كتب - أحمد عايش:

بعيدا عن المتقاضين داخل أروقة محكمة أسرة زنانيري، تجلس سيدة أربعينية تتواري عن الجميع، ترتدي نظارة سوداء تخفي ملامحها تنتظر حاجب الجلسة ينادي اسمها للمثول أمام القاضي لحضور جلسة خلعها من زوجها عقب زواج ابنتها الوحيدة.

بدأت "سامية" تروي مأساتها قائلة: "كأي فتاة تحلم بالزواج لذلك واقفت على أول عريس تقدم لخطبتي توافرت به كافة المواصفات المطلوبة اجتماعية ومادية، والذي تمثلت في مهندس يعمل بإحدى الدول العربية، لم تدم فترة الخطوبة إلا بضعة أشهر نظرًا لمواعيد سفره".

واستطردت: "اتجوزنا وسافرنا لنبدأ معًا رحلة الكفاح لبناء مستقبل باهر لأبناءنا المنتظرين، لم يدم شهر العسل سوى أيام قليلة لتظهر معاملة زوجي القاسية، التي تحملتها نظرًا لحملي في ابنتي الوحيدة، ورغم سفرنا إلا أنه كان يخبر والدته بكافة تفاصيل حياتنا لتضع لنا خطة لضغط المصروفات بتخر كافة أحلامي الوردية في الزواج".

واستكملت قائلة: "بصراحة مش قادرة أنسى أنه أصر على عدم سفري مصر عند الولادة توفيرًا للنفقات والمصاريف الأمر الذي جعلني أعاني من آلام الولادة ورعاية ابنتي خاصة مع انشغالة في عمله دون أدنى اهتمام بي أو بطفلتنا، ومطلبتي الدائمة بتوفير النفقات بتعليمات من والدته التي لا يرفض لها أي طلب، خاصة عندما رفضت إنجابي للمرة الثانية".

أخذت نفسًا عميقًا واستئانفت حديثها: "تحملت كافة أنواع الإهانة والبخل في المشاعر والانفاق، حالمة بالرجوع إلى بلدي، الحلم الذي استغرق 15عامًا بين طيات الغربة وعذاب المعيشة مع رجل لا يهتم بأية مشاعر، حتى انتهى عقد زوجي ورفضت الشركة التجديد له لوجود خلافات بين الشركاء، الأمر الذي أجبره على الرجوع إلى مصر".

وأشارت إلى أنها بدأت مرحلة أخرى من العذاب عقب رجوعها لتجد والدته قد اشترت لهم شقة وتقيم معها فيها ولا تستطيع حتى التحكم في كافة تفاصيل حياتها من نوع الطعام الذي يعد، ومدارس ابنتها.

وأوضحت أنها حاربت من أجل زواج ابنتها من الشخص الذي احبته رغم وضعه المادى السئ رغبة حتى لا تتكرر مأساة زواجها، مشيرة إلى انها لجأت محكمة الأسرة لاقامة دعوى خلع عقب رفض زوجها تطليقها وديًا خوفًا من كلام الناس لتنهي هذه الزيجة وتبدأ حياة جديدة بعيدة عن زوجها وصفاته السيئة وحماتها وتحكمها في حياتها.

أقرأ أيضًا:

"عايزك خدامة".. معيدة تخلع زوجها لرفضه سفرها إلى ألمانيا في بعثة