تراجعت معدلات نمو التجارة العالمية خلال العام السابق بشكل واضح، حيث وصلت إلى 1.3% ثم 1.7 في نهاية هذا العام، طبقاً لتقارير منظمة التجارة العالمية، التي أكدت أن هذه المعدلات نمت بشكل بطيء معتدل، الأمر الذي وضعته هيئة قناة السويس ضمن اعتبارات سياستها التسويقية للمساهمة في تنمية أعمال التجارة العالمية وتسهيل التبادل التجاري بين الدول من خلال الممر الملاحي الذي يربط الشرق بالغرب.

قناة السويس وقناة السويس الجديدة التي وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأنها هدية المصريين للعالم، كنوع من المساهمة في تنمية التجارة العالمية، وهو ما دفع خطوط الملاحة البحرية لاختيار قناة السويس كبديل استراتيجي يمكن الاعتماد عليه، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح، السطور القادمة توضح أسباب هذا التغيير، ولماذا تتخذ شركات الملاحة البحرية قرارها باختيار المجرى الملاحي لـ قناة السويس كبديل لأي طريق آخر.

ولتوضيح الفارق أشار الفريق مهاب مميش رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، إلى أن الهيئة تستهدف زيادة أعداد السفن العابرة من القناة، معتمدة على حجم الوفر الذي تحققه القناة والذي يصل إلى 12 يوم في زمن عبور السفينة، بما يحقق للشركة المالكة للسفين وفراً في الوقود وفي تكلفة التشغيل، مشيراً إلى أن عائدات القناة جراء السياسات التسويقية والحوافز التي تمنحها الهيئة للخطوط الملاحية بلغت 670 مليون دولار، وذلك من عبور 3200 سفينة خلال الفترة من يناير 2016 وحتى نهاية مايو 2017.

ومن جانبه، أشاد الكابتنZejko Pulic ، ربان سفينة "CMA CGM LOIRE" بالسياسات التسويقية التي تتبعها إدارة هيئة قناة السويس، والتي وصفها بـ "المرنة" مؤكداً أن هذه السياسيات كانت هي السبب الرئيسي في قيام الشركة المالكة بتحويل مسار سفن “CJX” إلى عبور قناة السويس بدلاً من رأس الرجاء الصالح، التي كانت تعتمد عليه في السابق.

وقال إن الاعتماد على قناة السويس يجعل رحلة الابحار أكثر أماناً وأقل مسافة بما يساهم في وصول السفينة إلى وجهتها بشكل أسرع، مشيداً بالدور الذي يلعبه مرشدي القناة خلال رحلة عبور السفن للمجرى الملاحي، حيث يتمتع المرشدون بكفاءة عالية.

وأكد أن قناة السويس الجديدة، حققت مكاسب كثيرة لشركات الملاحة العالمية من خلال تقليل زمن الانتظار وتقليل زمن العبور بقدر كبير، مشيراً إلى ان عدد السفن المملوكة لشركة "CMA CGM" الفرنسية وصل إلى 800 سفينة تعبر قناة السويس سنوياً.

كما أشار الفريق أسامة ربيع نائب رئيس هيئة قناة السويس، إلى أن الهيئة تعمل على جذب عملاء جدد من خلال التطوير المستمر للمجرى الملاحي ومنح بعض التخفيضات المدروسة بدقة من جانب الوحدة الاقتصادية بعد دراسة اقتصاديات سوق النقل البحري، وحساب وفورات السفن بما يمكن الهيئة من تقديم خدمة مميزة وتنافسية، خاصة بعد افتتاح قناة السويس الجديدة والتي اختصرت 11 ساعة من زمن عبور السفن، مؤكداً أن الهيئة تولي اهتماما كبيراً بسوق الحاويات العالمية، حيث تخطط الهيئة لجذب خطوط ملاحية اخرى بما يزيد من موارد مصر من العملة الصعبة.