التوقيت الجمعة، 26 أبريل 2024
التوقيت 08:38 ص , بتوقيت القاهرة

نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.. احذر يا ترامب!

لم تكن مجرد زوبعة في فنجان أو تصريح عنتري يهدف به ذلك الرجل استعطاف واستقطاب اللوبي اليهودي في نيويورك لكسب مزيد من التأييد له في ترشحه كرئيس لبلاد العم سام، بل أكد فريقه الانتقالي أن تصريحات دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب لواشنطن جادة وينوي ترامب القيام بها بحسب شبكة CBS الأمريكية، فكيف سيكون ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية حول تلك الخطو؟ هل ستكون هناك خطوات جادة للمواجهة أم ستكتفي المنابر الخاصة بتلك المؤسسات العالمية بالتنديد والمطالبة بالتراجع؟


تحذيرات أمريكية


منذ إعلان الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب نيته في نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كدعم لإسرائيل من الحزب الجمهوري الذي سيقدم المساند الأقوى لتل أبيب في تاريخه، وعليه فإن أولى قرارات الدعم هي نقل السفارة، الأمر الذي دفع نائب مدير المبادرات بمركز وودرو ويلسون الاستشاري، بالتأكيد على أن هذه الخطوة ستؤدي بدورها لتجنيد جهاديين سنة وشيعة على حد سواء، وهذا يعني موجة عنف لا يمكن توقعها.


محمود عباس


دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن في أثناء لقاءه الملك الأردني عبد الله آل ثاني الإدارة الأمريكية للعدول عن قرار نقل السفارة بقوله: "اتفقا مع الملك عبد الله على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الثنائية في حال تم نقل السفارة، والتي إن حدثت ستكون عواقبها وخيمة".


ووجه الدعوة لادارة ترامب بالتوسط في المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين للتوصل لحل سياسي .


وطالب عباس إدارة ترامب ” أن تشتبك معنا في مفاوضات جدية بيننا وبين الإسرائيليين للوصول إلى حل سياسي، وهذا هو أفضل شيء بالنسبة لنا وللإسرائيليين وللمنطقة كلها”.


رد فعل فلسطين "فتح ستصدم تل أبيب"


كشف الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية،مصطفى البرغوثي عن رد الفعل الفلسطيني حال تنفيذ ترامب لكلامه بأنه لن يتوقع أحد رد السلطة الفلسطينية وقتها على مثل هذه الخطوة، مؤكدا أن واشنطن وقتها ستكون شريكة لتل أبيب في جريمتها لخرق القوانين الدولية في التعدي على أراضي الغير.


ووصف البرغوثي رد الفعل الفلسطيني بانه سيشكل صدمة غير متوقعة للمجتمع الدولي وقتها، وقال "المسؤول الوحيد عما سيحدث هو من سيتخذ قرار نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس".


نهاية حل الدولتين


كما يعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، خطوة نقل السفارة ضوء أخضر لإعادة النظر في اعتراف الفلسطينيين بدولة إسرائيل وقال "الحديث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعني نهاية حل الدولتين ويعني بالنسبة لنا انتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كليا أمام المفاوضات، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي لن يقبل هذا الموضوع".


حماس تحذر واشنطن


تعتبر حركة حماس هي المقاوم الاول لإسرائيل، وعليه أصدرت أمس الثلاثاء بيانا حذرت فيه من مغبة نقل السفارة للقدس.


وجاء في بيان حماس "تتابع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بغضب النقاش الدائر في إدارة الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية لدى الكيان الصهيوني إلى مدينة القدس المحتلة في خطوة إذا ما حدثت تكون دشنت مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، وخلقت واقعا تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عنه".


ودعت الحركة العرب للاتحاد في وجه هذا القرار قائلة  "إن الأمة العربية والإسلامية مدعوة اليوم للتوحد حول هذه القضية المركزية والتحرك العاجل لمنع أي إجراء من هذا النوع ومواجهته وتبني قضية القدس في كل المحافل الدولية ودعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته".


