التوقيت الإثنين، 01 ديسمبر 2025
التوقيت 10:15 م , بتوقيت القاهرة

تركيا.. ضعف التأثير الإقليمي بعد "دكتاتورية أردوغان"

بعد الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، كانت تركيا تتوقع دعما ثابتا من الغرب، لكن ما حدث هو العكس، حيث أن حملات التطهير التي تلته والهجمات التي يشنها الرئيس رجب طيب أردوغان، جعلت العلاقات بين الطرفين أسوأ.


أردوغان يقوي دعائم دولته


أردوغان


وما زاد من تعقيد الوضع سعي أردوغان لتعزيز سلطته إلى حد كبير في استفتاء فاز فيه في أبريل الماضي، وشهدت الحملة التي سبقته هجمات كلامية متبادلة غير معهودة مع عدد من الدول الأوروبية، ما دفع بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى حافة الهاوية.


وعلى خلفية العلاقات المتردية مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، رأت بعض وسائل الإعلام التركية المؤيدة للحكومة يدا للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب، لكن سرورها بانتخاب دونالد ترامب سرعان ما تبدد عندما اعتمد سياسة سلفه في سوريا.


ولم يلق طلب أنقرة من واشنطن تسليمها الداعية المقيم في المنفى الاختياري فتح الله غولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، صدى كما حصل مع الادارة السابقة.


وقال مارك بياريني من المركز الفكري "كارنيغي أوروبا"، إن تركيا تعيش نوعا من العزلة منذ محاولة الانقلاب في يوليو 2016، لأن شركاءها في حلف شمال الأطلسي فوجئوا بالأمر، ولأن عمليات التطهير التي تلتها تجاوزت كل ما كان يمكن توقعه بشكل كبير.


تأثير إقليمي محدود 


أردوغان


من جهة أخرى، أدت الأزمة الأخيرة بين قطر الحليفة المقربة لأنقرة، وجاراتها الخليجيات بقيادة السعودية التي لا يمكن لتركيا معاداتها، إلى مزيد من الضعف في الموقع الدبلوماسي لتركيا.


ويقول كمال قريشي من معهد "بروكينغز" إن الوضع تغير بشكل كامل اليوم وبات يتسم بوجود عدد متزايد من الخلافات بين تركيا وجيرانها ومسائل أخرى أكبر من ذلك.


لكن الانتكاسة الدبلوماسية الكبرى التي منيت بها تركيا في الأشهر الأخيرة تحولت إلى تدهور غير مسبوق في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، الذي تتفاوض من أجل الانضمام اليه منذ العام 2005.


وبعد منع عدد من الدول الاوروبية لتجمعات لانصاره تمهيدا للاستفتاء الذي جرى في إبريل حول تعزيز صلاحياته الرئاسية، هاجم اردوغان القادة الاوروبيون بعنف واتهمهم بالقيام "بممارسات نازية".


وفي أوج الأزمة، تساءل بعض المسؤولين الأوروبيين علنا عن جدوى مواصلة عملية انضمام تركيا إلى التكتل.


وقال بياريني إن "أسس تحالف سياسي أعمق من خلال انضمام لتركيا الى الاتحاد الاوروبي لم تتغير، لكن احياء هذه التطلعات في المستقبل امر يعود الى المسؤولين الاتراك".


 


روسيا حليف ظرفي 


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


كان أردوغان يأمل بتحقيق اختراق دبلوماسي، خصوصا في الملف السوري، في أول لقاء له مع ترامب في واشنطن، لكن لم يتحقق سوى تقدما محدودا خلال هذه الزيارة.


كما استهدفت مذكرة توقيف اميركية 12 حارسا شخصيا لاردوغان بعد الاشتباه بهجومهم على متظاهرين اكراد على هامش زيارة اردوغان الى الولايات المتحدة.


في هذا الإطار، فضلت تركيا في الأشهر الأخيرة التقارب مع روسيا بعد أزمة دبلوماسية خطيرة، نجمت عن اسقاط الطيران التركي لقاذفة روسية تحلق فوق الحدود بين سوريا وتركيا في نوفمبر 2015.


وقال مصدر سياسي أوروبي إن "السياسة الخارجية التركية تمر بامتحان صعب"، معتبرا أن "الأمور تسير بشكل أفضل مع روسيا، لكن هذه العلاقة لا تقوم على أساس الثقة.