التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 07:06 ص , بتوقيت القاهرة

"تحدوا الفقر والمرض".. قصص أوائل الثانوية من القاع إلى القمة

"احذر أن تكون أهدافك مجرد أمنيات، أو رغبات، فتلك بضاعة الفقراء"، جملة شهيرة نادى بها الدكتور الراحل إبراهيم الفقي، خبير التنمية البشرية، لحث الفرد على التمسك بالهدف الذي يريد الوصول إليه مهما كلفه الأمر من تحدٍ للصعوبات.


المقولة الشهيرة للراحل إبراهيم الفقي، لم تكن مجرد شعارات زائفة، لكنها تحولت إلى واقع ملموس بعد أن تمكن بعض أوائل الثانوية العامة من الحصول على مجموع كبير بالرغم من سوء الظروف المعيشية.


ويرصد "دوت مصر" خلال السطور التالية أوائل الثانوية العامة، الذين تحدوا الظروف للوصول إلى أهدافهم.


المذاكرة داخل محل مغلق


نجحت الطالبة مريم فتح الباب، في الحصول على المركز الأول رغم أنها تسكن في غرفة واحدة مع أسرتها الصغيرة، كما يعمل والدها حارس عمارة سكنية، الأمر الذى يجعل الإنفاق على الدروس الخصوصية صعب بالنسبة لها.


ومع هذه الظروف الصعبة، قررت الفتاة خوض تجربة الثانوية العامة دون الحصول على دروس خصوصية، و نجحت في إثبات مقولة "الإصرار يولد النجاح".


أوضحت "مريم" خلال تصريح صحفي، أنها كانت تفتخر بوالدها طوال الوقت وسط زملائها، كما كان والدها ووالدتها يقومون بعمل ورديات عليها طوال فترة المذاكرة حتى لا يتركونها بمفردها في المنزل.


وأضافت "مريم": "إحنا فلاحين الأصل وأفتخر بده، وكنت أذاكر داخل محل مغلق حتى الساعات الأولى من الصباح يوميًا".


مريم فتح الباب


تحدي الفقر والمرض


الحالة السابقة لم تكن المفاجأة الوحيدة هذا العام، ففي محافظة أسيوط احدى محافظات صعيد مصر، حيث الفقر المضجع الذى تعانى منه بعض الأسر هناك، ولد  عبد الراضي علام حسن، والذى تمكن من حصد جميع الدرجات النهائية في جميع المواد عدا مادة الفرنساوي بمجموع 409 درجات بما يعادل 99,76%.


"عبد الراضي" أكد أنه لم يحصل على دروس خصوصية طوال مراحل تعليمة نظرًا لظروف معيشته التي منعته أيضًا من الحصول على كتب خارجية أو مذكرات تحتوى على تلخيصات لمواد معينة، لكنه كان يكتفي بالمذاكرة من الكتب المدرسية لمدة 10 ساعات يوميًا، كما يأمل في الالتحاق بكلية الطب إلا أنه يعرف جيدًا أنه لن يتحمل مصاريفها السنوية قائلًا: " نفسي أدخل طب وخايف من مصاريفها".


الفقر لم يكن العائق الوحيد الذى كان سببًا كافيًا لمنع "عبد الراضي" من الوصول إلى حلمه، إلا أن مرض والده كان عائقًا ثانيًا دفعه إلى تأجيل مادة الجيولوجيا عامًا كاملًا، لكنه أثبت برغم هذه الظروف أن التمسك بالحلم أقوى من أي ظرف.


الطالب عبد الراضى ووالده


انعدام البصر


وعلى نفس المنوال سارت الطالبة أمل محمد أحمد عبد الغفار، ابنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، والتي تمكنت من الحصول على المركز الأول على مستوى المرحلة الثانوية الأزهرية للمكفوفين بمجموع 648 درجة بنسبة 99.69%، والتي لم تعجز أو تتراجع عن الوصول إلى تحقيق المركز الأول رغم كونها كفيفة.


"أمل" كشفت معدل ساعات مذاكرتها يوميا والتي تراوحت ما بين 3 إلى 5 ساعات، وتأمل فيالالتحاق بكلية أصول الدين.


أمل محمد أحمد عبد الغفار