدد موظفي شركات المحمول الثلاثة الأخرى مجتمعين، إذا افترضنا أن كل شركة منهم يعمل بها قرابة 3 آلاف موظف.


مما لا شك فيه أن شركة تمتلك هذا العدد الهائل من العمالة ستكون قادرة على المنافسة بقوة داخل سوق المحمول.


اقرأ أيضا: شبكة محمول "المصرية للاتصالات".. هكذا ستكون خدمة العملاء


الأمر لا يتوقف على الكم فقط، ولكن دعونا ننظر للكفاءات التي تعمل بتلك الشركة، فمؤخرا قام مجلس إدارة الشركة بالاستعانة بالمهندس أحمد البحيري كرئيس تنفيذي للشركة، ولمن لا يعرف البحيري فهو مهندس اتصالات وبدأ حياته المهنية كمهندس تصميم شبكات المحمول في شركة ألكاتيل الفرنسية، وساهم في إنشاء البنية الأساسية لأول شبكة محمول في مصر خلال الفترة من 1995 وحتى عام 1998.


اقرأ أيضا: خاص| المصرية للاتصالات تتعاقد مع كبرى المولات التجارية استعدادا للمحمول


وقام البحيري بالاستعانة ببعض الخبرات وعلى رأسهم المهندس محمد أبو طالب ليتولى منصب نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، وأبو طالب كان من ضمن فريق العمل المسؤول عن التشغيل التجاري لخدمات المحمول لشركة اتصالات مصر قبل نحو 10 سنوات.


المهندس أحمد البحيري الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات


ثالثا: الخدمات المتكاملة


ما سيحدث داخل سوق الاتصالات خلال الأيام القليلة المقبلة، يكمن في أنه سيكون لدينا 4 مشغلين متكاملين للاتصالات، فالشركة المصرية للاتصالات تمتلك ميزة تنافسية كبيرة وهي أنها تسيطر على سوق التليفون الأرضي "بحكم كونها المشغل الوحيد للخدمة حتى الآن" وكذلك تسيطر على سوق الإنترنت الثابت عبر شركة تي إي داتا المملوكة لها.


اقرأ أيضا: المصرية للاتصالات تشهد أكبر حركة تغييرات إدارية في تاريخها


ويمكن للمصرية للاتصالات أن تقدم لعملائها خدمات متكاملة، بالمعنى البسيط يمكننا أن نفسر ذلك بأن العميل يستطيع أن يدفع فاتورة واحدة مطلع كل شهر تتضمن خدمات المحمول والأرضي والإنترنت الثابت، أليس ذلك أمرا مريحا بالنسبة لك كمستخدم للاتصالات؟


رابعا: الشركة الوطنية


هذه النقطة قد تكون مثيرة للجدل، ولكن يمكن أن نضعها تحت بند "الأمنيات"، فالجميع يعلم أن الشركة المصرية للاتصالات مملوكة للدولة بنسبة 80%، في حين تم طرح 20% منها للتداول في البورصة، وهنا نتحدث عن لغة "العاطفة" لدى المصريين، فهل سيقوم المصريون بدعم الشركة الوطنية التي تمثل الحكومة المصرية؟


اقرأ أيضا: بعد خلاف استمر 10 سنوات.. صفحة جديدة بين المصرية للاتصالات واتصالات مصر


لا أعني هنا أن باقي الشركات غير مصرية، فنعلم جيدا أن ما يزيد عن 99% من العاملين بشركات فودافون وأورنج واتصالات يحملون الجنسية المصرية، ولكن في النهاية أرباح تلك الشركات يطير النصيب الأعظم منها إلى بريطانيا وفرنسا والإمارات.


بعض خبراء الاتصالات أشاروا في تصريحات سابقة إلى أن الشركة المصرية للاتصالات قد تنجح في اجتذاب 5 ملايين مشترك بالمحمول خلال العام الأول لتشغيل الخدمة، فهل ستنجح في ذلك؟


اقرأ أيضا: كيف خرجت الدولة فائزة في ملف تراخيص الجيل الرابع للاتصالات؟