التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 05:32 م , بتوقيت القاهرة

القوات المسلحة تشارك في البرنامج الطموح لعلاج الشباب من الإدمان

شهدت الخدمات الطبية في القوات المسلحة طفرة هائلة من حيث أعداد المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية والتي بلغ عددها اكثر من 120 مجمعا ومركزا طبيا وعيادة خارجية ومستشفى تم تزويدهم بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والكوادر الطبية المؤهلة لمعاونة القطاع الطبي للدولة في تنفيذ خطط وبرامج الرعاية الصحية والعلاجية المقدمة لأبناء الشعب المصري .

وحظيت المجمعات الطبية والمراكز التخصصية باهتمام بالغ من القيادة العامة للقوات المسلحة وامتد التطوير ليشمل كافة أقسامها من عيادات خارجية وأقسام تخصصية ومعامل وغرف للعمليات مجهزة علي أعلي مستوي وكذلك أقسام الرعاية المركزة لتقديم الرعاية الطبية للحالات الدقيقة والحرجة وبما يحقق أفضل درجات الأمان للمريض وفقا لمعايير الجودة العالمية .

وامتدت جهود القوات المسلحة ممثلة في الهيئة الهندسية بدعم القطاع الطبي بالدولة بالانتهاء من إنشاء وتطوير 186 مستشفى ومركزا طبيا ووحدة صحية علي مستوي الجمهورية ، ويجري حاليا إنشاء وتطوير 19 مستشفى ومركزا طبيا بمختلف المحافظات .

وقد أخذت القوات المسلحة على عاتقها المشاركة في دعم البرنامج القومي لمكافحة الفيروسات من خلال علاج شباب التجنيد والشباب المتقدمين للتطوع او الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية ممن يكتشف أصابتهم بفيروس سي ، خلال مراحل الانتقاء والكشف الطبي بحيث يتم الاكتشاف المبكر للمرض في مراحلة الأولية مما يساهم في سرعة الشفاء ويقلل من تأثيره علي الصحة العامة للشباب الذين يمثلون الركيزة الاساسية لبناء مصر المستقبل ، حيث تم إنشاء 7 مراكز تخصصية لعلاج فيروس سي علي مستوي الجمهورية ساهمت في علاج اكثر من 21 ألف مواطن و1700 من شباب التجنيد من فيروس سي .

كما شاركت القوات المسلحة في البرنامج الطموح لعلاج الشباب الذين سقطوا في ادمان العقاقير والمواد المخدرة ، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي انطلاقا من دورها في دعم مقومات التنمية الاجتماعية والبشرية ، وقامت عن علاج المئات من المدنيين والحالات التي تظهر في الشباب المتقدمين للتجنيد علي غرار تجربة علاج فيروس سي ، وذلك بمراكز علاج الادمان بمستشفي احمد جلال بالهايكستب ، ومستشفي الاسماعيلية العسكري والمجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي .

ويعد المركز الوطنى لعلاج الادمان بمستشفى القوات المسلحة بالاسماعيلية أحد أحدث وأكبر الصروح الطبية المتخصصة التي تم إنشاؤها لعلاج الادمان في مصر، وقد تم توقيع بروتوكول تعاون بين القوات المسلحة والصندوق القومى لمكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء كممول للتكلفة المالية لعلاج الحالات المرضية بنظام التأمين الصحى، ويتكون المركز من خمسة أقسام رئيسية وتبلغ الطاقة الاستيعابية 108 أسرة بواقع 36 سريرا لكل دورة علاج وقسم لثلاث أقسام الأول خاص بعمليات سحب العينات، قسم التأهيل، وقسم التأهيل المتقدم ، ويوجد أيضا وحدة رعاية نهارية ومجموعة من العيادات الخارجية ونجح المركز في علاج 751 حالة منذ الافتتاح التجريبى له حتي الآن ، وتم حجز 285 حالة منهم والباقي من خلال العيادات الخارجية وقد مثلت جميع الحالات للشفاء الكامل من أثار الإدمان .

وعن الجهد الذي يبذله المركز وما يمثله من قيمة مضافة يقدمها لعلاج حالات الإدمان من الذكور خاصة بمحافظات القناة.. اشار العقيد دكتور محمد دياب مدير المركز وأحد الاطباء المعالجين لمرضي الادمان الي ان المساحة الكلية للمستشفي تصل الي 20 فدان بما يعادل 80 الف متر مربع ، مشيرا الى ان القوات المسلحة اتخذت كافة السبل لتوفير مكان مؤهل لخدمة المرضى يضم كل المقومات الاساسية لتقديم خدمة طبية متكاملة انطلاقا من مسئوليتها الوطنية لعلاج هذه الفئة من ابناء مصر.

ونوه إلي وجود برنامج علاجى وتأهيلي متكامل طبقا لجميع الحالات، حيث تستقبل العيادات الخارجية يوميا 30 مريضا يتم علاجهم دون اقامة فى المركز ولكن من خلال الإشراف الخارجى بناء على جدول زمنى محدد ومعين ، اما الحالات التي يتم علاجها من خلال الاقامة بالمركز فتبدأ مع وصوله للمركز يتم سحب المخدر وذلك خلال الأسبوع الأول من الإقامة، ثم يتم تأهيله الأولى فى 4 أسابيع، وبعد ذلك يتم التأهيل المتوسط فى فترة زمنية 8 أسابيع، كما يتم بعد ذلك إجراء المتابعة الدورية لحين الخروج من المركز، وبعد ذلك تجرى متابعة دورية مستمرة لحين الشفاء الكامل ، كما يضم المركز وحدة تضم العديد من الأنشطة المختلفة والأجهزة الرياضية وتنظيم الرحلات الخارجية لاستعادة البناء فكري والجسمانى المريض.

