التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 11:41 م , بتوقيت القاهرة

خدمة الأخبار باشتراك شهري.. هل تفشل فيس بوك مجددا؟

أسابيع قليلة وتطلق شركة فيس بوك خدمة الأخبار مدفوعة الأجر والتي سيتوجب على العملاء دفع اشتراك شهري مقابل الاستمتاع بالخدمة عبر موقع فيس بوك.


ولكن العديد من الدراسات حول سلوك مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، أكدت أن غالبية المستخدمين يبحثون عن الخدمات المجانية وليست مدفوعة الأجر، إذا ستواجه فيس بوك أزمة كبيرة في وصول تلك الخدمة الجديدة لأكبر عدد ممكن من المشتركين.


الخدمة الجديدة ستتيح للناشرين إنشاء paywall في المقالات الفورية، وهي الميزة التي تلزم القراء بالدفع مقابل قراءة الأخبار، كما ستساهم خدمة فيس بوك الجديدة في إرسال المستخدم إلى الصفحة الرئيسية للناشر لتمكين الاشتراك الرقمي.


وسبق لشركة فيس بوك الدخول في تلك المنطقة مسبقا من خلال إطلاق بعض الخدمات الخاصة بالأخبار، ولكن أغلبها كان مصيره الفشل.


تطبيق Paper أطلقته فيس بوك عام 2014 وهو مخصص لقراءة الأخبار، وكان الهدف من وراءه هو منافسة جوجل وأبل نيوز، ولكن لم يلبث أن مرّ عليه عامين إلا وقامت الشركة بإلغاءه بسبب عدم إقبال المستخدمين عليه.


ويبقى التساؤل الأبرز، هل سيتقبل المستخدمون تلك الخدمة الجديدة، أم ستفشل فيس بوك مجددا؟


خدمة الأخبار مدفوعة الأجر ستعتمد بالأساس على تعاقد فيس بوك مع مجموعة من الناشرين، لكي تحصل من خلالهم على الأخبار الهامة وتقوم بتوصيلها للمستخدمين عبر الخدمة مدفوعة الأجر، وستحصل فيس بوك على النسبة الأكبر من قيمة الاشتراك الشهري، بجانب قيامها بوضع إعلانات بالتأكيد داخل الخدمة.


جزء من المستخدمين باتوا يعتمدون على فيس بوك كمصدر لمعرفة الأخبار، ولكن إذا وصلنا لمرحلة دفع الأموال نظير تلك الخدمة، فبالتأكيد لن تكون النتيجة كما تتوقع إدارة فيس بوك، فالمستخدم الحريص على معرفة الأخبار سيكون الأفضل له أن يشترك لدى الجهة الناشرة مباشرة، فإذا أردت أن أتعرف على أخبار واشنطن بوست فالأفضل لي أن أحصل على اشتراك شهري لديها مباشرة بدلا من الاشتراك بخدمة فيس بوك.


فيس بوك تسعى من وراء تلك الخطوة لمنافسة جوجل وأبل نيوز، ولكن هذا الأمر ليس معلنا من جانب إدارة فيس بوك بالتأكيد، ولكن إذا أرادت فيس بوك أن تدخل المنافسة بشكل حقيقي فعليها أن تركز على شيئ آخر، فقد قامت فيس بوك بإطلاق خدمة Instant Article ولاقى نجاحا كبيرا في البداية، ولكن سرعان ما قامت المؤسسات الصحفية بتقليل الاعتماد عليه نظرا لعدم وجود عنصر الشفافية من جانب شركة فيس بوك، فالعديد من المؤسسات طلبت من فيس بوك الإفصاح عن بعض الإحصائيات المتعلقة بمستخدمي خدمة Instant Article ولكن لم يحصلوا على ما يريدون.


ولعل قرارات إدارة فيس بوك تغالط نفسها، ففي الوقت الذي تريد فيه التركيز على الخدمات الإخبارية، فقد أعلنت منذ أيام قليلة عن اتجاهها لمنع الناشرين من تعديل منشوراتهم على فيس بوك خلال مشاركة منشوراتهم، في سبيلها للقضاء على الأخبار المزيفة، ولكن كما نعلم فإن أغلب المؤسسات تريد تزيين عناوين موضوعاتها بشكل أكثر تشويقا وجاذبية.