التوقيت الخميس، 28 مارس 2024
التوقيت 09:32 م , بتوقيت القاهرة

"محمد موسى".. فدائي بـ "3 شهادات وفاة"

يولد حب الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر أمرًا فطريًّا ينشأ عليه الفرد؛ ويشعر أنّ هناك علاقة تربط بينه وبين الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها، والانتماء إلى الوطن مزروع في قلب كل شخصٍ سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، ويعرض موقع "دوت مصر" حكاية جديدة لبطل من أبطال أكتوبر المجيدة.


المجموعة 39 قتال


محمد عبدو موسى، أحد افراد المجموعة 39 قتال، من مواليد مدينه المطرية بمحافظة الدقهلية، تلك المدينة التي عرفت ببطولاتها في صد الهجمات الصليبية على مصر.


وحدات الصاعقة في عام 1961


انضم "عبدو" إلى وحدات الصاعقة عام 1961، ثم انضم إلى مدرسة الصاعقة كمدرس في القسم الجبلي، وشارك أيضًا ضمن مجموعة من أفراد الصاعقة، منهم النقيب أحمد رجائي عطية وآخرين، في إنشاء مدرسة الصاعقة الجزائرية وصد النزاعات الحدودية بين الجزائر والمغرب.


تحويل مدرسة الصاعقة إلى كتيبة


بعد انتهاء المهمة التي كُلِف بها "عبدو"، عاد مرة أخرى إلى مدرسة الصاعقة، حتى جاءت نكسة يونيو، والتي شهدت تحويل مدرسة الصاعقة إلى كتيبة تكون على أهبة الاستعداد دائمًا لأي عمليات.


نقل كوبري حتى ? يستخدمه اليهود


في اليوم الثاني للحرب، تم نقل محمد عبده موسى إلى القنطرة غرب، وكانت أولى المهام هي نقل كوبري وتحريكه حتى ? يستخدمه اليهود للعبور إلى الغرب قبل الثانية عشر ليلًا، وبعد وقف إطلاق النار كانت هناك جماعتين من الصاعقة يقود إحداهما محمد عبده والأخرى عبد الخالق، وهو جندي شجاع جدًا من الشرقية.


وحاولت المجموعتان، عبثًا، العثور على أي طعام، فوجدوا قطارًا على الضفة الشرقية، وبالقرب منه حوالي 14 جندي إسرائيلي، واقترح عبد الخالق ضرب هذه المجموعة.


سقوط أغلب المجموعة في غفلة


ووافق عبده على هذه الفكرة الفردية، وعبروا سباحةً إلى سيناء، واستتر عبده أعلى القطار وعبدالخالق أسفله، وفتح عبد الخالق وعبده موسى النيران من اليمين إلى اليسار لكي يحصدوا أكبر عدد من الإسرائيليين، وسقطت أغلب المجموعة الإسرائيلية قتلى بسبب المفاجأة، ورد الباقي على مصدر النيران بالقطار فقفز عبده إلى الفاصل بين القطار والقناة، ولحق به عبد الخالق جاد المولى، وعبروا سريعًا إلى الضفة الغربية قبل أن يكتشفهم أحد.


الخدمة السرية


وبعد أن تولى سعد الدين الشاذلي، قيادة القوات الخاصة، حتى عاد عبده إلى قيادة الصاعقة مرة أخرى، وعندما تولّى عصام الدالي القيادة، اختاره لكي ينضم إلى فرع الخدمة السرية بالمخابرات الحربية، ثم انضمت المجموعة 39 قتال إلى فرع العمليات الخاصة بالمخابرات.


وفاته


ترك محمد عبده موسى الخدمة العسكرية، بعد حياة حافلة بالبطولة العسكرية والفداء في سبيل الوطن. 


ورغم أنه استخرجت له شهادتا وفاة أثناء القتال إلا أن حياته انتهت أيضًا بالشهادة منذ ثلاث سنوات، عندما صدمته سيارة ميكروباص أثناء عبوره الطريق ومكث في المستشفى لعدة أيام ولكنه لم يخرج منها طواعية هذه المرة، ليذهب إلى لقاء ربه دون قتال