التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 03:33 م , بتوقيت القاهرة

صور|فيديو| سر اختفاء "مدفع الإفطار.. اضرب"

الغربية  - محمد سعيد


"مدفع الإفطار .... اضرب" أكثر جملة ينتظر الصائمون سماعها في شهر رمضان، فهي إعلان بانتهاء يوم الصيام بعدها يرفعون أيديهم بالدعاء مع تناول التمور، سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .


يتساءل الكثيرون عن تاريخ مدفع الإفطار ومتى بدأ استخدامه ولماذا نستخدمه حتى الآن رغم كثرة وتنوع وسائل الإعلان عن مواعيد الإفطار والسحور.


القاهرة أول مدينة استخدمت المدفع


تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدامه في هذا الشأن وإن كانت كافة القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان.


وبدأت القصة مع غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ، حيث أراد السلطان المملوكي "خشقدم" أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم، فكانت القاهرة أول مدينة تستخدم  المدافع في رمضان.


مدفع الحاجة فاطمة


عثر في قصر الأميرة فاطمة إسماعيل على مدفع، ما يرجح الرواية التي ترجع عادة مدفع إفطار رمضان في مصر إلى عهد الأميرة ابنة الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر من 18 يناير عام 1863 إلى 26 يونيو 1879.


ويسمى مدفع الإفطار في مصر باسم "مدفع الحاجة فاطمة"، وتتباين روايات المؤرخين حول أسباب تسميته بهذا الاسم، غير أن المدفع الذي عثر عليه في قصر الأميرة فاطمة إسماعيل، يرجح الرواية الأكثر شهرة في هذا الصدد؛ وهي أن المقصود بالحاجة فاطمة التي اقترن اسمها بمدفع الإفطار، الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل.


ذكريات مدفع رمضان في المحلة


ودع أهالي المحلة الكبرى هذا العام مدفع "الحاجة فاطمة" المعروف بمدفع رمضان الذي كان يشق عليه أهالي قرية محلة أبو علي صيامهم كل عام؛ حيث كانت آخر انطلاقه له رمضان الماضي.


ولم يبق من ذكراه سوى بضعة مقاطع مسجلة وعددًا من الصور التي تختزن عبق هذه الذكرى العطرة، يسترجعها الأهالي كل عام مع حلول الشهر المبارك.



موقع المدفع ملهى للأطفال


أما موقع مدفع رمضان في مدينة المحلة، تحول إلى ما يشبه الملاهي الترفيهية حيث اعتاد الأطفال على الخروج في الفترة مابين العصر والمغرب للعب مع أصدقائهم بالصعود على مدفع رمضان والجلوس فوقه والتقاط الصور بجواره كنوع من أنواع الابتهاج والاحتفال بشهر رمضان الكريم والجلوس بجانبه في انتظار إعلانه لأذان المغرب.


ورغم انتهاء العمل بمدفع رمضان إلا أن الأطفال استبدلوا الأمر  بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية بجوار المدفع في أجواء من الابتهاج والفرحة بأذان المغرب ويعد لعبهم على المدفع من الطقوس الرمضانية الجميلة التي تشيع بينهم حالة من الفرحة والإحساس برمضان.


مدفع رمضان ومظاهر الصياممدفع رمضان ومظاهر الصياممدفع رمضان ومظاهر الصيام


5 أعوام غياب


ونفس الأمر في مدينة كفر الزيات فلم يعد مدفع رمضان يعلن عن نفسه مع غروب الشمس للعام الخامس على التوالي، حيث كان يتم نقله مع إعلان دار الإفتاء عن حلول شهر رمضان من ديوان مركز الشرطة إلى شاطئ نهر النيل يظل هناك يمارس دوره لمدة 30 يومًا، إلا أنه لم يتحرك من مكانه وظل ذكرى لملامح شهر الصيام.


وفي مدينة طنطا يتجمع المئات من الكبار والصغار حول مدفع رمضان بمنطقة استاد طنطا الرياضي ويلعب الأطفال قبل موعد آذان المغرب، ويلتقط المواطنون صورا تذكارية على المدفع الذي أصبح هو الآخر ذكرى هذا العام.


سرقوه البلطجية وأعيد مرة أخرى


وكان هناك مدفع آخر بجوار قسم ثان طنطا استولى عليه عدد من البلطجية أثناء أحدث ثورة 25 يناير إلا أنه تم العثور عليه وإعادته مرة أخرى.


أما باقي مراكز المحافظة قطور وبسيون والسنطة وزفتى وسمنود فمكان المدفع بجوار وداخل مراكز الشرطة، صائمًا عن الإطلاق ويكتفي الصائمون بمكبرات الصوت بالمساجد  تعلن آذان المغرب وانتهاء ساعات الصيام.


عادات لم تنقطع


ومازال العديد من مواطني المحافظة يواصلون نشاطهم الخيري على الطرق السريعة وفي محطات السكك الحديدية في انتظار القطارات، حاملين الأطعمة والتمور وزجاجات المياه والعصائر يوزعونها على المسافرين قبل آذان المغرب وحتى موعد الآذان، طالبين الثواب من الله بإفطار الصائمين مما يوزعونه عليهم.