التوقيت الثلاثاء، 23 أبريل 2024
التوقيت 10:46 ص , بتوقيت القاهرة

الأحجار تتحرك

كتب: أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن .. مقال تحت عنوان "الأحجار تتحرك".. وإلى نص المقال:


نتذكر جميعًا ذلك الكتاب الذي صدر منذ فترة، بعنوان "أحجار على رقعة الشطرنج"، ويتحدث عن تلك العقول الخفية التي تدير العالم خلف أسماء عديدة لا أتذكرها، كلها الصهيونية الماسونية وأي شىء آخره الياء والهاء، لست ممن ينكرون نظرية المؤامرة ولكني أخاف دائما أن أعلق أي فشل عليها، و لذلك أحاول أن أتجنبها بقدر الإمكان.


هذه مقدمه مملة ولكني ذكرتها لك فقط تمهيدًا لما هو قادم، لأنني لست من اتباع نظرية المؤامرة في الحياة، ومازلت مؤمنا أن المتآمر الأول على الإنسان هو نفسه، لأنه العدو الوحيد الذي يأتيك من حيث لا تتوقعه، فهو يأتيك من شهواتك ومن ضعفك، من حيث تخاف أن يأتيك أحد، إن كل شخص على وجه هذه الأرض يعيش حياته خائفا من تلك اللحظة التي يواجه فيها هذا الكابوس الذي نعرفه نحن بالنفس، فكل لدية نقطة سوداء ارتكبها في وقت ضعفه، في وقت غفلته، لا يهم في أي وقت، المهم هو يخاف من تلك اللحظة لتي يواجه فيها نفسه وتحمل تلك النقطة السوداء امتداد النفس وتأثيرها لا يقترن فقط بالضعف والشهوات، ولكنها تتحكم أيضًا فيما لا تشعر باختياراتك ورغباتك و نحن نتحدث الآن عن الأحجار كما يذكرها الغرب أو القطع على رقعة الشطرنج، كما نحب أن نذكرها نحن.


كل منا لديه قطعته الخاصة المفضلة لقلبه التي قد يضحي في سبيل الحفاظ عليها بكل شىء، حتى لو أدى ذلك إلى خسارته في المعركة بكاملها، الوزير أو الملكة هي قطعه الهواة المفضلة فهي دليل ألقوه التي يفتقدها الهواة في اللعبة الصغيرة وهي الشطرنج، ويفتقدها الضعفاء في اللعبة الكبيرة، وهي الحياة فلن تجد محترفا يلعب بالوزير كقطعة مفضلة ولكنه كما قلت القوة المفرطة التي يحتاجها أي هاوي أو ضعيف، الفيل أو القسيس هو قطعة استراتيجية يهواها دائما صانعوا الخطط، له دورا مؤثرا في البداية، فنستطيع أن نقول هو دائما القطعة المفضلة لهواة اقتحام الأمور ومغامرات الحياه بكياسة وسياسة دون حماقه، فهو كما قلت قطعة المهاجمين المفضلة في ضرب حصون الخصم بشكل غير تقليدي، الحصان أكثر قطع الشطرنج إثارة فهو القطعة الوحيدة التي تقفز فوق باقي القطع، وبالتالي يجعلها الوسيلة الفعالة لاصطياد الوزير أو القوة المفرطة وستجد عشاق هذه القطعة كثيرون، ولكن أفضلهم استخداما لها، والمحترفون فيها هما المنحرفون وعشاق التمرد على المألوف، وهؤلاء الذين يحملون خبث التفكير والالتفاف حول أمور الواقع للوصول للنتائج المرضية بشكل ليس بالضروري مستقيما.


الرخ أو الطابية، تلك القطعه الثقيلة والعتيدة في ركن القطعة وأقوى القطع عقب الوزير وقطعة استراتيجية مهمة، ولكن دورها دوما يبدأ مع نهايه المعركة عندما يسقط الضحايا وتنفتح الخطوط وتصبح حركتها متاحة ومن الصعب أن تجد عاشقا لهذه القطعة، لأنها ذات حركة ثقيلة، ولكن هذا لا يجعلها تخلو من مريديها، الذين يهوون دوما صناعة النهايات ولا يظهرون إلا في الخطوات الأخيرة، البيدق أو العسكري، وهو أضعف القطع، ولكنه أخطرها، فهو خط الدفاع والهجوم الأول، وبلا شك هو عامل أساسي من عوامل حسم المعركة، واذا رأيت رجلا يفضّل اللعب بالبيادق، فاحذر لأنه أما ماكر جدا لدرجه انه يهوى اللعب بتلك النقاط القاتلة أو ساذج جدا لدرجة أنه فقط يلعب بها ليضحي بها بلا مقابل وهواة اللعب بهذه القطعه من المحترفين تجدهم دوما بين هواه صناعه الأفخاخ و الاكمنه واختبار قدرات الخصوم، الملك هو الوحيد الذي ليس له عاشق في اللعبه فهو ثقيل على اي لاعب فهو القطعه التي يجب أن تحميها و هو رمز المعركه فحتى الشطرنج الكل يموت لأجل الملك ولكن على الملك أيضا أن يحرك قطعة بعناية، لكي يحرص أن يحافظ على جنوده الذين يتراصون فوق أرضية المعركة، عندما يصيح بهم "الأحجار تتحرك".