التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 06:10 م , بتوقيت القاهرة

الخلاف بين الجماعة الإسلامية والإخوان.. حقيقة أم مناورة؟

كتب:حسن الخطيب


في الوقت الذي تهاجم فيه جماعة الإخوان الإرهابية، حلفائها من الجماعة الإسلامية، على خلفية تجاهل طارق الزمر، الرئيس الجديد لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، والهارب إلى قطر، للرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته، فى بيان تنصيبه رئيسا للحزب، دشن فرع الجماعة في لبنان، مؤتمرا تنظيميا داخليا، مصدرا وثيقة تضمنت رؤية الجماعة داخليا وخارجيا، والتأكيد على تحالفها مع الإخوان.


وقد عقدت الجماعة الإسلامية ذات المرجعية الإخوانية’ مؤتمرها في البيال ببيروت، بمشاركة عدد من الشخصيات القيادية في لبنان، أبرزهم طارق الخطيب ممثل رئيس الجمهورية ميشال عون، ومحمد قباني ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري، استرضاءا للإخوان.


وقد ركزت الوثيقة الجديدة للجماعة الإسلامية، والتي حملت عنوان "رؤية وطن"، أربعة محاور أساسية جميعها متصل بجماعة الإخوان الإرهابية، وهي البناء القيمي، والبناء المؤسسي، والبناء المجتمعي، وبناء الدولة، وهوما أكده الأمين العام للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي في المؤتمر، بقوله "جذورنا إخوانية وفكرنا إخواني".


فيما أكد القيادي في الجماعة الإسلامية بلبنان زهير العبيدي في تصريحات سابقة له، على هامش انعقاد المؤتمر، أن جذور الجماعة الإسلامية إخوانية، وفكرها أيضا إخواني، وننتمي بالفكر والتاريخ الى حركة الإخوان المسلمين، ولم نتخل مطلقا عن الفكر الدعوي الذي بعثه الإمام حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين.


وعلى الجانب الآخر، وفي مناورة إخوانية جديدة، برزت بعض قيادات الإخوان في تركيا وقطر،  بمهاجمة الجماعة الإسلامية، لإظهار أن هناك خلاف بين الإخوان والجماعة الإسلامية، حيث شن حمزة زوبع، القيادي الإخواني الهارب، والمتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، هجوما عنيفا على الجماعة الإسلامية، وحزبها، معتبرا قيام حزب البناء والتنمية باختيار طارق الزمر رئيسا للحزب بمثابة بيع الجماعة الإسلامية للإخوان، متهما الزمر، بأنه باع عهده مع الرئيس محمد مرسى، ويحاول هو وجماعته العودة للمشهد السياسى من خلال تقديم تنازلات يظن أنها ستحقق هدفه، فيما اتهمت آيات عرابى، الحليفة الإخوانية في تركيا، الجماعة الإسلامية بالخيانة، إثر بيان تنصيب الزمر رئيسا للحزب، الذي لم يذكر فيه مرسي أو الإخوان علانية.


واعتبر بعض خبراء الشؤون والحركات الإسلامية أن مايحدث بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان الإرهابية، إنما هي مناورة من أجل إظهار الجماعة الإسلامية في صورة "الفتاة العفيفة" التي عادت لرشدها، لتكون ذراعا داخليا للجماعة في مصر.


وقال الدكتور محمد جمعة الخبير في شئون الحركات والجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مايتردد بأن الإخوان والجماعة الإسلامية على خلاف، أو أن الجماعة تخلت عن تحالفاتها مع الإخوان إنما هي أكذوبة، يسعى الإخوان إلى إظهارها كمناورة منهم، لتظهر الجماعة الإسلامية بمظهر الخلاص من الفكر الإخواني، مستدلا ببيان الحزب الذي أكد فيه على احترام الدولة ومؤسساتها.


وأشار الخبير في شؤون الحركات والجماعات الإسلامية، أن الجماعة الاسلامية من أكبر حلفاء الإخوان، ولايمكن أن يتخلوا عن الإخوان، لأن بينهم ارتباطات متعددة، وما ظهر على المستوى الداخلي بأن الجماعة والإخوان على خلاف، فعلى المستوى الخارجي أقام فرع الجماعة بلبنان مؤتمرا للإعلان عن الوثيقة الجديدة يعلنون فها عن استرضاء الإخوان.