التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 02:15 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تلويح ترامب.. بدائل أمريكا لنقل قاعدتها العسكرية من قطر

كتبت: ميسرة أحمد


صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة CBN، إن هناك العديد من البدائل إذا أرادت الولايات المتحدة نقل قاعدتها العسكرية من العديد في قطر، قائلا "إذا تحتم نقل (قاعدة العديد) سيكون هناك  10 دول مستعدة لاستضافة القاعدة لديها، بل وسيدفعون تكاليف بنائها أيضا".


وجاء ذلك في رد على سؤال حول ما إذا كان هناك أي تأثير لقطع العلاقات مع قطر على قاعدة العديد العسكرية، ورغم تأكيداته السابقة حول العلاقات الطيبة مع الدوحة، إلا أنه لم ينف عن قطر تهم دعمها للإرهاب قائلا "إن ما حدث مع قطر كان بسبب تمويلها للإرهاب، وقلنا إنهم لا يمكنهم فعل ذلك"، وأكمل "علينا أن نجوع الوحش، والوحش هنا هو الإرهاب، ولا يمكن لدولة غنية أن تستمر في تسمين الوحش".


العلاقات القطرية-الأمريكية


منذ قطع العلاقات مع الدوحة، وهناك تغير في طبيعة العلاقات الثنائية بين أمريكا وقطر؛ فالعلاقات بين البلدين في الأساس قوية جدا من الناحية التاريخية، فمنذ أعلنت الإمارة القطرية استقلالها عام 1971 عن الحماية البريطانية، اعترفت بها الولايات المتحدة الأمريكية كدولة مستقلة في نفس العام، وبدأت العلاقات الدبلوماسية العام الذي يليه.


وحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن "أمريكا تعتبر قطر شريكًا قيمًا لها في الشرق الأوسط وداعم أساسي لعملياتها العسكرية ونقطة انطلاق لغاراتها الجوية ضد داعش والجماعات المتطرفة يالعراق وسوريا".


كما أن العلاقات الاقتصادية قوية للغاية، فهناك حوالي 120 شركة أمريكية في قطر، وتعتبر أمريكا هي أكبر مورد للبضائع لقطر، ومن جانب قطر، فقد أعلنت خطة لاستثمار 45 مليار دولار في أمريكا من صندوق الثروة السيادية في البلاد.


ولكن الآن وبعد مرور حوالي ما يزيد عن الأربعين يوما علي بداية مقاطعة قطر، يوجد تغير في السياسات الأمريكية تجاه قطر، فعلى الرغم من وصف "ريكس تيلرسون" مواقف قطر في الخليج بالـ"معقولة"، وقيامه بتوقيع اتفاقية مع قطر منذ 4 أيام لمكافحة الإرهاب؛ إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي حول الأمر كانت مختلفة، ففي الحديث السابق ذكره وبعد أن أكد مسألة دعم قطر للإرهاب، سئل عن جهود وزير الخارجية الأمريكي الداعمة لحل أزمة قطر فأجاب بأن "وزير الخارجية يقوم بمجهودات رائعة ولكننا – أنا وهو- بيننا اختلافات في الرؤية "، وهو ما يؤكد وجود اختلافات داخل الإدارة الأمريكية نفسها حول موقف الحكومة الأمريكية من قطر ما بين التأييد والرفض، وهو ما سيظهر أكثر خلال الأيام القادمة.


قاعدة العديد 


ترجع أهمية قاعدة العديد، إلي أنها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، يوجد بها أكثر من 10000 جندي من القوات الجوية الأمريكية.


وذكر موقع "جلوبال سيكيوريتي" أن القاعدة  تعد نقطة الانطلاق الرئيسية للعمليات الجوية الأمريكية ضد داعش في الشام والعراق.


بدأ بناء القاعدة منذ التسعينيات، وذلك بعد موافقة أمير قطر شيخ حمد، علي ذلك وموافقته علي استضافة 10000 جندي أمريكي في العديد عام 1999. 


والآن، يعد وجود تلك القاعدة في قطر وأهميتها لأمريكا من الأسباب التي تحد زيادة العقوبات علي قطر من الدول الخليجية، وهو الأمر الذي يعد مضايقا للدول المقاطعة لقطر.


الدول البديلة


بعد جملة الرئيس الأمريكي حول الدول المستعدة لبناء قاعدة أمريكية بديلة، يقفز سؤالا علي السطح : من  يكون البديل؟. 


لا توجد معلومات مؤكدة عن هذه الدول الشرق أوسطية، ومن قد تكون؟، ولكن بعد تلك المقابلة التي أجراها ترامب وتصريحاته فيها بيوم واحد، صرح البيت الأبيض أن الملك سلمان ملك السعودية، هنأ الرئيس الأمريكي علي انتصاره علي داعش بالموصل، وحث الزعيمان الجهود الدبلوماسية الأخيرة لحل النزاع مع قطر، وشدد على أهمية متابعة التزامات قمة الرياض.


وكانت هناك دعوة صريحة موجهة من الجانب الإماراتي علي لسان السفير يوسف العتيبي سفير الإمارات في واشنطن، كما ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية في منتصف يونيو الماضي، إلي الولايات المتحدة الامريكية لنقل قاعدتها الأمريكية وقواتها إلي الإمارات العربية، موضحا أن وجود القاعدة  يحد الدول المقاطع لقطر، من اتخاذ إجراءات أعلى ضدها.


ولكن حاليا يبقي الوضع كما هو عليه، ويبقى ذلك التحول الطفيف في العلاقات الأمريكية القطرية منذرا بالكثير مما ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة.