شهدت الأعمال الدرامية في شهر رمضان الماضي، عدد كبير من الفواصل الإعلانية بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذي أزعج عدد كبير من الجمهور تجاه القنوات الفضائية التي تبث فواصل إعلانية تصل إلى أكثر من نصف ساعة في الحلقة الواحدة، مما أدى لانصراف معظمهم لمشاهدة المسلسلات على الإنترنت.

أكد الناقد الفني نادر عدلي، أن زيادة مساحة الإعلانات الخاصة بالأعمال الدرامية، بشكل مبالغ فيه تصل في بعض الأحيان لضعف مدة حلقة المسلسل، تهدد الدراما بالانهيار، واصفًا مقولة البعض أن زيادة مساحة الإعلانات في الأعمال الدرامية معيار على نجاح المسلسل بأنها "أكذوبة".

وقال "عدلي"، "إنه رغم زيادة معدل الإنتاج الدرامي لنحو 10% عن العامين الماضيين، إلا أن هناك حالة انهيار ملحوظة في الدراما، فالمسلسل الذي تتراوح متوسط مدة حلقته من 20 إلى 30 دقيقة، نجد أن مساحة الإعلانات وصلت لضعف مدة الحلقة على الأقل، وهذا الأمر يؤثر بلا شك على الدراما"، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في الأمر.

وتابع: "الإعلانات ليست سرًا من الأسرار، لأن الإعلانات التي تعرض بعد مرور سبع دقائق من العمل على سبيل المثال، يتم عرضها طوال الحلقة، إلى جانب أن القناة التي تتعاقد على أي مسلسل بطريقة حصرية فإنها تسدد ثمنه قبل عرضه"، لافتًا إلى أن زيادة مساحات الإعلانات لضعف مدة الحلقات دفع أغلب المشاهدين للانصراف عن متابعة بعض الأعمال الحصرية.

وأضاف أن الأعمال الدرامية غير الحصرية، حصلت على نسبة متابعة أعلى من الحصرية هذا العام، وهو الأمر الذي من الممكن أن يجعل بعض القنوات الكبرى، تعيد حساباتها بشأن اختياراتها في السنوات المقبلة، مشيرًا إلى أن مسلسلات "كلبش" و"ظل الرئيس" و"حلاوة الدنيا" و"واحة الغروب"، حصدت أعلى المشاهدات رغم عرضها على أكثر من قناة.

وأثنى الناقد على مستوى مسلسلي "واحة الغروب"، و"الجماعة2"، واصفًا العملين بأنهما الأفضل فنيًا في السباق الرمضاني لهذا العام، نظرًا لتوافر كافة مقومات النجاح فيهما، والتي تتمثل في السيناريو المحكم والإخراج والتصوير المتميز، مشيدًا بالمعالجة وطريقة تناول الأحداث في المسلسلين، إلى جانب أن مسلسل "الجماعة 2" يخاطب العقل.

وأشار إلى أنه رغم أن مسلسل "الزيبق" يعد من الأعمال الدرامية الجيدة، إلا أن العمل اهتم بالجوانب الاجتماعية، التي تم الإطالة فيها وتأخر البدء في العملية الجاسوسية للحلقة 24، وكان ينبغي التنبيه لهذا الأمر، مما دفع صناع المسلسل للتفكير في تصوير جزء ثاني من العمل.

وعن الأعمال الكوميدية هذا العام، يرى أن مسلسلات "خلصانة بشياكة"، "في لالا لاند"، "ريح المدام"، "قطن وشاش"، و"هربانة منها" كانت دون المستوى، واصفًا الأخير بالعمل الردئ، لافتًا إلى أن تلك الأعمال خلت من الموضوع الذي يخرج منه الموقف الكوميدي.

وعن أبرز النجوم الذين تألقوا هذا العام، أشار إلى أن كريم عبد العزيز واصل تألقه بحضوره القوي وخفة الظل التي يتمتع بها، إلى جانب تألق كل من الفنانين ياسر جلال وباسل الخياط، ومن النجمات منة شلبي في مسلسل "واحة الغروب"، وهند صبري في مسلسل "حلاوة الدنيا".

وانتقد "عدلي" إطلالة كل من الفنانة غادة عبد الرازق والفنان مصطفى شعبان هذا العام، قائلا: "يكرران أنفسهما في شكل معتاد لرغبتهما في السيطرة على العمل".

كما انتقد تناول موضوعات السحر والشعوذة بجرعات مكثفة في الأعمال الدرامية، واصفًا الأمر بأنه ظاهرة سلبية وتغييب مباشر للعقل، لافتًا إلى أن أبرز الأعمال التي تناولت تلك الموضوعات مسلسلات "عفاريت عدلي علام"، "كفر دلهاب" و"الحلال".