التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:16 ص , بتوقيت القاهرة

صور| "الجبن الدمياطي".. سفير الصناعة المصرية في بلاد الغرب

صناعة اشتهر بها أبناء دمياط منذ زمن بعيد، أصبحت عنوانًا للريف الدمياطي والمحافظة بشكل عام، تعد من أقدم الصناعات التي شهدتها واشتهرت بها دمياط، فهي جاءت قبل أن يعرف أبناء المحافظة صناعة الأثاث، فصناعة الألبان وتحديدًا "الجبن الدمياطي" صارت سفيرًا للمصريين في بلاد الغرب.


تاريخ الصناعة


بدأت صناعة الألبان بدمياط بصورة بدائية مطلع القرن العشرين، حيث كانت مقتصرة أنذاك على بيوت الريف ، كصناعة منزلية تقوم بها السيدات ، وكانت المنتجات وقتها تملأ الأسواق الشعبية كسوق "الجمعة ، والثلاثاء" على سبيل المثال.


أخذت تلك الصناعة في التطوير حيث تم إنشاء معامل أكثر تطورًا بداية الخمسينات، وذلك عقب زيادة الطلب على الجبن الدمياطي، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تأسيي مصنع دمياط للألبان والذى قاد حرباً ضروس فى مواجهة المنتجات الغربية وفتح أسواق خارجية أمام منتجات الدمايطة، ظلت صناعة الألبان متصدرة المشهد لفترات طويلة من الزمن حتى تم خصصة مصنع ألبان دمياط فى عهد الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" لتنتهى قصة شعب دمياط مع تلك الصناعة لتعود إلى الصناعات المنزلية أو احتكار الكبار.


الجبن الدمياطى


 


صناعة "الجبن" ضع دمياط على طريق المحافل الدولية


كانت لتلك الصناعة الفضل فى مشاركة محافظة دمياط فى سوق الغذاء العالي "أنوجا" والذى يقام بألمانيا كل عامين، حيث تم إختيار المحافظة مطلع الستينات وحتى أواخر الثمنينات للمشاركة فى هذا السوق بشكل دورى، تمكن من خلاله أبناء المحافظة نقل خبراتهم لكافة الأسواق القوى الاقتصادية المشاركة به وعلى رأسها "الدنمارك"، والتى كانت تعد من أهم الأسواق المنافسة فى هذا المجال.


وسرعان ما تبدد هذا الحلم عقب سيطرة رأس المال على الأمور فتحولت إلى من صناعة إلى تجارة لا تعترف سوى بالمكسب فقط، فكان ذلك على حساب جودة المنتج أحياناَ مما أثر على الذوق العام تجاه "الجبن الدمياطى".


 


مصنع جبن دمياطى


"المنفحة" سر الصنعة وصمام الأمان لأبناء دمياط


"المنفحة" كلمة تعنى أحد أجزاء معدة الماعز، فهى أحد المصطلحات الغريبة والتى عرفت عن طريق الصدفة ، ولكنها تعد من أهم أسرار صناعة الجبن الدمياطى حتى الأن، فكانت السيدات قديماً يقمن بتحويل الألبان إلى جبن عقب قيامهن بوضعها داخل إناء من جلد الأبقار حتى تتم عملية الترسيب بعدها يبدأن فى وضع الإضافات الأخرى كالملح والنشا لتقديم المنتج فى صورته الأخيرة.


ويعد هذا السر الأن هو صمام الأمان الوحيد الذى يحتفظ لصناعة الألبان بدمياط روتقه، فأمام هذا التطور التكنولوجى يظل أبناء دمياط متمسكين بالـ "المنفحة" فى صناعتهم حتى الآن.


 


تصنيع الجبن الدمياطى


صارع من أجل البقاء


لم تنتهي حروب تلك الصناعة التى بدأته منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحتى الأن، فهى الأن تعد أحد الصناعات المهمشة داخل المجتمع الدمياطى ، بفضل إجراءات الخصصة التى شهدها مصنع ألبان دمياط، وسيطرة رجال الأعمال على السوق وانصرافهم عن الجودة نظير المكسب.


فأكثر من 35 ألف عامل ابتعدوا تدريجياً ن مهتنهم باحثين عن "لقمة العيش" بأى مجال آخر ، وسط موجه من الإهمال المتعمد حيال أزمة القطاع بدمياط ، فلم يتطرق أى مسئول حيال تطوير القطاع أو العمل على فك شفرة "مصنع الألبان" فيقول حامد أبو عمر ، رأينا اتجاه الدولة لتطوير مصنع قنا للألبان ، ولم نرى أحد يتحرك تجاهنا ، بيسرد قائلاً "لدينا القدرة على إستعادة مكانتا بين الأسواق الأوروبية عندما نجد إهتمام من الدولة"


وأضاف على حسنين ، السوق الأن لا يعترف بالجوده والدليل تراجع دمياط عن التصنيف العالمى فى تلك الصناعة ، سارداً "أنا كنت من اللى شاركوا فى معارض ألمانيا وشفت بعينى إنبهارهم من منتجاتنا لكن كل ده دلوقتى مابقاش موجود"


وفي سياق متصل أكد النائب محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية بدمياط، أن هناك اتجاهًا واضحًا من قبل الدولة لتطوير القطاع بأكمله على مستوى الجمهورية، لافتًا إلى وجود حلول سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة حيال تطوير تلك الصناعة ةاستعاجة مكانتها مرة أخرى، لافتًا إلى أن "الجبن الدمياطي" سيظل من أهم المنتجات التى يشهد لها الجميع.


وأضاف رئيس الغرفة التجارية بدمياط، أن المصانع الخاصة تمكنت من نقل خبرات متعددة من الأسواق الخارجية محققةً المزج بين الصنعة الدمياطى، وبين التطور الصناعى لمواجهة تغيرات السوق ومتطلباته ، موضحاً أن هناك تحركات عبر فتح قنوات اتصال بين دمياط وعدد من دول أوروبا لفتح أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة .