التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 08:14 ص , بتوقيت القاهرة

التماثيل الكونفيدرالية.. شبح الحرب الأهلية في ذاكرة أمريكا

مر ما يزيد عن 150 عاما على الحرب الأهلية الأمريكية، ولكنها لم تختفِ من الذاكرة بل إن الحديث عنها الآن يعود مع توالي أحداث مثل رئاسة دونالد ترامب وأحداث العنف في شارلوتسفيل.


تماثيل عنصرية؟


تنتشر في الولايات المتحدة عدد من التماثيل والنصب التذكارية التي تخلد ذكرى جنرالات وقادة من فترة الحرب الأهلية، والكثير من هذه النصب يخص القادة من جانب الولايات الكونفيدرالية التي أرادت الانفصال عن الولايات المتحدة.


النصب التذكارية من الحرب الأهلية الأمريكية


وليست كل هذه النصب أثرية أو تاريخية، فبحسب CNN فإن هناك نصب تذكارية وتماثيل تم بنائها في القرن العشرين.


ويتهم التيار الليبرالي هذه النصب بأنها علامة على العنصرية وكراهية الدولة الأمريكية في شكلها الحديث، مثلما حدث في واقعة مذبحة شارلستون والذي فتح فيه ديلان روف النار على المصلين في كنيسة للسود في كارولينا الجنوبية في 2015، وعثرت الشرطة معه على العلم الكونفيدرالي "الانفصالي" وتسببت الحادثة في إزالة العلم الكونفيدرالي من مبنى الولاية بدعوى إنه عنصري.


إهانة للتاريخ؟


أثارت حوادث مثل تلك الحديث عن النصب التذكارية حيث رأت التيارات الليبرالية إنه لابد من إزالة هذه الرموز بدعوى تكريسها للعنصرية، بينما الولايات التي شاركت في الحرب الأهلية الأمريكية في جانب الكونفيدراليين يرى المحافظون فيها إن التماثيل والنصب التذكارية جزء من تاريخ البلاد ويجب الحفاظ عليها، وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أمس إن إزالة هذه النصب يعد تشويها وإهانة للتاريخ.


نصب تذكاري بالعلم الكونفيدرالي


أما أنصار نظرية المؤامرة من المحافظين وأنصار التيار اليميني فإنهم يرون إزالة التماثيل في فترة حكم أوباما على تعمد لطمس هويتهم لأن العديد منهم كان له أجداد شاركوا في الحرب الأهلية الأمريكية.


أمريكا ما زالت تقاتل في الحرب الأهلية


كان هذا عنوان تقرير في صحيفة "الجارديان" يروي كيف إن أحداث شارلوتسفيل، كشفت أن أمريكا مازالت تعيش ذكريات حربها مع نفسها، حيث يقول أحد أنصار التيار الليبرالي ممن شاركوا في المظاهرات ضد اليمين المتطرف "الفكرة هي أن العائلة الأمريكية عليها أن تعرف أن أشخاصا مثل روبرت إي لي و ستونوول جاكسون استعبدوا السود وبلا عقوبة، هؤلاء ليسوا أبطالا".


وأشار التقرير لعبارة قالها المفكر الأمريكي الأسود "ويب دوبويس" في عام 1931 عن وضع نصب تذكاري كونفيدرالي "بالطبع الحقيقة واضحة الكلمات الفخمة يجب أن تكون مثل (للذكرى المقدسة لمن حاربوا لاستمرار العبودية الانسانية)".


شارلوتسفيل والعنف يظهر أخيرا


مع التوتر التاريخي في الولايات المتحدة كان ظهور العنف مسألة وقت، حيث اختار أنصار اليمين المتطرف أن يقيموا تظاهرة "توحيد اليمين" بشارولتسفيل بولاية فيرجينيا حتى يكون الاحتجاج على إزالة تمثال روبرت إي لي، بداية للتعبير عن رأيهم ورفضهم للتيار اليساري وبالأخص موجة "التصحيح السياسي" التي تريد إزالة الرموز المحافظة بدعوى إنها عنصرية.


أنصار اليمين المتطرف


وهذا الأمر أثار غضب أنصار التيار اليساري والمحتجين على العنصرية، وتطور الأمر لاشتباكات عنيفة قام خلالها أحد اليمينيين المتطرفين بقيادة سيارته ودهس حشد من اليساريين مما تسبب في مقتل المتظاهرة هيذر هير وإصابة العشرات.


اقرأ أيضا


صور| بعد غياب الجيش الأمريكي.. المليشيات تسيطر بشارلوتسفيل