التوقيت الأحد، 05 مايو 2024
التوقيت 04:24 ص , بتوقيت القاهرة

"أبو سمرة السكرة" سوق "الحلاوة" المجهول.. 5 قصص في بروجرام واحد

الشاعر/ محمد حلاوة
الشاعر/ محمد حلاوة

" كل يوم باستنظره أملي عيني بمنظره"، "أبو سمرة السكرة" تلك الأغنية التي انتشرت كالنار في الهشيم وقتما غناها محمد قنديل، بل وظلت واحدة من أشهر أغانيه وأجملها، ولكن لماذا كتبت الأغنية وفيمن كتبت؟ من هو "أبو سمرة" الذي "فات وعدى ولا لسه يا ترى؟".


الأغنية في اغلب المواقع منسوبه للشاعر مرسي جميل عزيز، ولكنها في الحقيقة من كلمات واحد من أهم شعراء الاغنية في جيله، وهو الشاعر "محمد حلاوة" ولكنه بسبب ابتعاده عن الإعلام لدرجة أنه لم يجرى حوار صحفي واحد طيلة حياته، سقط تماما من ذاكره اغلب متذوقي الغناء في مصر والعالم العربي، بل نسبت بعض اغانيه لأخرين، والاغنية من تلحين صديقه ورفيق دربه الموسيقار الكبير محمد الموجي، ولكن قبل الحديث عن أبو سمره السكرة، لابد أن نعرف من هو محمد حلاوة.



محمد حلاوة من مواليد يوم 27 ديسمبر عام 1927 بحي كوم الدكة بالإسكندرية، انتقل في أوائل الاربعينات مع اسرته إلى القاهرة وتخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة وثم عمل كموظف في مصلحة البريد قبل ان يستقيل منها ويتفرغ للعمل كشاعر غنائي ثم، عين كمشرف على متحف الموسيقى، ولكنه استقال منها أيضا وتفرغ للكتابة.


بدأ حلاوة رحلته في عالم الأغنية في نهاية الأربعينات حيث اذيعت أولى اغانيه والتي كانت بعنوان " انا بنت الريف المصرية" غناء المطربة فاطمة علي وألحان الموسيقار احمد صدقي، ثم اغنية " املى القناني ورد" غناء نفس الصوت، قبل أن يكتب للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، اغنية " لو كنت يوم على قلبي تهون" والتي لحنها محمد الموجي، وهنا بدأت العلاقة القوية بين الموجي وحلاوة.



بعدها علم جميع من في ساحة الطرب ان هناك شاعر غنائي شاب، لا يشق له غبار يدعى محمد حلاوة، فغنى له العديد من المطربين وعلى رأسهم وأولهم المطرب محمد قنديل، ومن أشهر أغاني قنديل وحلاوة " أبو سمرة السكرة، سماح"، اغنية سماح تحديدا كانت لها قصة غريبة.


حينما تقدم بها محمد حلاوة للجنة الاستماع في الإذاعة والتي كان يرأسها وقتها الشاعر أحمد رامي، رفضت الاغنية ورفضها رامي، ولكن الاغنية كانت قد لحنت وتم تسجيلها على أسطوانة بالفعل، ولكن لم يتم توزعها وقتها، وحينما طرحت الأسطوانة في السوق نجحت نجاحا كبيرا، لدرجة ان محمد حلاوة سمى ابنته " سماح" لحبه لتلك الاغنية.



"سهم العوازل طالع ونازل يحسد حبايب فرحوا بهواهم"


بهذه الكلمات تغنت سعاد مكاوي من ألحان محمد الشريف في اغنية " لما رمتنا العين" وبهذه الكلمات أيضا، صاغ الشاعر محمد حلاوة، قصة حبه الأولى، حينما أحب أبنة الجيران واحبته ولكن حينما علم أهلها بالأمر رفضوا وقاموا بتزويجها من رجل اخر، لتمر أعوام طويلة حتى لحنها الشريف وغنتها سعاد مكاوي.



ومن اغانيه أيضا، "حبيبي وعينيا" ألحان وغناء محمد فوزي، "القلب بيتنهد" ألحان كمال الطويل وغناء ليلى مراد، واغنية "الحليوة فين" ألحان محمد الموجي وغناء صباح، وغيرها من الأغنيات للعديد من المطربين والمطربات في الوطن العربي.


حلاوة أيضا هو صاحب الأغنية الرمضانية" حالو يا حالو" وقصة تلك الاغنية ان في ليله رؤية هلال رمضان وكان الموجي وحلاوة في تسجيل حلقة إذاعية لبرنامج موسيقى، وطلبت مقدمة البرنامج كلمات عن رمضان فكتب حلاوة " حاللو يا حاللو، رمضان كريم يا حاللو" ولحنها محمد الموجي في لحظتها، واذيعت وأصبحت واحدة من أشهر أغنيات رمضان.



ولكن اين أبو سمرة السكرة في كل هذا، يقول اللواء قدري حلاوة، شقيق الراحل محمد حلاوة في حوار في مجلة صباح الخير مع الصحفية ورد الغنام، إن الشاعر محمد حلاوة وعائلته كانوا من سكان شارع سلامة في السيدة زينب وكان الشارع ينتهي بسلم حجري يصل بين الشارع وشارع قلعة الكبش، وكان حلاوة يعتاد النزول من المنزل في وقت "العصرية" لشراء سجائر، وكل يوم كان يقابل فتاة سمراء ممشوقة القوام مليحة الوجه تلف حصرها بملاية لف، تمر بجواره وتبتسم، وفي احد الأيام ذهب كالعادة ولكنها لم تأتي، ليعود إلى منزله ويكتب " أبو سمرة السكرة، أبو ضحكة منورة، النهاردة فات وعدى، ولا لسه يا ترى".


وفي 25 يونيو عام 1984، توفي الشاعر محمد حلاوة، لتظل اعماله على لسان الجميع وفي ذاكره الناس، دون ان يذكروا صاحب " سوق الحلاوة" الذي "جبر" من بعده.