التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 11:18 ص , بتوقيت القاهرة

حمدين صباحي.. ممثل ضل طريقه إلى السياسة

هل أتاك حديث حمدين صباحي؟


المعارض الناصري، الذي يدخل في «بيات شتوي وصيفي»، ثم يخرج على «الجماهير العريضة»؛ ليطمئنهم بأنه ما زال على قيد الحياة، ويعاود الاختفاء مرة أخرى، في انتظار «كلمة النهاية»!


صباحي المولود في الخامس من يوليو 1954، تخرج في كلية إعلام القاهرة هو ابن بار لـ«الناصرية». وكانت معارضته لنظام الرئيس السادات طريقه السريع إلى الشهرة.


ساهم حمدين في إنشاء عدة أحزاب تحمل نفس التوجه، فكان وكيل مؤسسي حزب الكرامة، والحزب الاشتراكي العربي، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، كما أنه مؤسس التيار الشعبي، الذي لم يحقق أي نجاح يذكر في الشارع المصري، شأنه شأن كل الأحزاب التي شارك فيها.


شارك حمدين في عدة تظاهرات ضد سياسات نظام مبارك وفي 2009 قرر خوض الانتخابات الرئاسية، وجمع التوكيلات. لكن- كالعادة- لم يبلغ هدفه.


في الانتخابات الرئاسية التي أجريتُ في 2014، وتنافس فيها أمام المرشح عبدالفتاح السيسي، حل «حمدين» في المركز «الثالث»، بعد الأصوات الباطلة، وحصل على (757 ألفًا و511 صوتًا» مقابل «مليون و40 ألفًا و608 أصوات» باطلة.


عاود حمدين احتجابه عن الظهور، خاصة بعد الفترة التي علا فيها نجم «السيسي» منذ بداية ظهوره على الساحة، ودوره الكبير في إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر، ثم ما لبث وعاد «صباحي» إلى الأضواء تدريجيًا، من خلال الهجوم على سياسات الحكومة، واستغلال أزمة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، المعروفة باسم «تيران وصنافير»، التي وحدت «مطاريد السياسة».


لم ير المرشح الرئاسي «الخاسر» بجدارة أي إنجازات للحكومة، بل إنه يرى أنها تدير مصر بسياسة «تكميم الأفواه»، دون أن يقدم دليلًا مقنعًا على ذلك؛ بل إنه كان يحضر عدة فعاليات للنظام الحالي، الذي يهاجمه؛ ما جعل عدد كبير من الشباب ينفضون عنه، واتهامه بأنه لم يحقق هدفا سياسيا واحدا على مدى تاريخه.


في أحد البرامج التليفزيونية، أكد «حمدين» أنه لن يترشح مرة أخرى لانتخابات الرئاسة، ولكن دلالات ظهوره في المجال العام من جديد لا يمكن أن تتفق مع هذه الرواية، وإن كانت حظوظه السياسية السابقة، كافية بأن «يلزم بيته»!


«السيسي يفقد شعبيته. مصر مقبلة على ثورة جياع. النظام يدير مصر بالفكر القديم. 30 يونيو ثورة. 30 يونيو تصحيح أوضاع».. مصطلحات وعبارات يجيد حمدين استخدامها لمغازلة «الحس الثوري»، وإثبات أنه ما زال على قيد الحياة السياسية، دون أن يكون له وجود حقيقي على أرض الواقع.


وفي الوقت الذي انتفض فيه بعض مؤيديه للدفاع عنه، وجه إليه معارضوه انتقادات لاذعة، متهمين إياه بالرغبة في العودة إلى المشهد الإعلامي، وحل مشاكل مصر «من داخل استوديو مكيَّف».


حمدين «ناصري» أم «إخوان»؟ سؤال ردده معارضو صباحي، خاصة بعد استدعائه القنوات الإخوانية التي تبث من قطر وتركيا، لتنقل التظاهرات المحدودة التي شهدتها نقابة الصحفيين، اعتراضًا على اتفاقية تعيين الحدود البحرية، في الوقت الذي تمارس فيه هذه القنوات التحريض على قتل جنودنا وأبنائنا، وتروج للإرهاب، وتدعم وتمول الإرهابيين.. فماذا يريد صباحي؟.