التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 04:19 ص , بتوقيت القاهرة

مع اقتراب نهاية المهلة.. ما بين مرسي وتميم ثورة شعب

مواقف وتصريحات نشاهدها على مدار الأسابيع القليلة الماضية، منذ إعلان التحالف الرباعي مقاطعة قطر دبلوماسيًا، في 5 من يونيو الجاري، تعيد إلى أذهاننا أحداث ثورة 30 يونيو من عام 2013، والسياسة التي انتهجها الرئيس الإخواني المعزول، محمد مرسي، وحكومته.


كانت الكويت سلمت فجر الجمعة الماضية، صحيفة بالمطالب الـ13، من قبل دول المقاطعة -المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ومصر- في إطار مساعيها للوساطة بهدف حل الأزمة القطرية، إثر ثبات دعم وتمويل حكومة "تميم" لإرهاب، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، ما أدى إلى مقاطعتها. وقد حددت الدول المقاطعة مهلة 10 أيام للرد من قبل قطر، على تلك المطالب وتحديد موقفها، ومن ثم تنتهي تلك المهلة الأحد المقبل، الموافق الثاني من يوليو.


طفح الكيل


الجدير بالذكر أن تصريحات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، بحسب ما بثته وكالة الأنباء القطرية، قنا، في 24 من مايو الماضي، عندما أكد على علاقات بلاده الوطيدة مع إيران، وأهمية قاعدة العديد الأمريكية العسكرية الكائنة في الدوحة لحمايتها من أطماع الدول المجاورة، على حد تعبيره؛ جاءت "كالقشة التي قسمت ظهر البعير"، حيث أثارت غضب دول الخليج بشكل كبير، ما انعكس في تصريحات وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير فيما بعد المقاطعة، قائلًا: "طفح الكيل، وعلى قطر وقف دعم جماعات حماس والإخوان".   


ويتشابه مضمون تلك الأحداث مع ما مرنا به في عام 2013، قبيل 30 يونيو بأيام قليلة، حيث كانت وتيرة الأحداث أسرع قليلًا، حيث ظهر "مرسي" في 26 من يونيو 2013، ليلقي خطابًا مطولًا اقترب من الـ3 ساعات، محاولًا تحسين صورته ونظامه، وإقناع الرأي العام بسياساته الناجحة من وجهة نظره، وذلك بعد أن بدأت حملة "تمرد" في ذاك الوقت، تجميع مطالب الشعب المصري، التي صبت جميعها في مطلب رئيسي؛ ألا وهو رحيل "مرسي" من الحكم. ولكن أتى ذلك الخطاب بنتائج عكسية، حيث أثار الغضب الشعبي بصورة أكبر مما كانت عليه قبله، ليجتمع القاصي والداني على رحيله.


سياسات فاشلة


فيما أعلنت جبهة الإنقاذ في اليوم التالي لخطاب "مرسي" عن فشل سياساته الواضح، وعدم قدرته على تحقيق مطالب الشعب المصري، ما سيدفع بخروج الملايين في مظاهرات سلمية في ميادين وشوارع مصر، في 30 يونيو، تهدف إلى تشكيل حكومة جديدة، وإقامة اقتصاد قوي، وتحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية، وهو ما يتشابه مع مطالب التحالف الرباعي، التي تصب جميعها في صالح الشعب القطري في المقام الأول، واستقرار المنطقة والحفاظ على أمنها القومي، بعد ما تسبب فيه نظام "تميم" من خسائر اقتصادية لبلاده تؤثر على شعبه.


اقرأ أيضًا: بعد قطع العلاقات مع قطر.. ماذا لو لم تنجح ثورة 30 يونيو؟


وفي الأول من يوليو 2013، ألقت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا أعلنت من خلاله مهلة للقوى السياسية 48 ساعة لتحقيق مطالب الشعب التي عبر عنها في مسيراته السلمية، وإلا ستضطر القوات المسلحة، إعلان خارطة مستقبل تشرف عليها، تضمن بها أمن واستقرار مصر.


الإرهاب سلاح للترهيب


وتأتي غالبية المؤشرات حتى اللحظة الراهنة، لتعكس تعنت الموقف القطري مثلما فعل "مرسي" وجماعته الإرهابية التي ينتمي لها؛ فعلى الرغم من تأزم الموقف في الساحة المصرية في ذاك الوقت؛ إلا أن "مرسي" ظهر خلال خطاب آخر في اليوم التالي من بيان القوات المسلحة؛ ليتوعد فيه بالإرهاب، وسفك المزيد من الدماء، مُلوحًا بإشعال حرب أهلية، متجاهلًا مطالب الشعب السلمية، ومتمسكًا بمنصبه، ما دفع القوات المسلحة إعلان إنهاء حكم مرسي، من خلال بيان ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع في ذاك الوقت، في 3 يوليو 2013.


تميم على خطى مرسي


ويتضح التشابه بين "مرسي" و"تميم" جليًا من خلال تصريحات ومواقف إعلام الدوحة، والرموز المقربة من "تميم" ووزير خارجيته، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والتي حاولت جميعها على مدار الفترة الماضية حشد الرأي العام سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ولكن دون جدوى.


اقرأ أيضًا: 


في حوار الأكاذيب 3.. وزير الخارجية القطري: الدوحة لا تدعم الإرهاب


قطر تختار التصعيد.. تعرف على رسائل نظام تميم ردًا على مطالب الدول الـ4


ولكن تبقى اللحظة الفارقة مع نهاية المهلة التي أمهلتها دول المقاطعة لقطر؛ لترد على التساءل حول هل يلقى "تميم" نهاية الرئيس المعزول محمد مرسي، أم أنه سيتعلم من أخطاء سابقيه ؟!