التوقيت الخميس، 25 أبريل 2024
التوقيت 11:45 ص , بتوقيت القاهرة

مافي مرمرة.. أسطول يحكي "الصراع الوهمي" بين إسرائيل وتركيا

تتجدد اليوم ذكرى أسطول الحرية "مافي مرمرة" الذي غير بوصلة العالم نحو الحريات والعلاقات الاستراتيجية، ويشهد قطاع الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة التركية (IHH) اليوم الأربعاء، إحياء الذكرى السنوية السابعة لحادث الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، عام 2010، خلال توجهها لكسر الحصار عن القطاع.


إسرائيل تبيد المساعدات الإنسانية


مافي مرمرة سفينة تركية أبحرت ضمن أسطول الحرية الذي انطلق صوب غزة حاملة للعديد من المؤن والمساعدات، لفك الحصار الذي فرضته إسرائيل عليها، وما إن اقتربت السفينة من شواطئ غزة فوجئت بطوق إسرائيلي يقوضها من كل الجهات، وبدأ اقتحام القوات الإسرائيلية للسفينة، ما أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك، واعتقال آخرين.


مافي مرمرة


بررت إسرائيل موقفها بحجة أن السفينة أبحرت بدون الحصول على إذن رسمي، وعلى إثر هذه الحادثة توترت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بشكل كبير، وتم نقل ملف القضية إلى المحافل القضائية الوطنية والدولية، في تركيا والولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وغيرها من البلدان، كما تم نقل الملف على الصعيد الدولي إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.


وفي عام 2012 تم رفع دعوة ضد إسرائيل في النيابة العامة بولاية إسطنبول.


"مافي مرمرة" تكسر شوكة إسرائيل


الاحتجاجات الدولية التي أعقبت الحادثة كان لها بالغ الأثر في دفع إسرائيل نحو التخفيف من حصارها الضي فرضته على قطاع غزة براً وبحراً وجواً منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية 2006.


قبل عام 2010 لم تكن إسرائيل تسمح بمرور سوى 10 شاحنات محملة بالبضائع إلى قطاع غزة، ولكن بعد حادث مرمرة سمحت إسرائيل بزيادة عدد الواردات لتصل لـ 200 - 300 شاحنة يومية.


ضحايا مافي مرمرة


ويقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن سفينة مرمرة استطاعت أن تكسر الحصار الإسرائيلي، وأضاف عبده قائلاً: "الدم التركي وما قدمه المتضامنون من تضحيات، أجبر المجتمع الدولي على اتخاذ مواقف أكثر جرأة، تطالب إسرائيل بالتخفيف عن معاناة قرابة مليوني فلسطيني يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم.


كما شهد معبر رفح رواجاً واسعاً في حركة الدخول والخروج بعد حادث السفينة، وبحسب إحصائية لوزارة الداخلية، فإن العمل على معبر رفح بدأ في التحسن عام 2010 مقارنة بالأعوام التي سبقتها، إذ كان إجمالي العابرين الفلسطينيين حوالي 167 ألف في كلا الاتجاهين، وكان العام الذي سبقه 2009 قد سجل سفر نحو 60 ألف مسافر.


"مرمرة" لا تغيب عن بال العلاقات الإسرائيلية التركية


على مدى عقود كانت تركيا أكثر حلفاء إسرائيل في المنطقة، حيث استغلت إسرائيل العزلة التي عاشتها تركيا والتوتر بينها وبين البلاد العربية، لتنجح إسرائيل في بناء علاقات ذات طابع استراتيجي وبفضل هذه العلاقة، تعاظم التعاون الاستخباري والأمني بين الجانبين، وظلت تركيا أكبر مستورد للمنتجات العسكرية الإسرائيلية؛ حيث بلغ متوسط حجم ما تستورده أنقرة من السلاح سنوياً مليار دولار سنوياً؛ في حين تحولت أجواء تركيا ومياهها الإقليمية إلى ساحات تدريب لسلاحي الجو والبحرية الإسرائيلية، إلى أن بدأ الحصار على غزة فتوترت العلاقات بين البلدين، وزادت حدة الخلاف عقب حادث سفينة "مرمرة".


إسرائيل وتركيا


ظلت إسرائيل الرسمية ترفض بشدة مبدأ الاعتذار لتركيا وتقديم تعويضات لعوائل القتلى الأتراك. وقد عزز الموقف الإسرائيلي هذا ما جاء في تقرير " بلمار " الدولي، الذي حقق في أحداث أسطول الحرية، وقرر إن إسرائيل تعاملت في هذه الأحداث وفق القانون الدولي، لكنها استخدمت " قوة غير متناسبة " في ممارسة هذا الحق، في الوقت الذي وجه التقرير انتقادات حادة لسلوك منظمة الإغاثة التركية الإنسانية التي شاركت في تنظيم


وبفضل تدخل السلطات الأمريكية وإدارة الرئيس باراك أوباما لتصليح العلاقة بين البلدين، لما كانت العلاقات الإسرائيلية التركية عادت لمجراها، حيث رأت الولايات المتحدة أن مصالحها في المنطقة تقتضي بإنهاء الخلاف التركي الإسرائيلي  على اعتبار إن إبقاء العلاقة بين أوثق وأقوى حليفين للولايات المتحدة على وضعها الحالي يعني تقليص قدرة الولايات المتحدة على تأمين مصالحها في المنطقة.


والأن تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية انفراجة واضحة حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية  عن أن وفدا تركيا رفيع المستوى يزور إسرائيل حاليا من أجل توطيد العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية وخاصة في مجال السياحة، كما زار وزير السياحة التركي، نافي أفكي، إسرائيل لحضور معرض السياحة الدولى الذى نظمته إسرائيل، من أجل توطيد العلاقات فى هذا الصدد، بعد اتفاق المصالحة الذى أبرمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الحكومة الإسرائيلية.