كثرت تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول دعمه للجماعات والتنظيمات الإرهابية، ومساندته للكيانات التي تمول هذه التظيمات، وآخرها كان تصريحه الداعم "لإخوانه القطريين"، على حد قوله، بعد الحصار الاقتصادي الذي فرضته الدول العربية عليها.

كما أن أردوغان من القلائل الذين لا زالوا يساندون جماعة الإخوان الإرهابية في العام، ويؤكد أنها جماعة فكرية وليست إرهابية، فضلا عن دفاعه عن جبهة النصرة، واستخدامه لإخوان تركيا في دعايته الانتخابية الأخيرة الخاصة بالاستفتاءات الدستورية.

إخوان مصر

أكد أردوغان في أحد تصريحاته ترحيبه بقيادات جماعة الإخوان في مصر، الذين طلبت منهم قطر مغادرة البلاد، موضحا في تصريحات للصحفيين: "الشخصيات الإخوانية البارزة ستكون موضع ترحيب في تركيا إذا رغبت في المجيء"، حسبما نقلت وسائل إعلام تركية.

وتعتبر قطر وتركيا الدولتان الوحيدتان اللتان تدعدمان جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن أقرت مصر أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابي، وكذلك منظمات دولية وحقوقية.

أردوغان الوفي لشعار الإرهابية

وفي مأدبة إفطار مع أفراد من الجيش التركي وأسر للشهداء، رفع الرئيس التركي علامة "رابعة"، أمس، التي تشير إلى تضامنه مع الإخوان، 

وفي تصريح لقناة "العربية" السعودية، قال أردوغان إن جماعة الإخوان "منظمة فكرية وليست إرهابية، ولن إدراجها كمنظمة إرهابية طالما لم تلجأ للعمل المسلح، ولن اسلم قيادات الإخوان الموجودة في تركيا طالما أنهم لم يرتكبوا أعمالا إرهابية".

وردا على سؤال حول رغبة واشنطن فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، الإدارة الأمريكية، أكد أردوغان: “أنا شخصيا لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية"، مضيفا: "هي الآن منظمة مقسمة ومتواجدة فى أماكن مختلفة، لم أر أية ممارسة مسلحة ولو رأيت أى عمل مسلح منهم سيكون موقفى نفس الموقف من المنظمات الإرهابية، وإذا تم معاملتها معاملة الإرهاببين أظن أن ذلك غير صحيح".

أردوغان الداعم لقطر

وتعهد أردوغان بالوقوف بجانب قطر حتى يتم رفع العقوبات عنها، موضحا: "سنقف بجانب اخوتنا القطريين في مواجهة الحصار الاقتصادي"،بحسب شبكة "روبتلي".

وقال الرئيس التركي في عشاء رسمي للحزب الحاكم في اسطنبول إن الدوحة تواجه حصارا اقتصاديا تتزعمه السعودية وحلفاءها.

وصدّق أردوغان رسميا على اتفاقيتين يتم بموجبهما نشر قوات تركية فى قطر، وتدريب قوات الدرك التركية للقوات القطرية هناك، مما يمهد الطريق لإرسال سفن وطائرات حربية تركية إلى الدولة التى تواجه نزاعا دبلوماسيا مع العديد من الدول العربية.

سفن تركيا تحمي قطر

وأوضح مسئولون، في تصريحات نشرتها صحيفة "حرييت" التركية، أنه سيتم تحديد عددًا من السفن والطائرات التركية لإرسالها إلى قطر بعد القيام بعملية فحص للقاعدة المخصصة لتركيا هناك .. لافتين إلى أن فريقًا تركيًا سيقوم بفحص القاعدة التي ينتشر بها حاليا 90 جنديًا تركيا بشكل مؤقت.

وأفاد مسؤلون أتراك بأن ما بين 200 إلى 250 جنديًا تركيًا سيجري نشرهم في غضون شهرين.. كما أشاروا إلى أن الدوحة وافقت مؤخرا على اعتبار القاعدة التركية المؤقتة على أراضيها، قاعدة دائمة.

وكان البرلمان التركى صدّق على الاتفاقيتين فى وقت سابق من الشهر الحالي، وجاء التصويت بعد أيام فقط من قطع عدد من الدول علاقاتها مع قطر بسبب اتهامات بدعم الإرهاب.

