التوقيت الأربعاء، 24 أبريل 2024
التوقيت 08:36 م , بتوقيت القاهرة

وثائق جديدة عن الحرب العالمية..كيف خدع الاتحاد السوفيتي ألمانيا؟

نشرت وزارة الدفاع الروسية مواد أرشيفية توثق وقائع الاعتداء الألماني على أراضي الاتحاد السوفيتي واندلاع الحرب الوطنية العظمى عام 1941 وكانت طريقة عرض الوثائق فريدة، حيث جهزت دائرة الأركان السوفيتية عام 1952 قائمة من الأسئلة تركت الإجابة عليها لقادة الدوائر العسكرية والجيوش.
السؤال الرئيسي في القائمة الروسية كان كالتالي: "ما السبب الذي كان يقف وراء الاحتفاظ بالجزء الأعظم من المدافع والرشاشات في معسكرات التدريب لا على الجبهة،  وما مستوى التأهيل والخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها قادة التشكيلات العسكرية المزودة بالمدفعية، وما أثر ذلك في المعارك التي خاضها الجيش الأحمر في مستهل الحرب؟
الألمان باغتوا السوفيت
وحسبما أوردت قناة "روسيا اليوم"، قال  قائد قوات الجيش السوفيتي الثامن التابع لدائرة البلطيق، بيوتر سوبينيكوف إن القوات الألمانية باغتت الجيش السوفيتي بشكل فاق تصورهم وصلت إلى حد أن فوج المدفعية الثقيلة الذي تحرك منقولا بالقطارات في الـ22 من يونيو 1941، اعتبر لدى وصوله إلى محيط أحد مطارات السوفيت العسكرية الذي كان يتعرض للقصف الجوي الألماني آنذاك، أن القوات تجري مناورات مباغتة وقررت قصف المدارج، في حين أنه لم يتبق من الطائرات الرابضة في المطار المذكور حتى الساعة الـ3 من بعد الظهر سوى نحو ست طائرات.
و أضاف سوبينيكوف أن بعض القادة العسكريين ظلوا معتقدين أن القصف الألماني للمواقع السوفيتية مجرد استفزازات يراد بها إشعال الحرب بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا وحلفائها، مشيرًا إلى أن الأوامر العسكرية ألزمتهم بضبط النفس وعدم الانجراف وراء الاستفزازات الألمانية في الوقت التي اشتبكت فيه القوات البرية الألمانية مع حرس الحدود السوفيت.
حيلة سوفيتية ناجحة
"لا نعلم كيف عميت عيون الألمان عنا، أو أنهم اعتقدوا أن دبابتنا كانت مأخوذة غنيمة ويقودها ألمان". هكذا وصف رئيس أركان الجيش السادس التابع لدائرة كييف العسكريةنيقولاي إيفانوف الحيلة التي مكنت قواته من عدم التعرض لخسائر فادحة،  موضحًا أن الجيش السوفيتي نجح في التحرك من أماكنه بعد توافد الدبابات الألمانية دون إطلاق النار عليها عبر تمويه لوحات الدبابات وإغلاق فتحتها والاندساس بها وسط الدبابات الألمانية مما خدع الألمان الذين أفسحوا لهم الطريق.
الحيلة نجحت؟ نعم لكن لبعض الوقت فقط، حيث استمرت الدبابات السوفيتية في السير بمحاذاة سد تشيركاسي حتى وصلت إلى الجسر الممتد هناك إلى ضفة النهر الأخرى وهناك استهدفتهم قذائق الألمان وتسببت في غرق دباباتهم جزئيًا حتى اضطر أفراد الجيش للانسحاب راجلين إلى أن وصلوا إلى مستنقع تعذر عبوره على الألمان وهو أحد النقاط العسكرية للسوفيت.
القرار العسكري دون الرجوع للقيادة


وكتب قائد الفرقة الـ86 التابعة للفيلق الخامس في جيش بيلاروسيا ميخائيل زاشيبالوف في إفاداته: "أمرت رئيس أركان الفرقة الـ86 بالاتصال بإدارات الشرطة العسكرية والمخافر الحدودية والاستفسار منها عمّا تفعله القوات الألمانية على أراضينا، وعن أداء مخافرنا وحرس حدودنا". مضيفًا أن الإجابة وردت في الساعة الثانية بعد الظهر وورد فيها أن حرس الحدود المحاذي يسجل اقتراب القوات الألمانية والإيطالية من نهر بوغ الغربي وأنها تنصب عبره الجسور الطوافة إلى الضفة الأخرى.
وتابع زاشيبلوف:" جاءتني الأوامر باتخاذ القرار العسكري الذي أراه مناسبًا، قرار الاستنفار جاءني من أعلى وكنتا قد اتخذته على مسئوليتي منذ ساعة دون الرجوع للقيادة الأعلى.