التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 06:02 ص , بتوقيت القاهرة

قطر بين «لبن إيران وبطيخ تركيا»!

يومًا بعد يوم تتقلص الخيارات المتاحة أمام النظام القطري. الاستجابة للمطالب والشروط التي وضعتها الدول المقاطعة للدوحة، أو الارتماء في أحضان تركيا وإيران.


وبينما تبدي قطر «مرونة مزعومة»؛ لدراسة مطالب (مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين)، التي أعلنت مقاطعتها دبلوماسيًا، إلا أن الشواهد تدل على اتجاه الدوحة إلى الخيار الثاني؛ «الاستقواء بإيران وتركيا»؛ لشق الصف الخليجي.


الأمير القطري، تميم بن حمد، قال إن بلاده «مستعدة لتنمية شاملة للعلاقات مع إيران، والدوحة منفتحة على التعامل والتعاون مع طهران».


الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أكد وقوف حكومة بلاده إلى جانب قطر. وأن بلاده «لا يمكن أن تقبل بمحاصرة قطر، وهي تفتح كل حدودها البحرية وأراضيها وأجوائها أمام الدوحة».


تركيا أكدت استعدادها للدفاع عن قطر. البرلمان التركي أقر- بعد الأزمة بيومين- مشروع قانون يقضي بتسريع إرسال قوات عسكرية إلى الدوحة. تركيا لديها قاعدة عسكرية في الدوحة.


مصادر لوكالات عالمية، قالت إن 5 آلاف جندي تركي متواجدين بالفعل في قطر. منطقة الخليج تشهد- حاليًا- تصعيدًا عسكريًا ستكون الدوحة أول وأكبر الخاسرين منه.


النظامان «الملالي، والعثمانلي» يجيدان الصيد في المياه العكرة. إيران سعت- من البداية- إلى توظيف «أزمة المقاطعة» والاستفادة منها. والمصلحة التركية تقتضي استمرار المقاطعة العربية لقطر.


أحاديث وتصريحات روحاني، تدفع قطر إلى تحدي الدول المقاطعة. ونظام تميم يحاول- بكل ما أوتي من قوة- «تدويل القضية»، والالتفاف على مطالب وشروط الدول الأربع، وعدم الاستجابة لها.


أردوغان يلعب على وتر «سيادة قطر» وغيرها من الأمور. الخليفة العثمانلي لا يُريد حل الأزمة، بل يدافع باستماتة عن الدوحة حتى تكون المحطة التالية لاستضافة الجماعات الإرهابية.


للمرة الأول، روحاني يتصل هاتفيًا بـ«تميم»؛ لتهنئته بعيد الفطر. هكذا قالت وكالات الأنباء. لكن الأمر يتجاوز ذلك بكثير. ما وراء الاتصال «المصالح الإيرانية» المترتبة على قطع العلاقات العربية مع قطر. الدوحة تقترب من السقوط في مستنقع نظام الملالي الساعي إلى شق الصف العربي، وتطبيق أيدولوجية للتغول في دول الخليج، وبث أفكاره المسمومة مثلما فعل في اليمن بدعمه الميليشيات الحوثية!


الآن الدوحة تشرب «اللبن الإيراني»، وتأكل «البطيخ التركي». السماء الإيرانية مفتوحة على مصراعيها أمام الطيران التجاري القطري. القاعدة العسكرية التركية في الدوحة وسفن المنتجات الغذائية لـ«آل عثمان» تحت أمر نظام الأمير القطري. كل شيء بثمنه، وادفع تحصل على ما تريد!


بحسب وسائل إعلامية لبنانية، هناك انقسام داخل الأسرة الحاكمة في قطر. وهناك صراع بين جناحين حول الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الأزمة مع مصر ودول الخليج. فهناك أصوات عاقلة تدعو إلى عدم التهور، والانحناء للعاصفة، والابتعاد عن السياسات الاستفزازية؛ ما قد يعني أن البيت الحاكم في قطر ربما يشهد صراعًا خلال الفترة المقبلة.


باختصار.. المشهد واضح. الدول المقاطعة لا تريد تصعيدًا؛ حرصًا على الشعب القطري. الكويت فشلت في مساعي الوساطة. قطر تراهن على «الدور الأمريكي»؛ مرتكزة على القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها. «تميم» يُصر على غطرسته، و«ركوب دماغه». الدوحة مستمرة في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، وتأوي الإرهابيين على أراضيها. الإمارة الخليجية الصغيرة أصبحت مسرحًا لأعداء العرب التاريخيين «تركيا وإيران».. فماذا تخبئ الأيام المقبلة؟!