التوقيت الأربعاء، 08 مايو 2024
التوقيت 08:05 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| "جامع النوري".. داعش يمحو تاريخ 800 عام للمنارة الحدباء

على ارتفاع أكثر من 45 مترًا، تقع أهم أبرز معالم العراق التاريخية، "جامع النوري الكبير"، الذي بني في أقدم مناطق الساحل الأيمن غربي مدينة الموصل، على يد مؤسس الدولة الزنكية، الأمير نور الدين، في عام 1173م، أي ظل أكثر من 800 عامًا، واشتُهر بمنارته الحدباء، وهي الجزء الوحيد الذي ظل مكانه منذ بناء هذا المسجد.


جريمة تاريخية لن تغفر


فجر تنظيم "داعش" الإرهابي مسجد النوري الكبير في الموصل، ولم تسلم منارة المسجد الحدباء من آثار التفجير، والتي تعد أقدم مئذنة في المنطقة إذ يعود تاريخها إلى 9 قرون مضت.


الغموض يحيط المكان


حتى الآن، يسيطر الغموض على المنطقة التى تحيط بها المسجد، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، فبعد تفجير الجامع، زعم التنظيم أن غارة أمريكية دمرت المسجد والمنارة في الموصل وهو ما أكده عبر منصته الإعلامية "أعماق" الناطقة باسم التنظيم.


زمن شاهد على تاريخ الجامع


- أكد المؤرخ "ابن الأثير" أن نورالدين أمر ابن أخيه فخرالدين ببناء المسجد، وأن نورالدين جاء  شخصيا إلى موقع المسجد لتفقده، وأمر بمصادرة الأراضي المحيطة به بعد تعويض مالكيها تعويضًا مجزيًا.


- زار الرحالة الإنجليزي "جراتان جيري" الموصل في القرن الـ19، وقال عن المئذنة الحدباء إنها "تميل عن الزاوية القائمة بعدة أقدام، رغم أنها تنتصب من الأرض بشكل سليم، كما تسترد استقامتها عند قمتها، إن شكلها يشبه رجلا وهو ينحني".


-  قال "ابن بطوطة" - في رواية له بعد زيارته للجامع - "بداخل المدينة جامعان أحدهما قديم  والآخر حديث وفي صحن الحديث منهما قبة في داخلها خصة رخام مثمنة مرتفعة على سارية رخام يخرج منها الماء بقوة وانزعاج فيرتفع مقدار القامة ثم ينعكس فيكون له مرأى حسن".



دمره المغول لكنه ظل صامدًا


بعد سيطرة المغول بشكل كامل على العراق، شهد هذا الجامع كغيره من المؤسسات العريقة التاريخية القديمة مزيداً من الإهمال والتخريب، ففى عام 1734م دُمرت الموصل بشكل كامل ودُمر الجامع معها لكن تبقي منه المئذنة وبعض الممرات الخاصة به، إلا أنه تم ترميمه فى القرن الثالث عشر هجري حيث حاول محمد بن الملا جرجيس القادري النوري ترميم الجامع، وجعل منه ملجأ ومكان يجتمع فيه الناس داخل الجامع عام 1865م.


مئذنة خيالية حدباء


ما يجعل للجامع شهرة هي مئذنته والتي تسمي "المنارة الحدباء"؛ حيث شهدت على مر العصور تدمير وإهمال، ولكنها ظلت الجزء الوحيد المتبقي في مكانه الأصلي، فهى مئذنه مستقيمة تمامًا، يبلغ ارتفاعها 45 مترًا، أول من أطلق عليها لقب الحدباء، هو الرحالة إبن بطوطة، وتعتبر أعلى منارة في العراق في ذلك الوقت.


free-d_5571931071914804


"داعش".. تدمير وإفساد


تمكن تنظيم داعش من الإستيلاء على مدينة الموصل فى العراق منذ 3 أعوام، والجدير بالذكر أن زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، أعلن الخلافة من على منبر هذا الجامع، كان ذلك في السادس من رمضان عام 2014.