التوقيت الجمعة، 29 مارس 2024
التوقيت 09:25 ص , بتوقيت القاهرة

حصاد 2016| نوفمبر الجميل.. سابقًا

في فيلم نوفمبر الجميل Sweet November، استطاعت "سارة" تغيير حياة "نيسلون" للأفضل في شهر واحد، لكنها ترفض الاستمرار بعد انتهاء الشهر، لتحتفظ باللحظات الجميلة في ذاكرتيهما، الأمل في الاحتفاظ بذكريات سعيدة، يظهر تدريجيًا بين أناس ينشدون السعادة في الواقع مثلما حدث في الفيلم الذي عرض عام 2001، لكن ما جرى في نوفمبر 2016، جعل كثٌر يتعجلون ديسمبر، بعدما رحل صانع البهجة محمود عبد العزيز، في 12 نوفمبر، الدنيا على جناح عبد الملك زرزور، اختلفت بعد رحيله في عيون معجبيه، الذي تابعون بتأثر الجنازة.


قبل ذلك بأيام قليلة -كان المصريون غير المهتمين بالأخبار الاقتصادية- يسألون: "ماذا يعني تحرير سعر الجنيه المصري؟"، بناءً على القرار الصادر من البنك المركزي، الخميس 3 نوفمبر 2016، فجأة الكل يبحث عن تداعيات تعويم الجنيه، رجال الأعمال يستبشرون خيرًا، مثل نجيب ساويرس، الذي غرد على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "التعويم خطوة ممتازة تأخرت كثير لكن الحمد لله تمت.. نرجو من منطلق وطني عدم التكالب على الدولار إلا للضروريات، لازم نساعد على نجاح هذه الخطوة"، ومن وقتها والجميع يترقب الدولار وهو يرتفع، ثم ينخفض، وسرعان يعاود الصعود مرة أخرى.


خلال هذا الشهر ارتفعت أسعار كافة السلع بشكل ملحوظ، مع ترقب زيادات أخرى، لكن هناك شيئًا أخر غير الأسعار، أثار انتباه المصريون، "ربنا يستر بس على البلد من يوم 11/11"، تلك الجملة لسان حال الشارع المصري، وصارت في برامج التوك شو تحذيرًا، عمرو أديب حذر من مصير مشابه لما يحدث في سوريا، بينما تامر أمين يتهم الاخوان المسلمين بإثارة الراي العام لتخريب مصر، وفي مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوصل أحد إلى الداعِ لتلك التظاهرة المجهولة النسب. جاء يوم 11/11، وغاب الجميع عن الشارع المصري، وإذا سألوك عن "شعب مصر"، قل لهم في "دريم بارك".


لم يراع نوفمبر متطلبات المرأة التي تكتب على الفيس بوك إنها بانتظاره شهرًا جميلًا، بعض بنات حواء لم يكن الاقتصاد ضمن اهتماماتهن، لكن بعد ارتفاع أسعار مستحضرات التجميل 50%، بدأن يشعرن بالقلق، في المقابل استطاعت شخصية وجمال روح الفنانة كندا علوش، أن تتوافق مع الفنان عمرو يوسف، وتزوجا أواخر نوفمبر، في بساطة وسرية، بدون مكياج إعلامي، صار اسميهما حديث مواقع التواصل الاجتماعي لعدة أيام. وبدأت محركات البحث في الوصول إلى فيديوهات قديمة تجمع بينهما في لقاءات أو أعمال درامية.


لوحظ منذ بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمامه بالشباب والمشروعات المستقبلية، وظهر ذلك في خطاباته ومداخلاته مع الوزراء عند افتتاح مشروع جديد، لذا لم يكن مستغربًا أن نرى رئيس الجمهورية يصافح إنسانًا آليًا في معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (اي سي تي 2016).


الحظ السعيد، لم يترك مشجعو الكرة المصرية، مستمرًا منذ أكتوبر، ووصل إلى نوفمبر، بـ فوز المنتخب الوطني على نظيره الغاني، بهدفين، في المباراة التي جمعتهما على إستاد برج العرب، ضمن الجولة الثانية للتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، وكانت أهم مكسب في هذه المباراة، المظهر الحضاري وعودة الجمهور المصري إلى المدرجات.


في الجانب الآخر من العالم، استيقظ مواطن أمريكي، يوم 9 نوفمبر، ليجد دونالد ترامب رئيسًا، بعد هزيمة لم يتوقعها كثيرين، للسياسية المحنكة هيلاري كلينتون، لكن المؤيدون لترامب، والمحللون، رأوا أن رجل اقتصاد لم ينخرط في السياسة أفضل لأمريكا في تلك المرحلة، ومع ذلك خرجت احتجاجات ضد نتيجة الانتخابات الأمريكية، بينما الرئيس السابق باراك أوباما قال "نحن جميعا الآن نأمل في أن يؤسس نجاحه لتوحيد البلاد وقيادتها." فيما قالت كلينتون بعد هزيمتها لأنصارها إنه يجب منح ترامب "الفرصة للقيادة".


وقبل أن يرحل نوفمبر، ذهب قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، إلى العالم الآخر، عن عمر يناهز الـ 90 عامًا، الذي عرف بقمعه لمعارضيه، وقد شهدت مدينة ميامي الأمريكية، التي تضم أكبر جالية كوبية من المعارضين للحكم الشيوعي في بلادهم، بعض الاحتفالات برحيل كاسترو في عدد من أحيائها. وفقًا لتقرير "بي بي سي".