التوقيت السبت، 04 مايو 2024
التوقيت 08:46 م , بتوقيت القاهرة

بعد قرب نهاية "داعش"... هل تأخد "القاعدة" مكانه في المنطقة؟

بعد قرب استعادة الجيش العراقي السيطرة على الموصل، واستمرار خسارة الأراضي في الرقة السورية، اقتربت نهاية حلم تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، لكن يبدو أن مرحلة "ما بعد داعش"، لن تكون وردية، في ظل وجود كابوس أسود آخر هو "القاعدة".



داعش ابن القاعدة
لا خلاف على أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والمعروف بـ "داعش"، خرج من رحم تنظيم القاعدة، لكن الخلافات الأيدلوجية والفكرية والفقهية والمطامع الاسترتيجية والاقتصادية فرقت فيما بينهما، وجعلتهما جهتين متباعدتين لكل منهما أهداف ومطامع.



داعش والبغدادي
حتى أن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، ترعرع بين أحضان القاعدة قبل انشقاقه عنهم في مطلع 2014، بعد رفضه الامتثال لأوامر أيمن الظواهري، أعقبها بعدها اتهامات متبادلة بين التنظيمين حيث وصف البغدادي، زعيم القاعدة ب"شيخ الخرف"، فيما رد التنظيم بأن داعش "خوارج". 
 


القاعدة أخطر


قال الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو في تصريحات لصحيفة "ألشرق الأوسط"، إن لديه تأكيدات من المراكز الاستراتيجية الغربية تفيد بأن القاعدة تنتظر انتهاء داعش ليحل محله، محذرًا من أن القاعدة تعتبر خطرًا أكبر من داعش لاسيما أن عملياته أكثر احترافية مشيرًا إلى تفجيرات 11 سبتمبر والتفجيرات التي هزت القارة الأوروبية بين 2000 و2005.



هجمات 11 سبتمبر


ولا شك أن داعش صار القضية الأهم على الساحة الدولية، وهو ما يعطي فرصة لتنظيم القاعدة حتى يستعد لمرحلة "ما بعد داعش"، مستغلًا انشغال العالم بدحر التنظيم الإرهابي في المنطقة، بالإضافة لاحتمالية انضمام بعض عناصر داعش إلى القاعدة، حيث انتشرت أنباء على المواقع العراقية تفيد بانتقال المسلحين إلى القاعدة بعد قرب نهاية داعش.
 


داعش يتوجه لآسيا


بعد هزائمه المتتالية في سوريا والعراق، شد "داعش" الرحال إلى القارة الآسيوية من أجل التوغل في أراضيها ومحاولة بناء إمبراطوريته التي فشل فيها بالشرق الأوسط، فبدأت عناصر التنظيم الإرهابي تنتشر في مايو الماضي داخل ماليزيا وبنجلاديش وخاصة في إندونيسيا والفلبين التي يخوض فيها داعش معارك ضارية، وهو ما يخلي الساحة للقاعدة من أجل السيطرة على المناطق التي خسرها داعش، خاصة أن الصراعات في الشرق الأوسط من المتوقع أن تزداد مع تعدد أطراف القوى.



داعش في أندونيسيا
 


القاعدة الأب الروحي للإرهاب


قد يظن القارئ أن تنظيم القاعدة خفت نجمه وقل نشاطه الإرهابي، إلا أن التنظيم يدعم الجماعات المتطرفة في عدة مناطق بالشرق الأوسط، حيث يمثل القاعدة الأب الروحي للإرهاب في ذهن بعض الجماعات الأصغر، في مالي تنشط  جماعة أنصار الإسلام والمسلمين الذي تأسست للحد من نفوذد داعش في غرب أفريقيا، وتستهدف الرعايا الغربيين التي تلقبهم ب"الصليبيين". وفي نيجيريا تعتبر حركة بوكو حرام بمثابة ممثل "القاعدة في أفريقيا" من ناحية الدموية، كما أعلن زعيمهم في أكثر من مناسبة تأييده لزعيمي القاعدة وداعـش، وتتخذ الحركة المتطرفة من أسامة بن لادن أبًا روحيًا لها، كما تعد حركة الشباب في الصومال، التنظيم المعبر عن التوجهات القاعدية في منطقة شرق إفريقيا، حيث تشن هجمات إرهابية بسيارات مفخخة وباستخدام انتحاريين.