التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 10:48 م , بتوقيت القاهرة

"الخيانة الكبرى".. آخر فصول تدخل إيران في الكويت بعد الفتنة والبطيخ

تتدخل طهران في شؤون العواصم الخليجية عبر التحريض الطائفي في السعودية والبحرين والكويت، وكان آخر فصول تدخل إيران بعد قضايا التحريض وتصريحات الفتنة لياسر الحبيب وأزمة البطيخ المسمم، قضيتي "العبدلي" و"حزب الله"، إذ خفضت الدولة الخليجية التمثيل الدبلوماسي مع طهران، وطالبت سفيرها بالمغادرة خلال 48 ساعة.


عدم التدخل


في فبراير 2017، بحث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد العلاقات الثنائية ومجمل التطورات الإقليمية، مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي زار الكويت.


وأعرب نائب وزير الخارجية، خالد الجارالله، عن استياء بلاده، وألمها تجاه ما بدر من إساءة لقادة دول الخليج عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، وأكد أن هذا الاستياء يأتي إيمانًا بأن ما يمس دول التعاون يمس الكويت، متطلعًا إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق هؤلاء الذين أساؤا للقادة.


وأضاف: "نأمل أن تسهم زيارة روحاني بدعم حرصنا على تحقيق الحوار بين دول الخليج وإيران في ضوء الرسالة التي حملها النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد من الأمير إلى القيادة الإيرانية أخيرًا"، موضحًا أن "الأسس المطلوبة لهذا الحوار متمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، واحترام سيادتها، والحرص على علاقات حسن الجوار، وهي مبادئ نص عليها ميثاق الأمم المتحدة".


الخيانة الكبرى


كانت تحقيقات أمنية بالكويت كشفت منذ عامين بأن طهران وراء تسليح وتدريب وتنفيذ عدد من العمليات "الإرهابية" عن طريق خليتي "العبدلي" و"حزب الله"، في قضية أطلق عليها "الخيانة الكبرى".


وناقشت القمة الخليجية التي عقدت بالرياض عام 2015، تدخل طهران في عواصم الخليج وتصريحاتها المستفزة بالسيطرة على مضيق هرمز.


وتعود القضية إلى عام 2015، حينما أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن ضبط أعضاء في خلية إرهابية، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة في منطقة العبدلي شمال العاصمة الكويت.


ووجّهت للمتهمين عدة اتهامات، من بينها التخابر مع إيران وحزب الله، وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت.


الهروب مفجر الأزمة


في منتصف يوليو الجاري، هرب 14 مسجونًا كويتيًا متهمين بتشكيل خلية "العبدلي" الإرهابية، إلي إيران، حسبما ذكرت صحيفة "السياسة" الكويتية.


وطلبت الكويت من السفارة الإيرانية لديها، أمس الخميس، تقليص عدد دبلوماسييها من 19 إلى 4 دبلوماسيين فقط، فيما أكدت مصادر لـ"سكاي نيوز" عربية، أن الحكومة الكويتية أرسلت مذكرة احتجاج للسفارة الإيرانية في الكويت، تبلغها بإغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكري أيضًا.


وقال وزير الإعلام الكويتي، الشيخ محمد عبدالله المبارك، في تصريحات لـ "سكاي نيوز": "اتخذنا إجراءات دبلوماسية ضد التمثيل الدبلوماسي الإيراني في البلاد لحفظ الحقوق الكويتية".


وردت إيران على القرار الكويتي، باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة الكويتية لديها، على خلفية استدعاء الكويت للسفير الإيراني، حسبما أفادت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية.


البطيخ


أزمة أخرى تسببت بها طهران، عندما سحبت السلطات في عدة دول خليجية كميات من البطيخ المستورد من إيران، في مايو 2015 بعد اكتشاف "ثقوب غامضة" في القشرة الخارجية، ما أثار مخاوف من أن يكون قد جرى حقنها بـ"مواد ضارة".


وأثارت البلاغات التي تلقتها السلطات في دول منها الإمارات وقطر والكويت عن وجود "ثقوب مريبة" في كميات من البطيخ الإيراني، حالة من الهلع، امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خوفًا من أن تكون تلك الثقوب، والتي تم سد معظمها بالحجارة أو بالطين، "بفعل فاعل"، مما دفع المسؤولين إلى تحذير المستهلكين من تناولها.


واشتكى مواطنون خليجيون من تعرضهم للتسمم بسبب "البطيخ الإيراني".


وذكرت وزارة البيئة والمياه بدولة الإمارات، أن "ما تم تداوله في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، المحلية والخليجية، حول فاكهة البطيخ الأحمر المستورد، يشير إلى وجود آثار لإصابة قديمة بحشرة ثمار "خنفساء القرعيات"، والتي أكملت دورة حياتها، وأنه لا وجود للحشرة أو أي طور من أطوار حياتها في الثمرة."


وحينها حذر نائب شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" من مخاطر الفاكهة التي تستوردها دول الخليج من إيران، قائلًا: "بعد ظاهرة البطيخ الإيراني في الخليج.. صدقوني أن الفواكه الإيرانية المصدرة للخليج كارثة صحية".


فتنة الحبيب


 الأزمة الكويتية الإيرانية ليست الأولى من نوعها، ففي سبتمبر 2010 سحبت الحكومة الكويتية الجنسية من رجل الدين الشيعي، ياسر الحبيب، بعد أن اتهمته "بالتطاول على الرموز الدينية ومحاولته بث الفتنة" في الكويت.


واتهمت الكويت الحبيب، بتلقي تمويل إيراني لبث الفتنة بين السنة والشيعة، وجاء هذه القرار بناء على توصية وزير الداخلية الكويتي السابق، الشيخ جابر خالد الصباح الذي شرح أن سبب سحب الجنسية، هو الإساءة إلى الرموز الإسلامية والمساس بالثوابت الوطنية ومحاولة بث الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع الكويتي، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.


ويعيش ياسر الحبيب في لندن منذ عام 2004 وكان غادر الكويت هربًا من حكمين صادرين بسجنه 10 أعوام بتهمة الإساءة إلى أول وثاني الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.


الحرس الثوري


كشفت دراسة بريطانية في مارس 2017، عن تدخل الحرس الثوري الإيراني خلال العقود الثلاثة الماضية في شؤون 14 دولة في المنطقة، وكشفت الدراسة إشكالًا ودرجات متنوعة من التدخل وتمويل الجماعات الإرهابية لتحقيق أهداف النظام الإيراني التوسعية.


وقال ستروان ستيفنسن رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق: "الحرس الثوري يهرب الأسلحة والذخيرة وقوات مسلحة وحاويات مليئة بالمعدات العسكرية إلى اليمن وإلى تنظيمات تقاتل بالوكالة لنشر الحروب والصراعات في الشرق الأوسط، هذه أدلة تظهر أن النظام الإيراني يستخدم الحرس الثوري لنشر الإرهاب في المنطقة".


يذكر أن التوتر في العلاقات مع إيران، ليس فقط بالنسبة للكويت؛ بل في منطقة الخليج بأكملها، وهو ما اتضح جليًا في إطار موقف قطع العلاقات من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب - مصر والسعودية والإمارات والبحرين -، مع قطر، حيث أكدّ أميرها تميم بن حمد على العلاقات الوطيدة مع إيران، واستغاثته بالحرس الثوري الإيراني، لحمايته وحكومته.