التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 12:24 م , بتوقيت القاهرة

بعد قرار تخفيض التمثيل الدبلوماسي.. إيران تتطاول على الكويت

بعد يوم واحد من قرار الكويت بتقليص البعثة الإيرانية لديها، وإغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكري الإيراني، على خلفية اتهام عناصر خلية "العبدلي" الإرهابية بتلقي تدريبات في طهران، بدت البغضاء من أفواه وقلوب المسؤولين الإيرانيين تجاه الدولة الخليجية، ليكشفوا في فجاجة واضحة عن الوجه القذر للنظام الإيراني، الذي انطبقت عليه مقولة "إذا خاصم فجر".


 


تهديد


هدّدت إيران، الخميس الماضي، بالرد بالمثل على قرار الكويت طرد معظم دبلوماسييها من أراضيها، معتبرة أن الاتهامات الكويتية لها بالوقوف وراء خلية إرهابية "لا أساس لها".


المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال - في بيان على صفحته عبر تطبيق "تليجرام" - إن "إيران أبلغت اعتراضها الشديد للقائم بالأعمال الكويتي، كما قررنا أنها تحتفظ بحق اتخاذ إجراءات مماثلة".


 


تصعيد


قال كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، الجمعة - في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر موقع "تويتر": “تُهم الكويت لنا وخفضها عدد الدبلوماسيين الإيرانيين، تصرفٌ بعيدٌ عن حكمة أمير الكويت".


أمير عبداللهيان


فيما ذكرت وكالة "ايسنا" الإيرانية، أن الكويت أمرت السفير الإيراني، رضا عنايتي بمغادرة البلاد خلال 45 يومًا، رغم أن القرار الذي نشرته الكويت لم يتضمن أية إشارة إلى طرد السفير الإيراني، ووصفت الوكالة الإيرانية القرار الكويتي بأنه جاء "تحت ضغط سياسات التدخل السعودية والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة بتدخل إيران"، على حد تعبيرها.


 


وقاحة


بدأت الوقاحة الإيرانية تجاه الكويت تتبدي مع خطبة الجمعة في طهران، بعد أن هاجم خطيب الجمعة المؤقت في طهران، أحمد خاتمي قرار الكويت الأخير، معتبرًا أنه من تخطيط  ما وصفه بـ "اللوبي الأمريكي الصهيوني"، مخاطبًا دول الجوار بإقامة علاقات مع إيران لـ "حاجتها إليها"، حسبما ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.


فيما قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، السبت، إن “الكويت دولة صغيرة ومن الطبيعي أن تتأثر بالسياسة التي تتبعها السعودية”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن “الاتهامات الكويتية لإيران بالتدخل في شؤونها الداخلية ليست بالجديدة”.


ودعا بروجردي في مقابلة مع موقع "البرلمان الإيراني" ، "السلطات الكويتية إلى إثبات الاتهامات بشأن التدخل الإيراني في البلاد، وسعي طهران لزعزعة الاستقرار"، زاعمًا أن "القرار الكويتي تتويج لسياسات ترامب ضد إيران"، وواصفًا إياه بـ "الاستعراض السياسي".


واستكمالًا للوقاحة الإيرانية، دعا الكاتب الإيراني علاء الرضائي، أول أمس الجمعة، بلاده وحلفاءها إلى ما أسماه "تأديب الصغير الكويتي"، مضيفًا في مقال له عبر موقع قناة "الكوثر" الإيرانية : "صحيح أن الكويت لا تشكل رقمًا لكي ننفعل إزاءها، فهي ليست بأفضل من جيبوتي والمالديف وجزر القمر والسودان، لكن الصغير أحيانًا يحتاج إلى تأديب، وهذا الصغير الكويتي يتصرف بسوء أدب!".


وفي لهجة تصعيدية من كاتب المقال، اتهم الرضائي الكويت بفبركة قضية خلية العبدلي، وسرد سلسلة حوادث تاريخية اتهم الكويت فيها أيضًا بالمسؤولية عن مقتل إيرانيين في حرب الخليج الأولى، من خلال دعمها لنظام صدام حسين، على حد زعمه.


وفي تحريض صريح، دعا الرضائي من أسماهم كل الأحرار، وخاصة المسؤولين في محور المقاومة إلى "ردع الكويت والضغط عليها لتعدّل سياساتها وتتصرف بعقلانية بشكل دائم من خلال كف يدها وملاحقة عملائها، وضرب مصالحها في محافظة البصرة العراقية، وإثارة مسألة الحدود والأراضي والمياه العراقية المحتلة".