التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 05:16 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا أنا إرهابي؟

أصبحت أخبار سقوط الشهداء من الشرطة المدنية والقوات المسلحة المصرية من الاخبار التي تتكرر على أسماعنا، وهو الأمر الذي يدمي القلوب ويحرق الروح بالحزن ويوجع الأسر التي تفقد فلذات اكبادها من أجل الوطن.


ولأن الإرهاب يبدأ فكرة، ومن ثم تأتي هنا أهمية الكتب التي تناقش هذا الفكر الأسود وتحلله وتضعه تحت مجهر العقل.


من هنا تأتي أهمية كتاب "لماذا أنا إرهابي، ولماذا أنت كافر"، للدكتور محمد داود أستاذ اللغة والدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس ورئيس جمعية المعرفة، والصادر مؤخرا عن دار نهضة مصر والكتاب مهدى إلى الشبــاب (إلى شباب نسيناهم وأهملناهم حتى بحثوا عن الحياة في الموت) فأتساءل شباب مَن هؤلاء الشباب؟! أبناء مَن؟! مَن رباهم؟! ومَن علَّمهم؟! مَن المسئول عما وقعوا فيه؟!.


حتى إذا ما انتهيت من قراءة الكتاب، تأكد يقيني أنه حينما يكون الشباب في أزمة، يكون مستقبل الوطن في أزمة.


لقد فحص الكتاب بلغة صريحة وجريئة العديد من القضايا التي قدم علي أساسها ورقة علاج مهمة منها العلاج الأمثل للغلو، وما يؤدى إليه من عنف وإرهاب داخل المجتمعات الإسلامية من خلال بناء الوعي الصحيح، وإحياء علم المقاصد، والتفكير العلمي، واعتماد الدليل العقلي والدليل العلمي، وإحياء ثقافة الحوار، والتعددية الفكرية، وقيم الإبداع والجمال في القرآن والسنة.


ومن الأهمية بمكان ملء الفراغ الفكري لدى الشباب حتى لا يملأه غيرنا بما يخدم مصالحه.


عرض الكتاب في مجمله العديد من الإشكاليات والحلول لكيفية مواجهة فكر الإرهاب الذي يستغل الشباب ليكون بيئة خصبة وحاضنة نشطة لهذا الفكر الهدام مؤكدا على ضرورة إزالة الصدام بين المؤسسات التي تعمل في جانب الفكر والمعرفة وبناء القيم "الأزهر الشريف"، وزارات الثقافة والأوقاف والتعليم "، واجتماع هذه المؤسسات على رؤية تجمعها، في تعاون وتناغم، وإلا فنحن نشرذم شبابنا ونصنع الانقسام في المجتمع بأيدينا.


وحين تتناغم جهود وزارة الثقافة مع وزارة التربية والتعليم مع الأزهر الشريف ومؤسساته يمكننا بحق أن نقضي على حالة الصراع الفكري الذي وصل لحد الاتهامات والتعالي والتنافر، فالاختلاف شيء والتنازع والصدام والصراع شيء آخر.


علاج المشكلات الاجتماعية من فقر ومرض وجهل، وعلاج البطالة وأمراضها، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع دون انحياز لمصالح فئة أو تيار أو حزب، لأن المساواة في الحقوق والواجبات واجب أساسي في الإسلام وهو من حقوق الإنسان، فالعدل أساس الملك، والشورى عماد نظام الحكم في الإسلام، وذلك حتى ينعم المجتمع بالأمن المنشود، فالأمن في العدل، والاضطراب في الجور والظلم.


يأتي تحرير المصطلحات الشرعية وضبطها بضوابط واضحة حتى لا يستغلها هؤلاء المغالون والمفسدون في الأرض، وذلك مثل مصطلح الجهاد، ودار الحرب، ودار الإسلام، وغيرها من المصطلحات التي تثار على الساحة الإسلامية ولها تأثيرات قوية، والمواجهة العقلية والعلمية لكل ما يثار من أسئلة خاطئة وشبهات باطلة.


تطوير المناهج الدينية في جميع المراحل التعليمية لتخاطب إنسان العصر، والاهتمام والعناية بإعداد وتدريب الأئمة وعلماء الدين وأساتذة التربية الدينية، وتشجيعهم ودعمهم ليكونوا قدوة حسنة لطلابهم وأبنائهم.


فتح باب الحوار الديني لمناقشة الآراء التي فيها غلو وتشدد وبيان فساد هذه الآراء بالفكر والحجج الواضحة، وهذا يتحقق من خلال إتاحة منابر التوعية بمختلف صورها لعلماء الدين الوسطى الصحيح.


تلك الكتب تساعد بشكل مباشر في دعم الحرب ضد الإرهاب وزيادة الوعي لأجيال تعد بمثابة صمام المان لهذا الوطن ومستقبله.