التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 05:27 م , بتوقيت القاهرة

صور | بهية باعت كليتها وقصت شعرها وتحولت لـ"بكار" للإنفاق على أسرتها

 بينادوني بكار في حتتي وحلقت شعري علشان اشتغل في المعمار وبعت كليتي ياباشا بـ25 ألف جنيه في مستشفى علشان أصرف على العيال وأعلمهم، بدموع غزيرة وآهات مريرة، كانت هذه أبرز كلمات لقاءنا مع أول سيدة فى بني سويف، تتخلى عن أنوثتها من أجل "لقمة العيش" بعد أن تعرض زوجها لحادث أبعده عن العمل، فخرجت "بهية" للعمل فى مهن الرجال تارة وسائق توك توك تارة أخرى، من أجل توفير عيشة كريمة لزوجها وأبنائها الثلاثة.

أنتقلت "دوت مصـر" لقرية الشيخ علي ببياض العرب، شرق النيل بمركز بني سويف، ومع أول سؤال عن "بهية" عرفنا من الوهلة الأولى مدى شهرتها بالمنطقة، فالشباب قالوا "تقصد بكار بتاع المعمار" والسيدات قالتن "أيوه الست اللى أتقلبت راجل" أما الأطفال فقالوا "انت عايز بهية بكار بتاع التوك توك؟".. كل هذه الإستفسارات دليلًا على مدي شهرتها بالمنطقة، وكانت هذه الفئات المجتمعية والعمرية المختلفة تسعي لمساعدتنا فى الوصول لـ"بهية" ظنًأ منهم أننا "أهل خير" ونرغب فى مساعدتها، لدرجة تطوع شابين يستقلا دراجة بخارية فى مسادتنا للوصل إليها، إلى أن تحقق هدفنا لنجد أمامنا "رجلًا كامل الهيئة الشبابية يرتدي ثوبًا أبيض وشعرًا قصير وإبتسامة رجولية تخرج من شفتيها صوتًا يبدو نسائيًا "تعالوا يا بهوات آني بهية.. أتفضلوا" لتنزل علينا الصاعقة من وهلة الموقف "سيدة تحولت فعليًا لرجل يبدو علية مشقة الحياة  .


في البداية إنتابتني حالة من الإستغراب وعدم الإرتياح لصعوبة المكان الجالسين به ، لا أدري ماذا أقول وعن أي شيئ أحدثها، إلى أن خرج السؤال الروتيني كبداية لفتح حوارًا يبدو صعبًا قلت لها "أسمك أيه" لتخرج كلماتها مترتبة وواثقة وجاهزة لأى إستفسار، قائلةً: أسمي "بهية على سليمان" 32 سنة، ربة منزل، مقيمة الشيخ على، بياض العرب، شرق النيل ببني سويف: تزوجت من "حمدي سالم أحمد" 48 سنة، منذ 15 عامًا، كان له 3 بنات، بينهم بنتين متزوجتين، ورزقنا الله بـ3 أبناء هم "محمد ـ 10 سنوات ، محمود ـ 9 سنوات ، جنا ـ 3 سنوات" بالإضافة لطفلة صغيرة لقيت مصرعها منذ 5 سنوات، فى حادث إشتعال النيران بتوك توك، كان يقوده والدها، ونتج عنه إصابته بضمور فى الذراعين وجلطة على المخ أصابته بـ"الخرس" الذى أقعده بالمنزل .
وتابعت: بعد إصابة زوجي وإلتزامه بالمنزل، أضطررت للخروج للعمل بـ"التوك توك" بدلًا منه، ولكن العائد مه كان لايكفي، ما أضطرني للعمل فى مهنة "المعمار" أحيانًا مساعدًا لبناء أومبيض محارة "أشيل رملة وأسمنت وزلط كمان" ولكن طبيعتي كأنثي، كانت تسبب لي متاعب مثل نظرات الجيران بسبب تعدد مرات خروجي أو زملائي في العمل "كانوا يتعجبون مني" وأحيانًا كنت أتعرض لمضايقات من "الصنايعية".


وعن سبب قص شعرها وتحولها لبكار الرجل قالت : في يوم من الأيام، كنت أعمل مع بناء بمنطقة إسكان "أبني بيتك" وفوجئت به يحاول مغازلتي ولمسي تحرشًا بي "كان عايز حاجة مش تمام" فنهرته وعدت للعمل، ومنذ هذه اللحظة قررت أن أتخلى عن أنوثتي وأصبح شابًا مكتملًا لهيئة الرجال، أحضرت الحلاق للمنزل وحلقت شعري مثل الشباب وبدأت فى إرتداء ملابسهم وغيرت من هيئتني تمامًا حتى أصبحت "بكار" وهو الاسم الذي أخترته لنفسي ليناديني به الصنايعية في الشغل أوزبائني بـ"التوك توك" .
وأوضحت "بهية": أخرج للعمل صباحًا مع صنايعية المعمار "بناء أومبيض محارة" لأعود في نهاية النهار لأواصل العمل بـ"التوك توك" إلى منتصف الليل، حتى أتمكن من توفير حياة شبه آدمية لزوجي القعيد وأبنائي "خرجوا من المدرسة علشان الفوس" وأسعي لإعادتهم، ومع نهاية اليوم أعود لزوجي أحاول أن أعطه حقه الشرعي وأن أظهر أمامه كزوجة مكتملة الأنوثة، لكن "تعب اليوم بيمنعني وبترمي على الأرض محسش بالدنيا" زي الفرخة الدايخة .  
وأضافت: على الرغم من ذلك إلا أن الديوان تراكمت علي ما أضطرني لبيع "كليتي" بإحدى المستشفيات الخاصة بالقاهرة بـ25 ألف جنيه لأسدد هذه الديوان وأحسن من معيشة أبنائي، ولكن مع مرور الوقت تراكمت الديون مرة أخرى، وعجزت عن سدادها، خاصة بعد أن أحتجز رجال المرور "التوك توك" بسبب إنتهاء رخصته وحاجتي لـ3 آلاف جنيه لإنهاء إجراءات الترخيص، بالإضافة لـ6 آلاف جنيه ديون تراكمت علي بسبب توقفي عن العمل لشعورى بالتعب بعد أن طغت علي طبيعيتي "الأنثوية" فكنت أحيانًا أشعر بالتعب وأترك العمل لأعود للمنزل، فكرت مرة أخرى أن أبيع "فص كبد" ولكن الأطباء منعوني "قالولي هتموتي" صحتك ضعيفة.
وأستغاثت "بهية" بالرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمساندة الأسرة والأطفال الصغار "مش عارفين نعيش العيال بسبب الغلاء" وطالبت من رجال الخير التدخل لإنقاذ هذه الأسرة وتحقيق أمانيها البسيطة المتمثلة في سداد ديوانها وتوفير مشروع تتكسب منه رزقها ويتماشى مع طبيعيتها كأنثى، لتوفير حياة كريمة لأطفالها وتأهيل منزلها ليكون مؤهلًا لحياة آدمية، مؤكدة أنه إذا تحققت أمنياتها وأحلامها بتحسين معيشة أبنائها ستعود طبيعتها الأنثوية  "ساعتها هرجع زي ماربنا خلقني".


بهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويفبهية السيدة التي تحولت لرجل  ببني سويف