إخوان تركيا

اتفقت حكومة أردوغان مع جماعة الإخوان الإرهابية المتواجدة في تركيا على استمرار دعم الأمير القطري، تميم بن حمد، وحكومته، حتى في سياساته التحريضية ضد مصر، وذلك في اجتماع قيادات التنظيم الدولي للإخوان بدولة تركيا، بحضور عدد من كبار الشخصيات بالحكومة التركية.

وفي خلال التعديلات الدستورية السابقة، التي بموجبها أصبح لأردوغان صلاحيات رئاسية أكبر، استعان أردوغان بعناصر من الإخوان المتواجدين في تركيا للترويج للتعديلات الدستورية، عن طريق إلقائهم لخطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، وذلك بالمخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر.

كما استعان الرئيس التركي بالإخواني الهارب، محمد الصغير في القيام بعدة جولات في محافظات جنوب شرق تركيا، لحث المواطنين الأتراك على التصويت بـ "نعم" في الاستفتاء.

ووفقا لصحيفة "الشرق الأوسط"، اتبع أردوغان نفس أساليب الإخوان في الدعاية الانتخابية، وذلك بتوزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين، منم خلال عناصر شبابية تنتمي للحزب التركي الحاكم "العدالة والتنمية".

الجيش السوري الحر

وفي تصريح سابق له، أكد أردوغان أن الجيش السوري الحر يجب أن يكون هو الجيش الوطني في سوريا، وفقا لموقع قناة "روسيا اليوم"، وأضاف في تصريح آخر أن "الجيش السوري الحر ليس تنظيما إرهابيا وإنما حركة مقاومة ولا علاقة له بالتنظيمات الإرهابية".

ويدعم أردوغان ما يقرب من 10 آلاف جندي منشق عن الجيش السوري الوطني في الجيش السوري الحر، سواء دعم مادي أو تسليح، واستعان بهم في عملة "درع الفرات" في مدينة جرابلس ضد التنظيم الإرهابي داعش، التي أعلن نهايتها في إبريل الماضي.

وأضاف الرئيس التركي: "يتهمون الجيش السوري الحر عبر القنوات التلفزيونية بأنه تنظيم إرهابي، إن الجيش السوري الحر يمثل المعارضة المعتدلة داخل سوريا، ولا علاقة له بالتنظيمات الإرهابية بل هو حركة مقاومة تكافح لتحرير أراضيها"، موضحا أن أردوغان أن أنقرة قامت بتدريب عناصر الجيش الحر في إطار برنامج التدريب والتجهير.

جبهة النصرة

ونشرت صحيفة "زمان" التركية، في وقت سابق، وثيقة تركية رسمية تكشف صلة حكومة أردوغان مع "جبهة النصرة"، رغم إدراجها على قائمة التنظيمات الإرهابية.

وتتضمن الوثيقة توقيع وزير الداخلية التركي السابق، معمر جولار، حول دعم تركيا لجبهة النصرة، وذلك بالتزامن مع تواصل أصداء حادث اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة من قبل شرطي تركي، وتردد أنباء عن انتمائه إلى جبهة النصرة.

وتضمنت الوثيقة التي صدرت في 15 مارس 2013، وحملت وزير الداخلية الأسبق في حكومة رئيس الوزراء الأسبق والرئيس الحالي أردوغان، عبارة "يرجى تقديم الدعم لمجاهدي النصرة في الإطار المحدد بالأسفل"، وتم خلالها سرد أوجه الدعم.

ووصف الوثيقة مقاتلي حركة النصرة بـ"المجاهدين"، مؤكدة أن فعالياتهم تتم تحت رقابة جهاز المخابرات التركي، كاشفة أنه تم نقل مقاتلي جبهة النصرة من عدة دول تحت رقابة جهاز المخابرات التركي، كما أشارت إلى أن مقاتلي الجبهة توجهوا إلى سوريا عبر الأراضي التركية.

وطالب وزير الداخلية خلال الوثيقة بلدية هاتاي بتأمين مقاتلي حركة النصرة، وتقديم الدعم اللازم لهم، واستضافتهم في المؤسسات الاجتماعية، وفي مقدمتها المساكن التابعة لرئاسة الشئون الدينية.