التوقيت السبت، 20 أبريل 2024
التوقيت 06:17 ص , بتوقيت القاهرة

وجه النصر

سأبدأ برواية قصة قصيرة.. فأعطونى من اهتمامكم فقط دقيقة.


كان هناك إمبراطورا في اليابان يقوم بإلقاء قطعة نقود معدنية قبل كل حرب يخوضها.. فإن جاءت صورة يقول للجنود " سننتصر" وإن جاءت كتابة يقول لهم " سنتعرض للهزيمة".. لكن الملفت في الأمر أن هذا الرجل لم يكن حظه يوماً كتابة.. بل كانت دوماً القطعة تأتي على الصورة، وكان الجنود يقاتلون بحماس حتى ينتصروا.

مرت السنوات وهو يحقق الانتصار تلو الأخر.. تقدم به العمر فجاءت لحظاته الأخيرة وهو يحتضر.. فدخل عليه ابنه الذي سيكون إمبراطوراً من بعده وقال له: "يا أبي، أريد منك تلك القطعة النقدية لأواصل وأحقق الانتصارات".


 فأخرج الإمبراطور القطعة من جيبه، فأعطاه إياها فنظر الابن، الوجه الأول صورة وعندما قلبه تعرض لصدمة كبيرة فقد كان الوجه الأخر صورة أيضًا، فقال لوالده: "أنت خدعت الناس طوال هذه السنوات.. ماذا أقول لهم الآن..أبي البطل مخادع؟".

فرد الإمبراطور قائلاً : "لم أخدع أحداً ... هذه هي الحياة عندما تخوض معركة يكون لك خياران.. الأول هو خيار الانتصار والخيار الثاني.. الانتصار أيضًا، الهزيمة تتحقق إذا فكرت بها، والنصر يتحقق، إذا وثقت به".

***
 انتهت قصتنا التى رأيت أن ابدأ بها مقالي لهذا الأسبوع، والتي أرى أنها درس يجب أن يتم تدريسه على منابر الاعلام .. في المدارس والهيئات التعليمية، المؤسسات الادارية وجميع مؤسسات الدولة باختلاف مجالها، مصر الان تمر بمرحلة يجب أن يكون بها مائة مليون جندى مقاتل هم عدد أفراد شعبها.


وهذا الشعور لن يُبث في عقول وأرواح أفراد الشعب إلا من خلال الاعلام والتعليم، قلت ذلك من قبل مرار وتكرار.. الاعلام هو الذي يبث انطباع الهزيمة أو النصر، التعليم هو الذي يرسخ معاني الانتماء أو الخيانة والاستهتار، لم أتي بجديد فى هذا المقال سوى إنه مرفق بقصة تؤكد فى عقولنا اننا في مرحلة مهمة لا خيار لنا فيها إلا الانتصار.


الانتصار على التعصب والارهاب والظلامية.


الانتصار على الجهل.


الانتصار على الفقر والكسل وعدم الإنتاجية.


الانتصار على حرب اقتصادية تريد اخضاع مصر واذلالها.


الانتصار على الفساد الداخلي والعبث بمقدرات الدولة.


الانتصار على سلوكيات استهلاكية مستهترة وسلوكيات لا تليق بحضارة مصر.


الانتصار على عدو خارجى متربص من جميع الجهات ويخدع عقول شبابنا بالأحلام الزائفة.


الانتصار على حروب نفسية تتجدد يوميا تنهش فى نفوس أفراد الشعب فتجعله عرضه للضعف والتراخي وعدم الطموح في الغد.


الانتصار على السلبية .. بل الانتصار على اليأس والهزيمة ذاتها.


هذه جميعها حروبنا التى تواجهها مصر فى آن واحد.


***


هناك حقيقة علمية تؤكد لنا أن العقل يصدق ماتم برمجته عليه.. فاذا تم برمجه عقول الشباب على سبيل المثال وهم الفئة الأكثر أهمية فى مجتمعنا على أنه لديهم القدرة للتغلب على الصعاب والنجاح ...فسوف يكون لهم ذلك.

وإذا تم برمجة عقل الشعب على أن لديه القدرة التغلب على كل الازمات سوف يكون له الفوز والانتصار والمعيشة الأفضل. لن يكون لنا النصر إلا بأن نثق فى أنفسنا.. قياداتنا.. جيشنا.. فتكون لنا الغلبة.. المهم أن نث .. فليس لدينا خيار.. وليس لدينا للعملة إلا وجه واحد.. هو وجه النصر.