التوقيت السبت، 27 أبريل 2024
التوقيت 07:42 ص , بتوقيت القاهرة

صوفى أبو طالب.. ابن الفيوم الذى تولى رئاسة الجمهورية لمدة 8 أيام

الفيوم- محمود أبو العيد:


الدكتور صوفى أبو طالب ابن محافظة الفيوم والذى عشق التواضع فى بيته مع أبنائه وأسرته وفتح منزله بمسقط رأسه قرية أبو طالب التابعة لمركز طامية بالفيوم للبسطاء واهتم بمشاكل الفقراء ولم ينقطع عن زيارة قريته أسبوعيًا يومى الخميس والجمعة بصفة مستمرة حتى وافته المنية فى ماليزيا عام 2008 عن عمر يناهز 83 عامًا.


 ولد الدكتور صوفى أبو طالب فى 27 يناير عام 1925 بقرية أبو طالب التابعة لمركز طامية بمحافظة الفيوم، وتلقى تعليمه فى محافظتى الفيوم وبنى سويف.


نشأ "أبو طالب" فى القرية وتعلم فى المدرسة الأولية فيها والكتاب، ثم درس الابتدائية فى مدينة الفيوم ولم يجد لجنة شهادة إتمام الشهادة الابتدائية بالمحافظة وقتها لأن الحد الأدنى كان 25 تلميذ، واضطر إلى امتحان الابتدائية فى محافظة بنى سويف ويعتبرها محافظة صاحبة فضل عليه، ثم التحق بالمدرسة الثانوية بمحافظة القاهرة وكان ترتيبه الأول على محافظتى الفيوم وبنى سويف، والتحق بعدها بكلية الحقوق بعد إصرار والده على الالتحاق بها، وكان يرغب فى دخول كلية الآداب قسم التاريخ ولكنه لبى رغبة والده وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1946 وتخصص فى دراسة تاريخ القانون ثم حصل على دبلوم القانون العام من نفس الجامعة عام 1947 وبعد ذلك تم إيفاده فى بعثة إلى فرنسا وإيطاليا عام 1948 حيث حصل على دبلوم تاريخ القانون والقانون الرومانى من جامعة باريس عام 1949 وحصل على دبلوم القانون الخاص من نفس الجامعة عام 1950 ونال درجة الدكتوراة من جامعة باريس عام 1952 .


وفى نفس العام حصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراة من جامعة باريس وتولى رئاسة قسم تاريخ القانون بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 ثم عين مستشارا بجامعة أسيوط للعامين الدراسيين 66 و 67 وعين رئيسا لجامعة القاهرة طوال الفترة من عام 1975 وحتى عام 1978.
 
وفى عام 1976 انتخب عضوا فى مجلس الشعب، وفى بداية الدورة انتخب رئيسا للمجلس حتى نهاية الدورة فى إبريل عام 1979 وفاز للمرة الثانية فى انتخابات الدورة الجديدة لمجلس الشعب عام 1979 وأعيد انتخابه رئيسا للمجلس فى أولى جلساته.
 
وتولى الدكتور صوفى أبو طالب منصب رئيس جمهورية مصر العربية لمدة 8 أيام عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وظل فى منصبه حتى تسلم الرئيس مبارك مهام منصبه فى 14 أكتوبر 1981 ، ويذكر الدكتور صوفى أنه فى خلال فترة توليه الحكم لم يوقع أى قرارات ولكنه ظل طوال حياته يؤكد على أن منصب الرئيس ليس سهلا ويتطلب رجلا يعمل طوال 24 ساعة.
 
وفى أول تصريح تلفزيونى له عقب توليه منصب مهام الرئيس وقت الاستفتاء، قال "أن الاستفتاء اليوم ليس مجرد استفتاء على مجرد انتخاب رئيس جمهورية ولكنه استفتاء على سياسة مصر كلها التى أرسى أسسها الرئيس الراحل أنور السادات والنظرة المستقبلية أن الواضح أمامى أن السادات خلف تراث وإنجازات ضخمة جدا من بينها تحرير الأرض وتحرير الإرادة المصرية والتعمير والبناء والأمن والأمان واحساس الإنسان بكرامته وانسانيته وسيأتى قبل كل هذا أنه ترك جيل من الرجال هو جيل أكتوبر".
 
وكان للدكتور صوفى أبو طالب منذ توليه رئاسة مجلس الشعب وحتى وفاته دورا بارزا فى صنع القرار السياسى فى مصر وشارك فى العديد من المؤتمرات الدولية والتقى بالعديد من رؤساء الدول العربية والأجنبية وتناقش وتحاور فى العديد من القضايا التى تهم مصر من منطلق حبه وانتمائه وإحساسه بالمسئولية نحو الوطن والمواطنين، وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين تقديرا لدوره البارز فى النواحى السياسية والاجتماعية والتعليمية والأدبية.   
 
وكان أخر لقاءات الدكتور صوفى أبو طالب أثناء حضوره الملتقى الإسلامى العالمى لرابطة خريجى الأزهر حول العالم فى ماليزيا والذى عاد منه مؤمنا بقضاء الله وقدره وكان له قلبا يمتلىء بحب الناس عامة وحب أبناء الفيوم خاصة حيث ظل يرعى أبناء الفيوم بجامعة القاهرة حتى تمكن من إصدار قرار جمهورى بإنشاء فرع لجامعة القاهرة فرع الفيوم حيث كانت كلية التربية أولى الكليات التى أنشات بالفيوم، وتكريما لدوره البارز بالجامعة سمى أكبر مدرج بكلية التربية باسمه ثم توالت الكليات إلى أن اصبحت جامعة الفيوم مستقلة.



توفى الدكتور صوفى أبو طالب فى ماليزيا 21 فبراير  2008 عن عمر يناهز 83 عاما وخرج جثمانه من مسجد أل رشدان ثم توجه إلى جامعة القاهرة حسب وصيته الأخيرة قبل وفاته أن يخرج جثمانه من جامعة القاهرة ثم توجه بعد ذلك إلى مثواه الأخير بقرية أبو طالب بمركز طامية وسط العديد من محبيه.