التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 01:59 ص , بتوقيت القاهرة

مجد الرئيس

قبل ثلاث سنوات كان الرئيس السيسي يتسلم منصبه كرئيس لجمهورية مصر العربية، ومعه عشرات الآمال والوعود التي عقدت عليه، وهو لم يتأخر فى إعلان التزامه بها حتى قبل أن يفكر في ترشيح نفسه رئيسا للجمهورية، من منطلق شعوره بالمسؤولية التاريخية التي وضعت على عاتقه في لحظة تاريخية حاسمة من عمر الوطن، وذلك بحكم وجوده على رأس المؤسسة الأهم والتي يراها المواطنون درعا وسندا في كل الأزمات، القوات المسلحة المصرية، وبحكم انحيازه لحركة الجماهير الغاضبة في الشارع ضد المخطط الإخواني وقتها.


كانت خارطة الطريق التي رسمتها القوى الوطنية في هذه اللحظة ترتكز على مجموعة نقاط أساسية، هي: تشكيل لجنة لكتابة الدستور، ثم انتخابات رئاسية، ثم انتخابات برلمانية، وهي مهام كانت تبدو مستحيلة في ظل وجود فصيل مارق رافض للتجاوب مع حركة المواطنين في الشوارع، فصيل لا يتورع عن رفع السلاح في وجه المواطنين، فصيل لا يتوانى عن التعاون مع الشيطان ذاته في سبيل استمراره في الحكم وإنفاذ مخططه الإرهابي.


مع ذلك، فإن هذه المهام الثلاث التى بدت مستحيلة آنها، قد تحققت كاملة، واتضح أنها أسهل وأيسر المشكلات التى تواجهها الدولة المصرية، لتصل إلى إستقرار الجبهة الداخلية، إلا أن الواقع كان يؤكد أن جمهورية مصر العربية كان عليها أن تواجه أزمات أشد عنفا وقسوة، كانت تحتاج إلى يد جراح، تستأصل الأمراض، وتقطع بكل ثبات وتداوى الجروح الاقتصادية الغائرة التى تكبدتها جراء القلاقل التى حدثت مع الثورة وبعدها، وبطئ حركة التنمية.


جمهورية مصر العربية ليست فى حاجة إلى مزيد من المسكنات، بل العمل الجاد والمخلص، الذى لا يبتغ إلا وجه الله، والضمير الوطنى، وفى كل أزمة كان يتعرض لها المجتمع المصري، كان الشعب يدرك بذكاؤه وفطنته أنه رغم الألم والضيق الذى علينا جميعا أن نتكبده، فهذه هى الخطوات الصحيحة على خارطة المستقبل، وهى فى ظنى الخارطة الأكبر التى إنتخب المصريون الرئيس السيسى عليها قبل ثلاث سنوات.


خارطة تشمل إصلاحات إقتصادية عاجلة، وحلول جذرية لتفجر البنية التحتية للبلاد وتعثر قطاعات عديدة هامة مثل الكهرباء ومحطات المياه،، والأهم خطة أمنية لمحاربة وحصار التنظيمات الإرهابية التى فتح لها الإخوان سيناء على مصرعيها، وخطة دولية للدبلوماسية المصرية بهدف توضيح وفضح التحركات المريبة للتنظيمات الإرهابية فى المنطقة كلها، وداعميهم والمتورطين معهم فى نشاطهم الإجرامى، وقد تحقق كل ذلك فى خطوط متوازية.


من المعروف أن السؤال الأهم الذى قد يشغل بال أي سياسى لامع، هو كيف سيستقبل المواطن قراراته، وكيف يستفيد من كل فرصة مواتية لتلميع صورته كزعيم وطنى، ومن المعروف أيضا أن كل الساسة يسعون إلى لى عنق كل القرارات والخطوات بطريقة تضيف لرصيدهم كأشخاص لا الأوطان، هذه هى لعبة السياسة، لكن الرئيس السيسى كان له رأي أخر، فهو غير معنى بما ستضيفه أى خطوة يخطوها إلى مجده الشخصى، بل بما ستضيفه إلى رصيد جمهورية مصر العربية السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ولاشك أن الأيام ستثبت ذلك.