التوقيت الثلاثاء، 16 أبريل 2024
التوقيت 09:32 م , بتوقيت القاهرة

أصوات من السماء| محمد عمران.. غواص في بحر التلاوة

"اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".. قيثارات عذبة ندية وأصوات شجية وروحانية فكانت أصوات من السماء لمقرئين نتذكرهم دائما شوقا واشتياقاُ.. يوميا وحتى انتهاء شهر رمضان نستعرض فب حلقات أبرز مقرئي القرأن الكريم في مصر.


عانق صوته الوميض، يشدو صوته،في طاعة الإله،فيخضع لسكينته خلقه المستمعون، فأصبح بلا منافس غواص في بحر المقامات وسحرها، لذا أشبع العقول قبل القلوب من ينابيع مساحته الصوتيه، وتحولت ظلمة عينيه الي نور يري به ما لم يشاء القدر أن يراه، تغلغل في ثنايا الروح، وبمجرد أن ينطلق صوته مناديا أو قارئا للتلاوة، تشعر أن سنائه قد تجاوز الحدود، ليغرق العالم في الطمأنينة تغذي علي ذكر الله، فتجلت روحه في مساحة النور التي جعلته يقرأ بحضور طاغي، ومن يمعن السمع والمشاعر والأحاسيس في صوت" عمران" يعرف أنه كان شيخا جواده القرآن، ومن يتدبر معانقته للمقامات يشعر بشعور غريب يأسر قلبك ويخفق شوقا خشوعا لله تبارك وتعالى.


كراهيته للوقت


لم يكن الشيخ الكفيف يحب عامل الوقت أثناء تسجيلات الأستوديوهات، لأن الوقت يفسد اندماجه، ويضيق عليه الوصول لمبتغاه في مغازلة المقامات،


وعندما يدعوه أحدا الي المناسبات الدينية ومراسم التأبين، كان يلبي النداء وهو يَطير شوقاً وحنانا إلى المناسبات الدينية ومراسم تأبين الموتى، التي كان يشعر انها نقطة اللقاء الحقيقي مع البشر دون حواجز.


السيرة الذاتية 


من مدينة طهطا محافظة السوهاج، ولد الشيخ الكفيف الذي فقد بصره، ولم يتم عامة الأول من ولادته.


ولذكائه وفطنته وبنعمة الذكاء ولفطنة حَفِظَ القرآن الكريم في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد عبد الرحمن المصري، لينهل من بحور التجويد على يد الشيخ محمود جنوط في مدينة طما.


حفظه للقرآن 


 التحق في اولي رحلاته الي القاهرة،  وهو في سن الحادية عشر الي معهد المكفوفين للموسيقى، ومنه تعلم أصول القراءات والإنشاد الديني، كما اتقن  علم النغم والمقامات الموسيقية وفن أصول الإنشاد على يد الشيخ سيد موسى الكبير، وعلى الرغم من شهرته الكبيرة الل  يُذكَر أن الشيخ عمران لم يُغادر مصر إلا لأداء مناسك الحج.


طريق الشهرة 


أجبرت قسوة الحياة الشيخ محمد عمران على العمل بشركة حلوان للمسبوكات قارئا في مسجدها، لينطلق بعدها الي 


الإذاعة المصرية بعد أن زاغ صيته، ليتم عمل إختبار له واعتماده مبتهلا بعد نجاحه بتفوق وتميز في امتحان الأداء.


لتسجل معه الإذاعة العديد من الإبتهالات والأناشيد، من بينها تسجيل لإبتهال أسماء الله الحُسنى، وفي بدايات السبعينيات قام محمد عبدالوهاب، وسيد مكاوي, وحلمي أمين بتلحين العديد من الأناشيد والإبتهالات الدينية له، حظيَ الشيخ عمران بمجموعة من التسجيلات للإذاعة المصرية، وإذاعة أبو ظبي، وإذاعة سلطنة عُمان، البحرين.