التوقيت الجمعة، 03 مايو 2024
التوقيت 06:09 ص , بتوقيت القاهرة

هل تورطت عناصر "الإرهابية" في السطو على مكتب صرافة عابدين؟

تحليل - نهاد القادوم


ربما يثير العنوان لديك حديث الظنون حول الكيد السياسي، لكن الحقيقة والواقع يؤكدان أن تنظيمات الدم المتحالفة مع جماعة الإخوان كثيرا ما لجأت للسطو المسلح على مكاتب الصرافة وسيارات نقل الأموال، لسد عجز التمويل المتدفق من الخارج بفعل القبضة الأمنية.


السنوات اللاحقة لثورة 30 يونيو شهدت العديد من عمليات السطو المسلح خلال فترات متقطعة، مع كل عملية أمنية ناجحة في تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية المدعومة من القوى الإقليمية والدولية، اضطلعت فيها خلايا تنظيمية ارتبطت جميعها بالإخوان.


عشرات الدلائل تشير إلى وجود شبهة سياسية وراء حادث السطو على مكتب الصرافة بعابدين، الذي وقع اليوم الثلاثاء، بداية من الوضع الأمني الراهن، والأزمات المالية التي تمر بها تنظيمات الدم بسبب توقف الضخ القطري.


جهود تجفيف منابع تمويل الإرهاب شهدت خلال الأيام الأخيرة، نجاح منقطع النظير حققته مصر والإمارات والسعودية، إثر موقفهم المناهض للدور القطري في دعم الجماعات المسلحة، الأمر الذي انعكس برمته على تمويل الخلايا النشطة داخل الساحة المصرية.


الباحث في صحيفة سوابق التنظيمات الإرهابية، يجد أن الاستحلال جزء لا يتجزء من البناء الفكري سواء على مستوى الأفراد أو المجموعات التابعة للإخوان، بداية من استحلال الدماء مرورا بانتهاك الأعراض نهاية بالأموال والممتلكات.


وبدون الخوض في وقائع سجلها التاريخ الأسود لتنظيمات الإسلام السياسي، نجد أن الفترة اللاحقة لثورة 30 يونيو تحديدا عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، شهدت عشرات وقائع السطو تبين وفقا للتحقيقات القضائية تورط الجماعات الإسلامية في تنفيذها لتمويل أنشطتهم الإرهابية.


ربما تكشف التحقيقات والتحريات حول الحادث واقع آخر، أو متهمين آخرين لا علاقة لهم بما ذكرت في سطوري السابقة، لكن المعتاد منذ عام 2013 تورط الإرهابيين في جرائم السطو على سيارات نقل الأموال ومكاتب الصرافة.


تنظيم أنصار بيت المقدس وحده - قبل مبايعة أمير تنظيم داعش – نفذ بواسطة عناصره على مستوى الجمهورية، حوالي 24 عملية سطو مسلح استهدفت مكاتب صرافة، ومكاتب بريد، وسيارات نقل أموال، في التجمع الخامس والهرم و6 أكتوبر والإسماعيلية وشبرا والخانكة، وأماكن عديدة.


هذا الخيط الذي ربما يغيب عن البعض وجب التنويه عنه، لكننا جميعا ننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة، والجهود الأمنية حول الحادث.