التوقيت الجمعة، 19 أبريل 2024
التوقيت 02:01 ص , بتوقيت القاهرة

المناوي يكشف كواليس تنحي مبارك في الذكرى السادسة: "هو من أقنع نفسه بالقرار"

كشف عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري سابقًا، في الذكرى السادسة لتنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، كواليس رحيله عن الحكم، قائلًا: "الأحداث الأكثر سخونة كانت يوم 10 فبراير، اليوم السابق لخطاب التنحي، حيث تلقيت اتصالا تليفونيا من أحد المسؤولين بالجيش، أبلغني فيه أن هناك بيانا هاما من المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيصل للتليفزيون لإذاعته، وطلب مني عدم إطلاع أحد عليه وتحديدا القصر الرئاسي".


وقال "المناوي"، في حوار لشبكة "سي إن إن": "وعلمت أن الاجتماع الذي خرج عنه البيان كان قبل يومين وعقد دون حضور رئيس الجمهورية الذي هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.  عندما وصلني البيان كان قراري فوريا بإذاعته، فلم يكن هناك فرصة للتفكير أو اتخاذ قرار مبني على الحسابات، بل على الإدراك بكافة الظروف المحيطة بالحالة المصرية جميعها، كان إدراكا بما شاهدته في صباح اليوم نفسه".


وأردف: بعد دقيقتين من إذاعة البيان تلقيت اتصالا من وزير الإعلام وقتها، أنس الفقي، ثم اتصالا من رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الدكتور زكريا عزمي. سألني أنس الفقي: ما هذا الذي أذيع؟ فأجبته بأنه بيان الجيش. فعاد وسألني، من أتى به؟ فقلت ببساطة أنه جاء من القوات المسلحة، ثم سألني مجددا: لماذا لم تبلغنا بهذا البيان قبل إذاعته؟ فكانت إجابتي بأن هذا هو عملي الذي أقوم به وفقا لتقديري بشكل مستمر، ولم أظن أنه كان يجب إبلاغكم بما يحوي البيان، وكان يجلس بجانبه الدكتور زكريا عزمي، ثم قال لي، إذا تلقيت بيانات أخرى من الجيش فاتصل بنا، وأضاف: (دكتور زكريا يؤكد عليك ألا تذيع أي بيانات للجيش قبل إبلاغنا)، ثم اتصل بي زكريا عزمي مباشرة ليطلب مني نفس الطلب، فأعدت له نفس الرد، وبدا واضحا على نبرة الدكتور زكريا الغضب من الموقف".


وعن من أقنع مبارك بالتنحي، كشف أن "مبارك هو من أقنع نفسه بالقرار، ولو عدنا لهذا الزمن نجد إنه اتخذ القرار دون وجود أحد من المساعدين أو المستشارين، وأبلغ قراره لوزير الدفاع وقتها، المشير محمد حسين طنطاوي"، مضيفًا أن "مبارك كان قد وصل شرم الشيخ عندما أذيع بيان التنحي".


وأضاف أن "خبر التنحي وصلني الساعة الثانية عشر ظهرا يوم إذاعة بيان التنحي، وعلمت أنه يجهز نفسه للسفر إلى شرم الشيخ، كان هناك حديث عن أنه سيلقي خطاب التنحي بنفسه، وانتظرنا حوالي 4 ساعات بعد تسجيل كلمة التنحي لإذاعتها".


وعن وجود رغبة لدى مبارك وقتها لإلقاء خطاب التنحي بنفسه، قال: "لم تكن هناك رغبة منه، ولكنه كان الترتيب لذلك، ووجد أن ذلك سيحتاج لمزيدا من الوقت فاتفق أن يقوم نائبه عمر سليمان بإلقاء الخطاب بدلا منه بعد أن راجع نص الكلمة مع عمر سليمان ووزير الدفاع حسين طنطاوي هاتفيا، وطلب مبارك منهما التأكد من دستورية وقانونية هذا الانتقال للسلطة، فلم يكن يريد التسبب في أي مشكلات لاحقا، واختاروا عمر سليمان لقراءة البيان بدلا من فرد من الجيش، حتى لا يعطوا انطباعا بأن الرئيس تم عزله بانقلاب عسكري".


وأردف: "وصلني البيان عن طريق المتحدث باسم الجيش، اللواء إسماعيل عتمان، كان يرتدي معطفا قصيرا، بسرعه فتحه وأخرج من جيبه الداخلي شيئا ما وهو يقول (معي البيان)، وأبلغني أنه سينتظر حتى تصله أوامر بإذاعته، إذ كانوا في انتظار مغادرة جمال وعلاء وأسرتيهما".


 وعن رؤيته بأن تنحي مبارك كان ضروريًا في ذلك الوقت، أكمل بقوله: "كنا قد وصلنا إلى مرحلة أنه القرار الوحيد لنزع فتيل انفجار لم يكن أحد يعلم حدوده/ ولكن يبقى السؤال: هل كان هو القرار الصحيح؟ تقديري وأظن وتأكد بعد ذلك أنه لم يكن القرار الصحيح على الإطلاق، بدليل أننا لا نزال حتى الآن ندفع ثمن عدم استغلال الفرصة في استخدام التغير الذي حدث للوصول إلى عملية الانتقال السلمي للسلطة في إطار وجود دولة، ما حدث إننا أطحنا بمؤسسات الدولة، ودخلنا في مرحلة من الفوضى التي نرى نتائجها حتى الآن".