التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 12:20 ص , بتوقيت القاهرة

الحالمون بـ «كرسي الحلاقة»!

انتهيت من عملي في ساعة متأخرة من مساء «السبت». كانت دار الإفتاء أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان، وأن «الأحد» أول أيام عيد الفطر. اكتشفتُ أنني بحاجة إلى إعادة «تظبيط»، و«حلاقة» شعري؛ خاصة أنني من هواة «الشعر القصير».


كانت الساعة تقترب من منتصف الليل. اتصلت بـ«الحلاق» الخاص بي. لم يرد. عاودتُ الاتصال به مرة ومرات إلى أن استجاب لـ«غلاستي»، وأجابني معتذرًا: «مش هينفع النهارده يا أستاذ. إنت عارف إن دا موسم، وكل سنة وإنت طيب. بعد العيد وعليك خير»!


يااااااه.. لقد نسيتُ أن «كرسي الحلاق»- خاصة في هذه الأيام المفترجة- يحتل مكانة متميزة. ولا نبالغ حين نقول إن الوصول إلى «كرسي البرلمان» أسهل بكثير من الجلوس على كرسي «الحلاقة» في أيام العيد. وربما يتعرض المواطن «المحلوق له» إلى حملة «أر، وحسد» من الذين لم يصيبهم الدور، وفاتهم «قطر الحلاقة»، واضطروا أن يعيدوا بـ«ذقنهم» وشعرهم الطويل.


يتعمد بعض الشباب- وأنا منهم- أن يكون «الحلاق» محطتهم الأخيرة، بعد شراء ملابس العيد، وقضاء سهرة «الليلة الأخيرة»، ويتوجهون إلى صالون الحلاقة في ساعة متأخرة من ليلة العيد، ما يزيد العبء على الحلاقين، الذين يضطرون إلى «التطبيق» والبقاء دون نوم لأكثر من 48 ساعة!


مع اقتراب الأعياد، يتصدر «كرسي الحلاق» المشهد، إذ يحرص المواطنون على حلاقة شعرهم وتحفيف شواربهم؛ للظهور بمظهر جيد خلال الأيام المباركة؛ لذا فليس من المستغرب أن تشاهد «الزبائن» واقفين على عتبات الحلاقين، ينتظرون دورهم، الذي ربما لن يأتي نتيجة الازدحام الشديد. ويضطر بعض الزبائن إلى الانتظار خارج الصالون. وربما تشهد بعض صالونات الحلاقة مشادات كلامية، واشتباكات بالأيدي بين الزبائن من أجل الجلوس أولًا على «الكرسي».


واستغلالًا لهذا الضغط، يلجأ بعض الحلاقين إلى رفع أسعار الحلاقة. بينما قد يضطر البعض الآخر إلى إغلاق هاتفه المحمول، لتجنب الوقوع في إحراج مع أصدقائه وأقاربه الذين يتصلون به للظفر بحجز الكرسي.


وفي محاولة لتخفيف حدة المشاكل بين الزبائن، لجأ أحد الحلاقين إلى توزيع «كروت» على الزبائن. كل كارت عليه رقم بالدور؛ خاصة وأن الدور قد يصل إلى ساعات، وربما طوال اليوم.


أما إذا كنت من ذوي الحظوة، أو «صاحب واسطة»، أو «هتدفع الدوبل»، فبإمكانك الحلاقة بسهولة، ودون انتظار لـ«الدور».. وتلك الطريقة يستعين بها بعض الشباب «الروش»، أو المقبلين على الزواج.. أما «محدودو الدخل» من أمثالي، فيضطرون إلى تأجيل الحلاقة لحين ميسرة!


عيد سعيد.