"الأطفال أحباب الله"، مقولة كانت دائمًا هي الصفة التي تميز الأطفال صغار السن عن غيرهم من باقي الأعمار السنية، وعلى الرغم من ذلك لم يراع أصحاب القلوب المتحجرة براءة هذه الأعمار، بعد انتشار العديد من حالات اغتصاب الأطفال، لتضع مع ظهورها إلى العلن العديد من علامات الاستفهام.

وأوضحت العديد من الإحصائيات الصادرة في الفترة الأخيرة، أن حوادث اغتصاب الأطفال بلغت أكثر من 1000 حالة وفقًا لإحصائية المجلس القومي للطفولة والأمومة، فيما كشفت إحصائية صادرة عن مؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، أن عددًا من الأسر لا تقوم بالتبليغ عن حالات وقعت لأبنائهم خوفًا من الفضائح ووصل عددهم نحو 3000 حالة سنويًا.

الأمر السابق دفع "دوت مصر"، إلى مناقشة هذه المشكلة مع عدد من خبراء علم نفس والاجتماع، للتعرف على سبب انتشار مثل هذا الفيروس في الشارع المصري.

غياب الوعي الديني

في البداية يقول الدكتور محمد السيد، الطبيب النفسي، إن انتشار هذه الوقائع يعود إلى غياب الوعي الثقافي والديني، مشيرًا إلى أن مرتكبي هذه الوقائع أغلبهم يكونوا غير متعلمين وهو ما تم ملاحظته خلال الفترة الأخيرة بعد ضبطهم.

وأضاف "السيد" في تصريح خاص لـ"دوت مصر": "يعاني البعض الآخر من مرتكبي هذه الجرائم من تعاطي المخدرات التي تدفعهم على القيام بهذا العمل الإجرامي دون إدراك، مطالبًا الجهات الأمنية بتوقيع أقصى عقوبة على من يتم تورطه في مثل هذه الجرائم.

مشاكل جنسية

ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن البيئة التي ينشأ فيها مرتكبي هذه الجرائم تتحمل مع المجرم نفسه النتيجة التي وصل إليها، لأنها لم تغرس فيه العادات والتقاليد التي تحرم عليه القيام بهذه الأعمال غير المقبولة اجتماعيًا أو دينيًا.

وتابع "صادق": من المؤكد أن مرتكبي هذه الجرائم يعانون من مشاكل نفسية كبيرة يأتي على رأسها مشاكل جنسية في المقام الأول.

عقوبة مغتصب الأطفال

وفي السياق نفسه أكد المستشار سيد عبدالحميد، الخبير القانوني، أن القانون يضع عقوبة واضحة لمن يتم إدانته في ارتكاب مثل هذه الجرائم، حيث تنص المادة رقم 267  من قانون العقوبات على معاقبة مغتصب الأنثى بالإعدام إذا لم تتم الأنثى المُغتصبة 18 عامًا، وتبدل العقوبة بالسجن المؤبد إذا تخطت الطفلة هذا السن.

واستطرد "عبدالحميد": "هيئة المحكمة لها وجهة نظر معينة بشأن تلك القضايا فمن الممكن الحكم على الجاني بالسجن من 3 إلى 10 سنوات فقط".