التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 02:06 ص , بتوقيت القاهرة

رغدة السعيد تكتب: بعتذر !!

بعتذر عن أيه؟ بعتذر ليه؟ طيب هل أنا بعتذر عشان أخلص من موقف ولا بعتذر عشان ندمان؟.


هل أنا بعتذر و أنا راضية ومقتنعة وبطيب خاطر ولا مجبورة عالاعتذار .. هو الموضوع كبير كدة ولا أيه؟. 


دايما واحنا في أول كورسات أو دروس الاتيكيت بيقولوا لنا إن أصعب كلمتين هما "أسف" و "شكرا". فواضح طبعا قد أيه الناس دي كانت دارسة وعارفة إن الكلمة دي صعبة. 


نشوف الطرف التاني اللي بيسمع الاعتذار، هل بيوصله الاعتذار صح و بيقبله، هل بيريحه من جواه ولا مجرد بيملي ذاته بس؟. 


طيب تعالوا بقي نفنط الموضوع ونشوف أصله وفصله والعوائق النفسية والاجتماعية اللي بتقف في طريق سلاسته.


ليه الكلمة تقيلة على بعض الناس؟ 


- فيه نمط بيكون عنده كِبر و بيحس إن الكلمة دي هتكسره أو هتقلل منه 


- فيه نمط عنده عقدة نقص وبيعتبر عدم الاعتذار بيعوض النقص ده 


- فيه نمط بيفتكر إنه لو اعتذر حتي لو غلطان هيتاخد حق مكتسب 


- فيه نمط بقي مهما كان سنه ومركزه ووضعه الاجتماعي ماشي بحكمة: الاعتراف بالحق فضيلة.


أخر نمط ده عايز محمية طبيعية حتي لا ينقرض في هذا الزمن.. 


فيه مهارة للاعتذار، أيوة مهارة، ما هو مينفعش نقول "أسف" وخلاص عشان ننهي موقف، المهارة بتوصل الاعتذار بطريقة سليمة والطرف الآخر بتقبله و يسامح. 


أولاً: لازم إدراك الخطأ اللي بيلزم الاعتذار 


ثانياً: الشعور بالأسف تجاه الموقف ده عشان ناخد خطوة الاعتذار 


ثالثاً: توصيل شعور الندم او الاسف للشخص اللي غلطت فيه 


رابعاً: تقدير عواقب او نتائج الخطأ علي الشخص الآخر و توصيل التقدير ده ليه . 


بعد ما نخلص الاربع خطوات دي ممكن ساعتها نعتذر او نقول كلمة "أسف" عشان تكون صحيحة . 


"شيم العظماء" الكلمة مش بسيطة ، الكلمة فعلاً بتمس الجزء ده من القيم الانسانية ، تخيلوا دكتور في الجامعة غلط في طالب و ادرك غلطه و بكل شموخه ده اعتذر ، ساعتها هيكبر أكتر بكتير من انه يعدي الموقف و ميعتذرش و مكنش هينقصه حاجة ساعتها ... 


نفكر شوية، نحاول نوصف الاعتذار: هو سلوك ايجابي 100?‏ لتقويم فعل سلبي، أو نقدر نقول إنقاذ علاقة، إصلاح خطأ إنت اتسببت فيه، شجاعة، إصلاح ذات بالاعتراف بأن ما فعلته خطأ بدون مكابرة و بالتالي مش هيتكرر و الأهم من كل ده إن الاعتذار السليم ( الاربعة خطوات ) مش هيخليك تشعر بالندم علي فعل أو كلام مؤذي. 


ثقافة نقية .. لو بس الواحد ركز في نفسه و عالمه و عمل اللي عليه بدون التفكير في الذات ، كلام الناس ، البرستيج و كل الكلام الفارغ ده هتفرق كتير اوي. 


اوعي تعتذر علي شئ انت مش غلطان فيه 


اوعي تعتذر بسرعة و بدون تفكير لانقاذ موقف . 


عدم الاعتذار أو تأجيله ما هو اإا جبل بيعلي لإنك بدل ما تعتذر هتغلط أكتر عشان تتجاوز الخطأ الأول و المكابرة، الجبل هيفضل قدامك حاجز لراحتك النفسية وتصالحك مع نفسك وكل ما هتتأخر كل ما هيبقي الاعتذار أصعب.. 


أخطر نوع من عدم الاعتذار هو الخطأ في حق النفس، نفسك عليك ليها حق الاعتذار أيضاً.. 


أخيراً القليل من التفكير، التروي و الهدوء، سوف يقضي على بركان غضب مدمر.