التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 02:09 ص , بتوقيت القاهرة

"العيدية".. متى بدأت وإلى أين وصلت في مصر والمجتمعات العربية؟

"العيدية" هي أحد أهم مظاهر الاحتفال بالعيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى، وهذه العادة عرفت بها قديمًا المجتمعات العربية والإسلامية، وتحديدًا في مصر لم تتغير من سنوات طويلة منذ عصر المماليك، حيث كان السلطان يقوم بصرف مبلغ من المال لكل مواطن سواء كان موظفًا أو عاملًا أو جنديًا أو أميرًا، صغيرًا وكبيرًا، فالعيدية كانت في هذه الفترة حقًا مكتسبًا لكل من يعيش في الدولة.


هذه العادات مازالت موجودة في مصر، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية المتعاقبة منذ فترة المماليك، ظهرت اختلافات كثيرة في هذه العادات، فالأمر أصبح يأخذ شكل أخر، وأصبحت العيدية فقط لموظفين الدولة العاملين في الحكومة، وبالنسبة للعاملين في الشركات والقطاعات الخاصة فهي عملية اختيارية ليست اجبارية يقوم بها صاحب كل عمل بحرية كاملة تجعله يحدد مقدار هذه المنحة، ولكن بالنسبة للشعب فتقوم عادة الحكومة بتوفير هذه المنحة أو العيدية في شكل تخفيضات على بعض السلع أو زيادة دعم سلع أخرى كمساعدة للمواطنين وخاصة المواطنين محدودي الدخل.


ولكن فكرة العيدية في مصر أصبحت قاصرة الآن على النقود التي يدفعها الآباء والامهات ومن هم أكبر سنًا ومقامًا للأطفال وترجع عادة قيمة العيدية إلى الظروف الاقتصادية لكل أسرة وطبيعة المجاملات والهدايا بين الأسر وبعضها في مصر.


ولكن في سوريا يطلق على العيدية اسم "الخريجة" ويعطيها الآباء والأمهات والأقارب للأطفال أثناء تبادل الزيارات في أيام العيد، بينما يختلف الأمر في المملكة العربية السعودية يتم تخصيص يومين من أيام العيد للعيدية بحيث يكون هناك يوم للبنين، وآخر للبنات، يعرفان بأيام الطلبة؛ حيث يقوم فيها الأطفال بطرق الأبواب والطلب من أصحاب المنازل في البلدة إعطاءهم العيدية، كلٌّ حسب ما يجود به وقدر استطاعته، فمنهم مَن يُقدِّم الحلوى أو حب القريض، أو حب القمح المحموس.


أما في الكويت فيقوم الأطفال في يوم العيد بالمرور على البيوت لأخذ العيدية، التي كثيرًا ما تكون من "القرقيعان" وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يعطيه أصحاب البيوت، وفي السودان يقوم الآباء والأقارب بإعطاء الأطفال قطعًا نقدية معدنيةً تخصص بالكامل من أجل أن يشتري الأطفال ما يحبون من الألعاب، وفي عمان يتم تبادل الزيارات بين أفراد المجتمع والأسر من قرية إلى قرية ويتجمع الأطفال والنساء بمكان يسمى "القلة" أو العيود, وهذه عبارة عن حلقة يتم فيها تبادل التهاني وإعطاء الأطفال العيدية، وكالعادة يعد الآباء كمية من الهدايا للأطفال الذين يأتون لتهنئتهم وزيارتهم.