التوقيت الخميس، 02 مايو 2024
التوقيت 12:48 ص , بتوقيت القاهرة

حصاد 2016| ديسمبر.. لَمْس أكتاف

في نهاية العام، لابد أن يحدث السيئ الذي يدفع الجميع للمطالبة برحيل ديسمبر في أسرع وقت، ضربات الشهور السابقة لا تقارن بالشهر الأخير في 2016، ازدادت قوة لكماته، كأنه يريد أن يسقط سكان العالم في وسط الحلبة، ثم يصعد فوق إحدى الزوايا، ليلقي بجسده الثقيل، ثم يعد الحكم ثلاثًا، ويفوز ديسمبر بلمس الأكتاف.


بعد ذلك يحاول البعض إفاقتنا، بحجة أن القادم في 2017، سيعوضنا عما جرى، رغبة تتجدد سنويًا، الحجر عليها بالتفاؤل أو التشاؤم، أمر يرجع للأفراد، كلٌ حسب توجهاته وخططه الخاصة، التي تتماس مع الأحداث العامة التي تعيق أو تسير له الطريق في كل ثانية في اليوم الجديد.


في 9 ديسمبر، استخدم الإرهاب قبضته اليمنى، بضرب قوة أمنية كانت تقف في محيط مسجد السلام بشارع الهرم، ما أسفر عن استشهاد ضابطين وأمين شرطة، و3 مجندين، وأصيب 3 مجندين آخرين. وبدون مقدمات فاجئنا بيسراه بعد يومين، محاولًا توجيه الضربة القاضية إلى المصريين، وذلك بـتفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لكن ديسمبر أثارت دهشته الثبات الانفعالي للدولة التي ضربها الإرهاب مرتين متتاليتين، لم ينقسم الجسد لمسلم ومسيحي، استمر الأمر شأن مصري، دون الالتفات لخانة الدين، والغضب والمطلب واحد، الأجهزة الأمنية لابد أن تسرع في محاصرة الجناة، والقصاص منهم.


في اليوم التالي، تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، جنازة ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية، وفي كلمته خلال مراسم تشييع جثامين ضحايا الحادث، تفاجأ الجميع بإعلان الرئيس أن العملية تمت بحزام ناسف وليس قنبلة متفجرة، وذكر اسم منفذ الانفجار، شاب يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، عمره 22 سنة، وقال الرئيس: "الإرهابيون غلبوا فينا، يعملوا الاقتصاد مفيش فايدة، يعملوا إرهاب مفيش فايدة، واللي عملوه ده يثبت احباطهم". وفي مساء اليوم التالي استطاع الإعلامي عمرو أديب، رصد الساعات الأولى من التحركات الأمنية للوصول إلى هوية المنفذ؛ ردًا على مزاعم الـ"فبركة".


فجر 15 ديسمبر، كان إيذانًا بغروب "عادل حبارة"، الشاب المتهم بقتل 25 مجندًا في "مذبحة رفح الثانية"، ووفقًا لصحيفة الأهرام، رفض حبارة نطق الشهادتين، بعدما طلب منه الشيخ الموجود في أثناء تنفيذ حكم الإعدام ذلك، وقال له أنت كافر، فطلب منه الشيخ أن يستغفر الله، وهنا قام حبارة بسب الجميع وقيادات الشرطة التي كان موجودة ثم قال: "الله أكبر دولة الاسلام قادمة".


لم تمر سوى 10 أيام، لنتأكد أن الإرهاب لا يمل من تكرار العزف النشاز، حيث استطاع شاب آخر اسمه ميرت ألتنيتاس، عمره 22 عاماً، كان يعمل ضابط شرطة في قسم القوات الخاصة للشرطة بأنقرة، من اختراق ثغرة مصيرية. ويطلق الرصاص على السفير التركي في أنقرة أندريه كارلوف، خلال زيارته لمعرض فني بالعاصمة التركية. وهو يصيح منفعلاً بالتركية: 'الله أكبر (الله أكبر). نموت في حلب، تموت هنا!".


في هذا الشهر، اتفق المصريون ضمنيًا، على أن حلاوة المولد بدعة، بعدما ارتفعت أسعارها في ظل ارتفاع باقي السلع الأخرى، أهمها السكر، ومع ذلك يحتفلون كما يجب أن يكون. يتذكرون كل لحظاتها بدقة، ويعبرون الفواجع، مثل ضربتي الإرهاب، لم تعجزا الدولة، واستمرت الدولة في مشروعاتها، وافتتح الرئيس السيسي شقق الإسكان الاجتماعي بأكتوبر، كما تفقد محور "روض الفرج -الضبعة" عقب افتتاحه رسميًا.


في المنطقة الفنية، كان سرادق العزاء لزوجة الفنان محمد صبحي، نيفين رامز، حرص الزوج على حمل نعشها ودخل في نوبة بكاء. وبدون قصد ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة "مايسة" -الراحلة سعاد نصر- زوجة ونيس، رحلة صبحي وزوجته في الحياة، والمرض، تكلم عنها في أكثر من لقاء حواري.


بعد ذلك رحلت زبيدة ثروت، تلك الفنانة التي كان في عينيها سحر خاص، جعلها نجمة سينمائية، وفي اليوم التالي رحل الفنان المخضرم أحمد راتب، رمانة الميزان العمل الفني الذي يشارك فيه، كان ممثلًا يصعب التنبؤ بخطواته الفنية، مثل العام المقبل 2017، لا يعلم أحد هل يخبئ لنا في يديه باقة زهور، أم قفاز ملاكمة ليحصل على الضربة القاضية.