التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 01:50 ص , بتوقيت القاهرة

تكلسات في صابونة الوطن!

التكلسات السياسية في صابونة الوطن تضعف ركبتيه. والإحداثيات الأخلاقية في بؤرة الديمقراطية الأناركية لن تتحقق إلا بتناول حبوب الشيوعية الليبرالية. والناصرية البعثية قلما تتأقلم مع الشوفينية الأصولية. عكس الكونفيدرالية التقدمية التي تزاوجت مع البروليتاريا البراجماتية.


ولا مندوحة من أن بوصلة الرأسمالية الماركسية تتناص مع الثيوقراطية الأوليجاركية، لخدمة ثُلة لا تمثل كل أطياف المجتمع المتعطش إلى عقد اجتماعي جديد، تحكمه الليبرتارية.


وليس ثمة شك في أن هناك بونًا شاسعًا بين الأصولية الشمولية والفيدرالية الميكافيلية، ولا يمكن أن يتم التزاوج بين الطرفين إلا بعد المرور على جسر البرجوازية التكنوقراطية، أو بقليل من العولمة اللوبية.


والتناص بين المواد الدستورية والقانونية، ليس معناه أن يدعي البعض أن الحقائق المُكرّسة في أذهان البيروقراطيين حِكْرٌ على بعض الحوانيت دون غيرها. فمواجهة النواطير للثعالب قد تأتي بنتائج غير التي خُطط لها. والذين ملأتهم الشروخ قد ينتقلون من التبرير إلى النقد، ومن النقد إلى الهدم.


إن الدول لا تُبنى بالقرقعة السياسية. ومن يَقُلْ إن حانات الحرية الغربية لا تناسب المجتمعات الناشئة، مخطئٌ لا محالة. فالهوة السحيقة بين مجتمعين متباينين تخدم الطرف الأوفر حظًا.


وعلى الرغم من محاولات رأب الصدع في المنطقة، إلا أن حواف دولنا العربية تشبه المنصات الإليكترونية، التي فتحت الباب على مصارعها لكل مَنْ هبَّ ودبَّ لينال منها، ويتقيأ فيها ما تعاطاه من فارغ الكلام، ومعلومات مشوهة أو ملفقة.


ومن نافلة القول، فإن النظرية الحزبية المبنية على استراتيجية مهترئة، وقائمة على أرضية رخوة، تعتبر أهزوجة لا يُعول عليها عند الحديث عن تجربة متجذرة، مقابل تجربة مغلفة بـ«ورق بفرة». فالحسناء عندما تنام عارية فوق السرير قد تتحول إلى بستان غض، لكن ربما يُغرقك مطره الوابل.


آفة كثير من العقول البشرية الانشغال بسفاسف الأمور، والتخندق خلف وعر الكلام لإضفاء هالة من التبجيل غير المستحق؛ أو لإحداث حالة من التفكير الرتيب، والتنظير المريب.


فالراسخون في العلم يدركون الفرق بين التأتآت والسأسآت. لذلك تجدهم لا يهرفون بما لا يعرفون، ولا يعيطون بما لا يحيطون.


لكن الآفة الكبرى أن يسير قطيع من الناس خلف حادٍ متفذلك، لا يطيق عقله إلا الثغاء؛ فيرددون كلماته كما البغبغاء. هذا الإنسان سيعيش كما الأموات، ويموت كما الأحياء. جوفه فارغ. ابتسامته باهتة. وجهه عبوس، ولن يفيده تحذلقه، ولا تقعره.