فى موقف إنسانى لافت،  أجرى محافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، اتصالا تليفونيا، بأحد الأمهات التى كانت قد بعتث له باستغاثة، تطالبه فيها بالتدخل والتحقيق فى واقعة إهمال داخل إحدى دور رياض الأطفال الخاصة، والخاضعة لإشراف مديرية التضمان الاجتماعى بالمحافظة، طمأنها خلال الاتصال على أن القانون سيطبق على الجميع، دون استثناء، مؤكدا أنه لا أحد فوق القانون مهما كانت مكانته، أو علاقاته.

وأكد محافظ قنا، ردا على ماجاء بشكوى الأم ، شريهان محمود أبو الحسن، بشأن عدم التحقيق فى بلاغها بتعرض ابنها للكسر داخل الحضانة التابعة لإحدى الجمعيات الأهلية، نظرا لوجود علاقات قوية بين مسؤولى الجمعية وإحدى الشخصيات المهمة بالمحافظة، بأنه أمر بفتح تحقيق عاجل فى الواقعة، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها، أو صمته عليها، من مسؤولى المحافة والتضامن الاجتماعى.

 وأثار اتصال محافظ قنا بالأم صاحبة الشكوى، ردود فعل واسعة بين الأوساط النسائية بالمحافظة، وأوساط المرأة العاملة، وعضوات المجلس القومى للمرأة، اللاتى أشدن بموقف المحافظ، وحرصه على حقوق المرأة والطفل.

وكانت الدكتورة شريهان أبوالحسن، المدرس المساعد، بكلية الإعلام بقنا، قد تقدمت بشكوى قالت فيها بأنها أودعت طفلها حمزة البالغ من العمر "سبعة شهور" بحضانة كائنة بمنطقة الشئون، بقنا، والمرخصة من وزارة التضامن الاجتماعى، في تمام الساعة الثانية والنصف ظهر يوم الخميس، الموافق 4 مايو 2017، متجهة إلى محل عملها بكلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي كعادتها بشكل دوري، وبعد انتهاء عملها، توجهت للحضانة المذكورة لاستلام طفلها في تمام السابعة إلا عشرة دقائق، إلا أنها وجدت طفلها يبكى بحرقة وألم وعندما سألت العاملة بالحضانة عن سر بكائه ردت قائلة بأنه يرغب في النوم، وحين وصلت به لمنزلها استمر البكاء الهيستري لطفلها، ثم لاحظت أن فخده الأيمن تورم ليصبح أضعاف مضاعفة للورك الأيسر وبعد الكشف عليه تبين وجود كسر أعلى عظمة الفخذ الأيمن، وتم عمل بنطلون جبس لتثبيت الكسر، وحررت محضرا رقم 5478 حنح قسم قنا بتاريخ 4 مايو 2017 .

وبعدها تقدمت بعدة شكاوى للتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال بالحضانة التى يوجد بها 38 طفلا آخرين، لكن كل الشكاوى لم يحقق بها نظرا لقيام أحد المسؤولين بالتوصية بحفظ الشكاوى، نظرا لعلاقته بمسؤولى الحضانة، إلى أن استغاثت بالمحافظ، الذى فوجئت باتصاله بها هاتفيا لطمأنتها على حقها وحق طفلها، ومحاسبة المسؤولين مهما كانت مكانتهم أوحجم علاقاتهم بالمسؤولين.