عظم الله من أجر الشهداء ومكاتهم، حيث قال في كتابه العزيز "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ? بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، هكذا كان وصف القرآن للشهداء، وبهذه الكلمات ظلت أسرهم تردد في جميع المناسبات التى تذكرهم بشهدائهم، كما قررت بعض الأسر استكمال مسيرة شهدائهم في البدلة الميري.

الإصرار على استكمال مسيرة الشهداء أظهر مدى الرغبة لدى المصريين في تقديم تضحيات أكثر إلى الوطن،  ويرصد "دوت مصر" خلال السطور التالية كيف واصلت أسر الشهداء مسيرتهم أبنائهم.

نجل مأمور كرداسة

فاجأ الملازم تحت الاختبار عمر محمد جبر، الحضور والمشاهدين خلال حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة صباح اليوم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعض قيادات الدولة، بعد اكتشاف الجميع أنه نجل الشهيد اللواء محمد عبد المنعم جبر، مأمور مركز شرطة كرداسة، والذى اغتالته يد الإرهاب عند الهجوم على المركز.

وقال "عمر" أمام الحضور: "أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد، وفخور أن والدي استشهد وتمسكت بأن أدخل كلية الشرطة عشان أكمل مشواره فى البطولة اللى هو فخر بالنسبة لي وأجيب حق الشهداء وأقول للعالم كله إننا مش خايفين".

وأضاف نجل الشهيد اللواء محمد عبد المنعم جبر مأمور مركز شرطة كرداسة: "نعاهدكم وكل المصريين على الفداء والتضحية من أجل أمن مصر وسلامة أراضيها وأمن شعبها العظيم"، ما دفع الرئيس "السيسي" إلى طلب مصافحته.

شهيد رابعة العدوية

على نفس الخطى، سار النقيب أحمد يسري، شقيق الشهيد الرائد مصطفى يسري، والذى توفى يوم الجمعة 19 أغسطس عام 2016 بعد صراع مع المرض استمر لمدة 3 سنوات.

مرض الرائد مصطفى يسرى جاء أثناء العمل، عندما أطلق عليه قناصة جماعة الإخوان الإرهابية رصاصات اخترقت فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013، ومن ثم بدأ الشهيد يعاني من تلف بخلايا المخ وشلل رباعي، سار على إثره لتلقي العلاج خارج البلاد بألمانيا لمدة عام ونصف العام، ثم عاد للقاهرة مرة أخرى لاستكمال علاجه في مستشفى الدفاع الجوي حتى توفي.

شقيق الشهيد الرائد مصطفي يسري، أكد خلال تصريحات صحفية له، أن استشهاد أخيه دفعه إلى مواصلة مسيرته في خدمة الوطن من خلال عمله فى وزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن استشهاد أخيه زاده إصرارًا على الصمود في وجه الإرهاب.