واعتبرت الحركة هذه الخطوة انحياز لإسرائيل وقالت: "إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الشروع بهذه الخطوة هو إعلان انحياز تام للكيان الصهيوني بما يفقد الإدارة الأمريكية أي دور سياسي متعلق بالصراع مع الاحتلال في المنطقة، ويؤكد ما ذهبنا إليه دوما بانعدام النزاهة الأمريكية ومحاولة للإجهاز على ما تبقى من حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته".


مقتدى الصدر يحذر: سنحارب أمريكا


وإذا انتقلنا للجانب الشيعي فلدينا هنا إيران وحزب الله وكذلك الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر، فالصدر حذر الثلاثاء من خطوة نقل السفارة معتبرها حربا على الإسلام، وقال الصدر إن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو إعلان الحرب بصورة علنية ضد الإسلام وبصورة أكثر من ذي قبل" بحسب بيان الصدر المنشور في وكالة "فرانس برس"


ودعا الصدر الذي قاتل أمريكا في غزوها للعراق في 2003، إلى تشكيل فرقة خاصة لتحرير القدس في حال تنفيذ القرار، كما دعا الصدر لغلق السفارة الأمريكية في العراق حال تنفيذ القرار.


إيران وحزب الله: العين الحمراء تظهر هنا


نشرت مجلة "فايس" الأمريكية، تقريرا الخميس 12 يناير، تناولت فيه ردود الفعل الإيرانية حال تنفيذ ترامب وعده بنقل السفارة، وحذرت من تلك الخطوة ورد الفعل الإيراني متبوعا بتأييد من حزب الله، مؤكدة أنها ستكون دعوة لزيادة المتطرفين خاصة التابعين لحزب الله وإيران.


وقالت المجلة إن نقل السفارة فرصة لإيران وحزب الله لحشد قواتهما لمواجهة إسرائيل.


دور الجامعة العربية


حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من نقل سفارة واشنطن للقدس قائلا "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يؤثر سلبيًا على مستقبل التسوية للقضية الفلسطينية، وأيضًا ما قد تستدعيه من تعزيز لخطاب الإرهاب والتطرف والعنف".


ووجه مقتدى الصدر الدعوة للجامعة العربية لحل نفسها إذا لم تقف بجدية ضد النية الأمريكية في نقل سفارتها للقدس، وقال مخاطبا الجامعة العربية: "إما أن تستقيل أو تحل نفسها أو أن تقف وقفة جادة لمنع ذلك التحدي الصارخ".


ترامب يتراجع؟


على الرغم من كل تلك الضجة الكبيرة، لكن يبدو أن ترامب سيتراجع عن قراره بسبب تلك الضغوطات، وقال مصدر مقرب من الرئيس بحسب تقرير منشور على التلفزيون الإسرائيلي مساء الإثنين بأن ترامب يفكر بأن ينتقل فريق العمل الأمريكي للقدس لكن يبقى مقر السفارة كما هو في تل أبيب.


وأكد الفكرة نفسها الكاتب الإسرائيلي نمرود جوفرين في مقالة له في صحيفة هآرتس بأن ترامب بدأ يتراجع، مبديا بعض الأسباب لذلك منها: خلو القدس من أية سفارات أجنبية بالأساس، لاعتبار القدس الشرقية محتلة في نظر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وعليه فلا يجوز التعامل عليها.


واستشهد الكاتب الاسرائيلي بتراجع واشنطن عن وعدها بنقل السفارة من تل أبيب للقدس، بقول المتحدث باسم البيت الأبيض شين سبيسر مساء الإثنين : "لا يوجد قرار" بشأن هذه الخطوة.


كذلك يشير الكاتب لرفض المتحدث باسم البيت الأبيض وضع جدول زمني لهذا مكتفيا بالقول "نحن في المراحل الأولية في عملية صنع القرار".