التوقيت الجمعة، 10 مايو 2024
التوقيت 12:28 م , بتوقيت القاهرة

قصة أغنية| "جبار".. اتعملت "تخليص حق"

محمد الموجي والعندليب
محمد الموجي والعندليب

عام 1967 قدمت السينما المصرية فيلم "معبودة الجماهير" من إنتاج وإخراج حلمي رفلة وقصة الصحفي الكبير مصطفى أمين ومعالجة سينمائية لشيخ مؤلفي السينما المصريين "يوسف جوهر" وسيناريو المخرج والسيناريست والممثل والمنتج "حلمي حليم" وحوار السيناريست الكبير "محمد أبو يوسف".


يمكن القول إن "معبودة الجماهير" كان أضخم إنتاج سينمائي وقتها، وربما منذ فيلم "غزل البنات" لأنور وجدي لم تشهد السينما هذا الجمع من النجوم، والنجوم هنا ليسوا فقط من أمام الكاميرا، بخلاف البطولة لعبد الحليم حافظ وشادية فقد كان من بين نجوم الفيلم " فؤاد المهندس ويوسف شعبان وزينات صدقي وحسن فايق وأبو بكر عزت وأحمد الحداد وشفيق نور الدين وزين العشماوي وجورج سيدهم".



بل كان أيضا نجوم الموسيقى والغناء، حيث قام الشاعر مرسي جميل عزيز بكتابة كلمات أغنيتي "بلاش العتاب"، و"أحبك"، بينما كتب الشاعر حسين السيد كلمات أغنيتي "حاجة غريبة وجبار" وكتب كامل الشناوي قصيدة "لست قلبي".


أما التلحين فكان من نصيب محمد الموجي في أغنيتي "أحبك وجبار" بينما قام الموسيقار كمال الطويل بتلحين أغنية "بلاش العتاب" بينما لحن منير مراد اغنية حاجة غريبة، فيما انفرد محمد عبد الوهاب بتلحين قصيدة "لست قلبي" بينما قام الموسيقار علي إسماعيل والموسيقار أندريا رايدر بتوزيع الأغاني، والموسيقى التصويرية كانت من نصيب على إسماعيل.



روى لي الشاعر الغنائي أحمد مرزوق نقلا عن الموسيقار الراحل "محمد الموجي"، أنه في أحد الأيام "وكان موافق يوم أربعاء" في أثناء تنفيذ الفيلم كان هناك موعد بين حلمي رفلة وحسين السيد ومحمد الموجي لاستلام باقي مستحقاتهم المادية من حلمي حليم عن عملهم بالفيلم، وكان من نصيب كل واحد منهم اغنية، حيث كتب حسين السيد وقتها "حاجة غريبة" فقط ولحن الموجي "أحبك" فقط، وكان من المفترض أن تحدث النقلة الدرامية لبطل الفيلم من الفقر للنجومية والثراء عن طريق فوتو مونتاج للبطل في حفلات مختلفة وهو يلف حول العالم على أنغام موسيقى تصويرية لعلى إسماعيل.


ولكن فوجئ الموجي وحسين السيد بطلب غريب من حلمي رفلة والعندليب في يوم استلامهم لباقي مستحقاتهم، حيث أصبح مطلوب منهم أغنية جديدة للعندليب يغنيها بدلا من موسيقى على إسماعيل، ليتأجل صرف باقي المستحقات المادية للموجي والسيد، ويخرجان من مكتب رفلة وهم في قمة الغيظ، ويذهب كلا منهم على منزله، ليجلس الموجي يفكر في الغنوة المجهولة، ليفاجئ بالهاتف يرن، ويجد حسين السيد يهاتفه، ويخبره ان كتب مقطع من الغنوة، فيجيبه الموجي أنه جيد ويغلق معه ويبدأ في تلحين المقطع الأول.



وعقب انتهائه من تلحين المقطع اتصل بحسين السيد ليسمعه، فوجد حسين السيد كتب مقطع اخر، فكتبه وقام بتلحينه، واستمر الثنائي السيد والموجي حتى انتهت الاغنية تماما، وكانت الغنوة تبدأ من " وما كنتش اعرف قبل النهاردة إن العيون دي تقدر تخون بالشكل ده" وحتى مقطع "ليه تصيحيني في وسط الجنة بنار ودموع كنت ارحمني وسبني شويه اعيش مخدوع" بدون المقدمة، وبعدما انتهى الموجي من التلحين وجد انه لابد من "دخلة" للأغنية فكتب حسين السيد " جبار في قسوته جبار"


في الصباح ذهب الثنائي إلى مكتب حلمي رفلة ومعهم الأغنية وجاءه عبد الحليم وسمع جبار، فأعجبته ولكنه اعترض على ان تكون نهاية الاغنية بكل هذا الضعف، فهو لا يقبل ان يخرج من الاغنية مهزوم، وعليه فطالب حسين والموجي بعمل مقطع جديد يرد له اعتباره فيخرج من الاغنية منتصر، فنظر له الاثنان بغيظ شديد، ودخلا إحدى الغرف في المكتب رفلة، وخرجا بعد 10 دقائق بمقطع " قلبي قول للحب يبعد عن طريقي" حتى اخر الاغنية، لتنتهي اغنية جبار ويستلم حسين السيد والموجي مستحقاتهم و ينجحوا في صرف " الشيك" من البنك قبل ان تتم الساعة الثانية عشر ظهرا.