كتب ـ هيثم مراد

صيام الرسل واحداً من أهم الأصوام لدى الأقباط إذ يحمل معانٍ روحية سامية ، ولما لا وهو يسبق "عيد العنصرة"، تلك اللحظة التي حلت بها روح المسيح على تلاميذه من أجل استكمال رسالة نشر الإيمان.

وتحتل تلك المناسبة مكانة خاصة داخل نفوس الإخوة الأقباط وتحديداً "أقباط مصر" ، فهي تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس واللذان كانا لهما باعاً طويلاً في استكمال رسالة المسيح فكان لهما الفضل في نشر الإيمان آنذاك، قصتهما تمتلئ بالعديد من المواقف الروحانية لاسيما أنهما من حملا رسالة نشر المسيحية بمصر .

وفى السطور القادمة نتعرف سوياً على مراسم استقبال "عيد العنصرة" عند أقباط مصر .

"العنصرة" هى كلمة عبرية أصلها "عنصريت" وتعنى احتفال أو اجتماع ، ويشير في المفهوم المسيحي إلى حلول الروح القدس حاملة رسائل إلى تلاميذ المسيح من أجل استكمال نشر الإيمان.

وتبدأ مراسم استقبال الأعياد بصوم الرسل والذى يستمر على مدار 37 يوماً، يتم تحديده حسب عيد القيامة فيبدأ الصوم هذا العام في 5 من يونيه ، يتم خلالها القيام بصلوات "السجدة" فضلاً عن تنفيذ الكنيسة لقداس "حلول الروح القدس" ليأتى بعدها الإحتفال بـ عيد العنصرة"، تأتى صلوات "السجدة" تنفيذاً لفكرة اليوبيل أو الحرية والتى كانت تُقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية، ولذلك يتم القداس صباح يوم عيد حلول الروح القدس. مظاهر عديدة تحملها الكنيسة أثناء الاحتفال بعيد "العنصرة" ، وذلك لإحياء ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ، والذي يعد من أهم الأعياد التي تحمل للإخوة الأقباط رسائل المسيح ليكون عيد "العنصرة" بمثابة رسائل "المسيح" لأقباط مصر.

ويؤكد الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، أن لتلك المناسبة طقوسها الخاصة في مصر تحديداً ، وذلك لقيام القديس "مرقس" بنشر الدين المسيحي داخل مصر، فلهو "كاروز الديار المصرية" أى أول من بشر بالمسيحية في مصر قائلاً : نحن أحفاد القديس "مرقس" والذى حمل الدين المسيحي لمصر، لافتاً إلى أن الكنيسية الأرثودكسية تسير على نهجه، موضحاً "عيد العنصرة" يبرز قيمة القديسين فقد تحملوا العذابات من أجل نشر الإيمان ، فضلاً عن تحملهم مشاق الخدمة من أجل إسم المسيح.