واكد ان المركز به تجهيز هندسى لتأمين المريض خلال مرحلة سحب المخدر والتأهيل الاولى والذى يعتبر اصعب الخطوات التى تواجه المريض ، مشيرا الي ان هناك بعض الحالات التى تكون فى انفعال زائد او يمكنه تعرض نفسه او غيره لامور خارجه عن ارادته لذلك تم مراعاة ذلك عند التجهيز، حيث تم تركيب بدائل للزجاج فى الغرفة وعزلها من اى مواد حادة او ذات تأثير عليه او على غيره.

واشار مدير المركز الي برتوكول التعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الادمان والذى يتحمل كافة تكاليف العلاج ولا يتحمل المريض الذي يتقدم لطلب العلاج اى تكلفة من بداية علاجة وحتى الانتهاء الكامل ، كما انه يقومون بتحويل المرضى للمركز مباشرة لبدء علاجه فى حاله اقباله على الصندوق ، مشيرا الى ان هناك العديد من المرضى الذين يقمون باللجوء للمركز لعلاجهم مباشرة دون وسيط ويتم العلاج فى سرية تامة لحالة.

وفيما يتعلق بتدريب الاطقم الطبية والتمريض والمشرفين المتعاملين مع المرضي اوضحوا انه يتم تخصيص يوم من كل اسبوع لاجراء محاضرات وتدريبات عملية لمجموعة عمل المركز وتعريفهم على خطوات التعامل مع المريض كيفية مساعدتهم ، وتوعية اسرهم بكل ما يتعلق بالادمان من خلال جدول معد مسبقا .

وتحدث عدد من المرضي الذين تماثلوا للشفاء عن تجربة الإدمان والعلاج ، وأكدوا خلالها أن تعاطي العقاقير والمواد المخدرة يحطم إرادة الفرد وتجعله منحرف المزاج فاقدا لكل القيم الدينية والأخلاقية ، فمنهم من تخلف عن مراحل التعليم ومنهم من فقد عمله الوظيفي حيث تحولوا بفعل المخدرات إلى اشخاص مهملين وغير موثوق فيهم لا يتعامل معهم الآخرين ، وبالتالي يحجب عنه ثقة من حوله ، ويدمر حياته بيده وتجعلة يخسر أقرب الناس إليه .

وأكدوا أان تجربة العلاج أعادت لهم القدرة علي الحياة مرة أخري والاندماج داخل المجتمع بفضل البرنامج العلاجي الذي تلقوه داخل المركز ، واستبدلوا بارادتهم الحقيقية يأس المخدرات واستطاعوا مواجهة هذا التحدي ، مشددين علي أهمية التماسك الأسري والمتابعة للأبناءومراقبة سلوكياتهم لحمايتهم من تأثير أصدقاء السوء .

ونظرا لما تمثله العقاقير والمواد المخدرة من آثار مدمرة علي الشباب الذين يمثلون القوة والعماد الحقيقي لبناء المجتمع والانطلاق به نحو افاق المستقبل فقد بذلت القوات المسلحة والأجهزة المعنية بوزارة الداخلية جهود مضنية لملاحقة واستهداف المهربين وتجار المواد المخدرة ، حيث تشير الإحصاءات الرسمية لعام 2016 إلي نجاح قوات حرس الحدود في ضبط 118 طنا من مخدر البانجو الجاف ، و17 طنا من جوهر الحشيش المخدر ، و32 مليون قرص من العقاقير المخدرة و413 كجم من مواد الهيروين والكوكايين والأفيون المخدرة ، وحرق وتدمير 175 فدانا من الزراعات المخدرة بالبانجو والخشخاش ، والتي بلغت قيمتها التقديرية بما يوازى مبلغ 1,8 مليار جنية مصرى .

كما أسفرت جهود وزارة الداخلية ممثله في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومناطقها وفروعها ، ومن خلال الحملات الأمنية المكثفة لضبط متاجرى ومتعاطى المواد المخدرة خلال عام 2016 عن ضبط 57506 قضية " إتجار وتعاطى فى المواد المخدرة " بلغ عدد المتهمين فيها 72741 متهماً ، وضبط خلالها كميات من نبات البانجو المخدر وزنت 78176 كيلو جراما ، كميات من جوهر الحشيش المخدر وزنت 23102 كيلو جراما ، وكمية من مخدر الأفيون وزنت 66 كيلو جراما ، وكمية من مخدر الهيروين وزنت 709 كيلو جرامات ، وكمية من مخدر الكوكايين وزنت 26 كيلو جراما ، وكمية من مخدر الآيس وزنت 507 جرامات ، وكمية من مخدر الفودو وزنت 15 كيلو جراما ، وعدد 705 طوابع مخدرة ، وضبط 245,267,718 قرص مخدر مختلف الأنواع ، فضلا عن إبادة 114 فدانا و11 قيراطا و 17 سهما من الزراعات المخدرة ، وكمية من بذور النباتات المخدرة وزنت قرابة 434 كيلو جراما بزيادة قدرها 7% فى مجال ضبط قضايا المخدرات مقارنة بعام 2015.